حكاية مكان .. متحف النوبة بأسوان
متحف النوبة بأسون، هو مثال ممتاز لما يجب أن تكون عليه المتاحف، فهو ليس مجرد متحفا سياحيا بل هو بيئة متكاملة. تبدأ حكاية المتحف عندما انتبه المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو إلى أهمية النوبة وتراثها الذي يجب أن يتم إنقاذه، خاصة بعد إنشاء السد العالي، فأتي الحل على هيئة متحف لحفظ هذه الثقافة.
يقع المتحف على مرتفع صخري في أسوان، احترمه المعماري محمود الحكيم والقائمون على المشروع في تصميماتهم، واستغلوه في تقديم صورة واقعية للبيئة والعمران النبوي من خلال تصميم المتحف وبنائه من مواد محلية، تم افتتاح المتحف عام 1997.
يعرض المتحف العديد من آثار النوبة من أواني وأحجار وتماثيل وأدوات من عصور ما قبل التاريخ وحتى دخول الإسلام للنوبة، كما يستعرض بالتماثيل الشمعية تقاليد وعادات أهالي النوبة. كما يضم المتحف أيضا حديقة عرض خارجية بها منزلا نوبيا ومسرحا في الهواء الطلق، وكهفاً عليه رسومات تعود لعصور ما قبل التاريخ.
بالإضافة لكل ذلك، فالمتحف يعمل على المستوى المحليّ في الأساس قبل أن يكون مزارا سياحيا. فهو يضم قسما تعليميا هو الأول من نوعه في مصر، وينظم رحلات ومحاضرات وحلقات تعليمية لأطفال المدارس.
في النهاية فإن متحف النوبة بأسوان هو مفخرة للنوبيين، ويؤدي دورا عظيما على المستوى المحلي والسياحي. كما أنه مثالا يُحتذى به في بناء المتاحف، سواء من ناحية احترام المكان الجغرافي وثقافة المجتمع والحفاظ عليه.