أطلق مستخدمو مواقع تواصل إجتماعي وبعض وسائل الإعلام في منطقة الخليج العربي ومصر العنان لنسج قصص وأخبار زائفة، على خلفية أزمة قطر. أمثلة من هذه القصص تُظهر أن مصدرها طرفا الأزمة، وأنها تتناول مواضيع مثيرة وغريبة أحيانا.
تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في العالم العربي، بقصص وأخبار كاذبة على خلفية الأزمة القائمة بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر. ويرصد المتتبع لهذه القصص الإخبارية المزيفة أن مصدرها طرفا الأزمة، وتتنوع المواضيع التي تعالجها على خلفية تداعيات مفترضة لأزمة قطر، بين قضايا إجتماعية وسياسية وأمنية. ولم تخلُ بعض القصص من طابع الإثارة حيث استخدمت فيها كرة القدم لإضفاء جاذبية أكبر عليها.
ويمكن تسليط الضوء على بعضها وفحص مواطن الخلل والكذب في صياغتها وصنعها ثم انتشارها على نطاق واسع وتداولها من قبل مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي أو قنوات التلفزيون والصحف الإلكترونية والمطبوعة.
"نفاد الأغذية والماء من المحلات في قطر"
انتشرت عدة صور وتغريدات على شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن قطر بدأت تعاني بشدة من الحصار المفروض عليها وأن هناك نقصا شديدًا في السلع من المواد الغذائية الأساسية. على غرار ما غرد على تويتر متابع يطلق على نفسه "عز إماراتي".
لكن وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية بثت عدة تغريدات بالفيديو على حسابها بشبكة تويتر، تؤكد عدم صحة تلك المعلومات وأن السلع متوافرة خصوصاً بعد بدء الاستيراد من دول كتركيا والجزائر وإيران، كما أعلنت الوزارة إطلاق حملة لتشجيع شراء المنتجات الوطنية القطرية.
ويظهر من خلال سياق الأزمة الحالية بين قطر ودول خليجية وعربية أخرى، أن مواطنين قطريين تهافتوا في اليوم الأول إثر إندلاع الأزمة على المنتوجات خشية ندرتها أو فقدانها من الأسواق.
"السماح للسعوديين بالاستيلاء على ممتلكات القطريين"
انتشر مقطع فيديو على تويتر وفيسبوك لمجموعة من النساء والرجال يحملون بضائع وملابس ويخرجون بها مسرعين من أحد الأماكن.
وتشارك الفيديو عدد غير قليل من الأشخاص ويزعم أن السعودية سمحت لمواطنيها بالحصول على متعلقات المواطنين القطريين الذي اضطروا إلى العودة لبلادهم، كما يظهر في فيديو على حساب مغرد يسمي نفسه "مصطفى كوسوفي".
لكن يتبين أن الفيديو لا علاقة له بأزمة قطر، إذ تم تصويره في أحد أسواق السعودية والذي أعلن عن طرح جميع محتوياته مجاناَ لمدة 30 دقيقة ما أدى إلى تدافع المتسوقين للحصول على أكبر قدر ممكن من البضائع. مثلما يظهر في حساب مستخدم فيسبوك يطلق على نفسه "ايشات عبد الكندي".
كما نشر مستخدم آخر على فيسبوك يطلق على نفسه اسم "ياسر عبد الهادي" علامات تبين كيف أن القصة غير صحيحة.
"جمارك سعودية تسمح بدخول سلع غذائية إلى قطر"
تناقل عدد من المغردين السعوديين والإماراتيين خبراً مفاده أن سلطة الجمارك السعودية سمحت بدخول المؤن والأغذية إلى قطر عبر منفذ [سلوى – ابو سلمة] البري مشيدين بالقرار وبأنه يأتي "دعما لأواصر الأخوة والصداقة" بين البلدين. حيث غرد على تويتر من يطلق على نفسه "مصدر للأخبار".
لكن الخبر تم نفيه رسمياَ من قبل سلطة الجمارك السعودية التي نشرت التكذيب على حسابها في تويتر.
تهمة التعاطف مع قطر
وأعلن المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي النائب العام لدولة الإمارات أن إبداء التعاطف مع دولة قطر أو الاعتراض على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الموضوع يعدّ "جريمة معاقبًا عليها بالسجن المؤقت من ثلاث إلى خمس عشرة سنة وبالغرامة التي لا تقل عن خمسمائة ألف درهم"، وحذت البحرين حذو الإمارات في بيان بثته وزارة الإعلام البحرينية.
لكن مع هذا الخبر نقل خبر آخر مفاده أن السعودية قد انتهجت النهج نفسه، إلا أنه تبين عدم صحة هذا الخبر وبأنه لا أساس للتصريحات المنسوبة لجهات رسمية من المملكة بهذا الشأن، ولا يعدو الأمر أن يكون مجرد تغريدات لمحامٍ سعودي.
"قميص برشلونة في الإمارات ..يرسلك إلى السجن!"
ومن القصص المثيرة التي انتشرت على خلفية أزمة قطر، خبرٌ مفادهأن ارتداء قميص برشلونة في الإمارات قد يتسبب لصاحبه في السجن 15 عاماً. لكن مصدر الخبر قام بحذفه بعد وقت قصير من نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
بيد أن القصة يبدو أنها أخذت طابعا جديا حيث انتشرت في السعودية حتى ان صحيفة "ميرور" البريطانية نشرت موضوعا في عددها ليوم السبت 10 يونيو حزيران. وقالت الصحيفة البريطانية إن إرتداء قميص برشلونة في المملكة العربية السعودية قد يعرضك لغرامة مالية تصل لـ1200 ألف جنيه إسترليني، والحكم بالسجن لمدة 155 عامًا، وذلك بسبب تعاقد النادي الكتالوني مع شركة الخطوط الجوية القطرية.
ونشرت عدة مواقع وصحف أخرى نفس القصة ولم يصدر نفي من الجانب السعودي للموضوع.
"أمير قطر يشتري قصرا في إيران استعداداَ للهرب"
وذهبت بعض الصحف المصرية في إطلاق العنان للخيال، عبر نشرها ما قالت إنه وثيقة لما اسمتها بـ"المعارضة القطرية" تتحدث عن توجيه من وزارة الخارجية القطرية لشراء قصر للأمير في إيران.
وتبين أن الصورة ليست حقيقية وإنما تم فبركتها باستخدام أحد برامج الصور (فوتوشوب).
ويبدو من خلال القصص المتداولة على مواقع التواصل الإجتماعي وحتى بعض الصحف والقنوات التلفزيونية أن الأخبار الزائفة تجد حيزا لها في أتون دوامة حرب إعلامية وبروباغندا طاحنة بين الجانبين.
http://www.alsumaria.tv/news/206706