#تأملات_في_خطبة_النبي_صلى_ال له_عليه_وآله_في_استقبال_شهر_ رمضان ... (11)
( واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه، جـــــــــــوع يوم القيامـــة وعطشـــــــــــــــــــــ ه )
إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يريد أن يعلمنا أن للصوم لغة الرمزية الواضحة، يريد منا أن ننتقل من ظاهر الصوم إلى باطنه.. أي أيها الصائم، لا تكن ساذجاً في صومك، ولا يكن همك الإفطار، لتتخلص من ثقل الصوم والجوع والعطش.. بل عليك أن تحاول ربط ما أنت فيه من الشعور، بتذكر عالم المعاد، وأهوال يوم القيامة وجوعها وعطشها.. وهذا بدوره يدعو الصائم إلى أن يعد العدة ليتجنب مثل تلك الأهوال، وذلك بالعمل الدائب لما يخفف عنه الحساب في ذلك اليوم العصيب!..
وقياساً على ذلك نضيف: أنه عندما تدخل الحمام وتجرد نفسك من الثياب تريد أن تغتسل، انتقل إلى المغتسل وإلى عالم غسل الأموات.. وعندما تذهب للحج وتلبس ثوبي الإحرام، تذكر الكفن.. وهكذا في كل العبادات.. فإن للشريعة ظاهرا وباطنا، هنالك رموز -دلالات خفية-، وعلينا أن ننتقل من هنا إلى هناك.. من الجوع والعطش في الدنيا، إلى الجوع والعطش في الآخرة.. وهذه عينة من لغة الرمزية في العبادات الظاهرية .
سماحة #الشيخ_حبيب_الكاظمي