منتخب العراق في عام 1988
الجزء الاول : وضع المنتخب بعد مونديال المكسيك
في اواخر عام 1986 كان الاحباط هو الشعور السائد لدى الكثير من جماهير الكرة العراقية , اثر الخروج المبكر من مونديال المكسيك بعد الخسارات الثلاثة , في وقت كان الكثير يتوقع بلوغ دور ال 16 , تلاها بعد ذلك فقداننا للميدالية الذهبية للاسياد في سيؤول بعد الخروج الغريب امام السعودية بفارق الركلات من علامة الجزاء رغم ان الاخيرة بدات الركلات باضاعة اول ركلتين او ثلاث ركلات لها من ركلاتها الخمس الاولى , وبعد ذلك الخروج اقصي المدرب اكرم سلمان الذي تسلم المنتخب من جديد بعد نهاية مونديال المكسيك , وبعد موجة المدربين البرازيليين فييرا وايدو وافرستو !!
في تلك الاثناء كان المدرب عمو بابا متواريا عن الانظار منذ الابعاد القسري الذي تعرض له اثر الخسارة امام يوغسلافيا في اولمبياد لوس انجلس في شهر 8 من عام 84 , قبل ان تناط به من جديد مهمة قيادة المنتخب العراقي الذي كان يستعد للمشاركة في تصفيات اولمبياد سيؤول بداية عام 1987 !
خاض منتخب العراق (7) مباريات تجريبية قبل انطلاق التصفيات , تخللتها مباراة ودية دولية واحدة كانت ضد الكويت , حيث ذهب المنتخب للمشاركة في احتفالية اعتزال اللاعب الكويتي فتحي كميل , في تلك المباراة اعتمد المدرب على بعض العناصر الشابة التي شاركت قبل اشهر قليلة في اسياد سيؤول , اضافة الى عناصر الخبرة باستثناء عدنان درجال وحسين سعيد وتالفت تشكيلة المنتخب في المباراة من :
فتاح نصيف لحراسة المرمى , سلام هاشم وباسل كوركيس مع خميس حمود وغانم عريبي للدفاع , ناطق هاشم وعلي حسين مع حارس محمد وسعد قيس للوسط , احمد راضي وناجح رحيم للهجوم , لاحت للمنتخب عدة فرص في الشوط الاول لم تستغل , لكن الافضلية في النهاية كانت كويتية بهدفين جاءا في الشوط الثاني !
تشكيلة المنتخب في المباراة الأولى امام الامارات
بعد تلك الخسارة قرر المدرب ابعاد العناصر التي لم توفق في المباراة على الفور حيث ابعد ناجح رحيم وخميس حمود وجلال شاكر وسلام هاشم , وبدا المدرب بفرض رؤيته التدريبية , حيث تالفت التشكيلة التي بدأنا بها التصفيات من فتاح نصيف لحراسة المرمى , عدنان درجال وباسل كوركيس مع خليل محمد علاوي وغانم عريبي للدفاع , ناطق هاشم واسماعيل محمد مع حارس محمد وسعد قيس للوسط والثنائي حسين سعيد واحمد راضي للهجوم , اي ان التشكيلة ضمت (9) لاعبين من المنتخب الذي تاهل الى مونديال المكسيك , حيث عاد باسل كوركيس الى خط الدفاع لاجل ضمان مكانه في التشكيل الاساس تاركا خط الوسط في عهدة ناطق هاشم واسماعيل محمد ! تمكن الاماراتيون من سرقة الفرحة بهدف التعادل القاتل الذي جاء في الوقت الضائع والذي كان اشارة الى ان مباراة الاياب في دبي ستكون عصيبة علينا !
تشكيلة المباراة الثانية في التصفيات ضد الأردن في عمان
في المباراة الثانية ضد الاردن في عمان , لعب المدرب بنفس تشكيلة المباراة الاولى , عدا تغييره لمركز الظهير الايمن الذي شغله خميس حمود امام الكويت , وخليل محمد علاوي امام الامارات , لياتي الدور على حميد رشيد ليشغله في هذه المباراة , فيما وضع امامه على اليمين لاعب ذو ميول دفاعية هو صادق موسى , لم تؤد جهة اليمين بالشكل الذي اراده المدرب واستمر التعادل لوقت طويل , ولم يتحقق الفوز الا عندما اشرك الوجوه الشابة ليث حسين وحبيب جعفر , ليتواجد الفرسان الثلاثة (سعد وليث وحبيب) لاول مرة سويا مع المنتخب الوطني في مباراة رسمية , في حين اصبح حبيب جعفر الجوكر في كل المباريات التي خاضها المنتخب تحت قيادة عمو بابا حتى اقالته اوائل عام 89 , الا ما حالت دونه الاصابة !
كان نجاح التشكيلة الشابة في تحقيق الفوز على الاردن في ارضها , دليلا جديدا على ان بعض لاعبي جيل المكسيك قد ان الاوان ليفسحوا المجال لغيرهم , وكانت البداية مع خليل محمد علاوي وحارس محمد , فيما اضطر علي حسين شهاب لقبول الامر الواقع بوصفه بديلا لسعد قيس ! في المباراة الثالثة , والتي كانت امام الاردن في الكويت لعب المنتخب بنفس تشكيلة المباراة الثانية باستثناء مشاركة حبيب جعفر منذ البداية , حقق منتخبنا فوزا سريعا بهدفين في الشوط الاول وحافظ على النتيجة في الشوط الثاني !
تشكيلة المباراة الأخيرة في التصفيات امام الامارات في دبي
بذلك حقق منتخبنا الفوز على الاردن مرتين وجمعت الامارات ثلاث نقاط من فوز وتعادل مع الاردن , وبالتالي اصبح التعادل في دبي كافيا لمنتخبنا للمرور الى الدور الحاسم للتصفيات , بدا المنتخب المباراة بنفس التشكيلة لاخر مباراتين , وللمرة الرابعة على التوالي يبدا منتخبنا المباراة بقوة ويحقق التقدم في الشوط الاول , فمن كرة طويلة رفعها غانم عريبي هياها احمد راضي براسه ارسل ناطق هاشم الكرة بيسراه الى سقف المرمى الاماراتي بنفس الطريقة تقريبا لهدفه عليها في عام 1985 والذي احرزه بقدمه اليمنى ! في الشوط الثاني قدم المنتخب واحدة من اروع ملاحمه الكروية وطوى خصمه الاماراتي ووضعه في جيبه , عندما سجل احمد راضي هدفا ثانيا كما قدم فتاح نصيف افضل مباراة في حياته ليرد ركلة جزاء كان يمكن ان تقلب الاوضاع , قبل ان يطلق سعد قيس طلقة الرحمة في الوقت بدل الضائع !