كيف تصنعان تجربتكما من دون النَّظر إلى المخاوف
لكلٍّ منا تجربته الخاصَّة في الحياة، لذلك اصنعا تجربتكما بدون النَّظر إلى المخاوف التي تجعل الزَّوجين في حالة صراع ليفرض كل منهما رأيه وسيطرته على الآخر، فبالتَّفاهم والودِّ والرَّحمة والاحترام ستكون الحياة مزهرة، فأزهرا مشاعركما من خلال حملتنا لبناء حياة زوجيَّة سعيدة مثقَّفة واعية بآراء المختصين.
القرن الحجري
رحَّبت من المدينة المنورة الدكتورة نجاة قاسم كرامي "رئيسة مؤسسة الاستشارات التعليميَّة" بالمشاركة في الحملة، وتنصح المقبلين على الزَّواج قائلة: إنَّ المرأة السعوديَّة تتمتَّع بالأخلاق والتَّربية الحسنة، واستطاعت الخروج للحياة ومشاهدة المعاملة الحسنة بين الشُّعوب المختلفة، سواء العربيَّة، أو الأوروبيَّة، أو الأمريكيَّة، فأصبح من الصَّعب عليها الآن العيش مع رجل متشدد، ويعاملها وكأنها في القرن الحجري، لذلك لابدَّ من الانتباه لهذه النقطة حتى لا يحصل الطلاق، وهو سهل، أو الخلع، كما أنَّ الصبر لدى المرأة الآن قليل، فلن تستمر الحياة اليوم إلا بالكلمة الطَّيبة والمعاملة الحسنة، فإذا أردت أن تستمر في الحياة، خذ هذه القاعدة لديك، وأنَّ الرجل المسلم والزَّوج الصَّالح يجب الرضا بدينه وخلقه، ولابدَّ أن يعلم الشَّاب أنَّ الفتاه اليوم ليست عانساً كما يدعي الآخرون، ولكنَّها عازفة عن الزَّواج والارتباط بمن لا يناسبها اجتماعيَّاً ولا ذهنيَّاً ولا أخلاقيَّاً، وأنصح الشَّباب بالابتعاد عن "الميوعة" وحلق الشَّارب والذَّقن والمكياج والقصَّات الغير إسلامية والملابس الغير لائقة كالعريان والقصير، فالمرأة لا تحترم إلا الرجل بالملابس المحترمة، وأتمنَّى التَّوفيق للجميع في حياتهم السَّعيدة المقبلة.
الأجيال القادمة
أعجبت بالحملة الدكتورة ريما مصطفى سلمان "اختصاصيَّة في التَّغذية العلاجيَّة والرياضيَّة ومثقَّفة صحيَّة، وقدَّمت العديد من البرامج التلفزيونيَّة"، وأبدت نصيحة للمقبلين على الزَّواج، حيث قالت: نصيحتي التي أقدِّمها لمن يريدون بناء عش الزوجيَّة أن يهتموا بصحتهم أكثر من السَّابق؛ لأنَّهم سوف يكونون أساساً صحياً تتوارثه عنهم الأجيال القادمة، ففي المستقبل سوف يكون لديهم أطفال، وبالتَّالي لابدَّ أن يتمتَّع الوالدان بوزن مثالي وعادات صحيَّة كأن يتناولا وجبة الفطور ويبتعدا عن المشروبات الغازيَّة، وأن لا يتناولا الوجبات السَّريعة يوميَّاً، وهذا كله سوف يساعد الأبناء على أن تكون لديهم قدوة مثاليَّة، ولن يتعبوا في المستقبل، أمَّا إذا كانت المرأة أو الرَّجل وزنه زائداً، ويعتمد على عادات غذائية غير صحيَّة، فسوف يكون لديهم أطفال يعانون من السُّمنة وغير صحيين وسوف يعانون من الأمراض، لذلك نحن دائماً نقول: إنَّ الحمل يكون أكبر على عاتق المتزوجين أكثر من العزاب؛ لأنَّ المتزوِّج لابدَّ أن يكون قدوة مثاليَّة.
مدينة الرياض reema@reemadiet.com
Instagram:reema.salman
استقلاليِّة وازدهار
بعد أن عرفت الهدف من الحملة، تبسَّمت المدرِّبة في التَّنمية الذَّاتية وقيادة الذَّات فهيمة حامد، وبدأت حديثاً معبِّرة عن رأيها، حيث قالت: الزَّواج هو استقرار وشيء جميل، لذلك أنصح الشَّباب والشَّابات بأن لا يقوموا بتأجيل زواجهم تحت أي ظرف سواء بسبب العمل أو بسبب المادة، فالزَّواج فيه استقلاليَّة أكثر واستقراراً وسكناً نفسيَّاً أكبر، بالإضافة إلى أنَّ فيه بركة وازدهاراً للشَّخص نفسه، سواء للشَّاب أو الشَّابة، ونجد البعض يتحجج بأنَّه لا يستطيع تحمل تكاليف الزَّواج، وأقول له: هناك وعد رباني من الله سبحانه وتعالى أنَّ من يتزوج وهدفه تحصين نفسه، فالله أعطاه وعداً ربانياً أن يبارك له.
ومن ناحية أخرى، دائماً الإنسان الفرد في الحياة تكون له رسالة شخصيَّة واحدة، وعندما يتزوَّج ويصبح هو وزوجته شخصين منسجمين، سوف تكون الرِّسالة مضاعفة، ومن هنا، يكون الازدهار والنمو لشخصين؛ لأنَّ رسالتهما للحياة مضاعفة، وعطاءهما أكثر، لذلك حسن الاختيار بالنِّسبة للشَّاب والشَّابة مهم جداً، وليس فقط المادة هي الأساس والحكم، فهناك أشخاص كثيرون ليست لديهم المادة، وتجد لديهم الاستقرار والهدوء النَّفسي، وهذا مؤشِّر على النُّمو والاستمرار، والعطاء يكون مضاعفاً، وهذه النَّتائج نحن نعرفها ونحدد أنَّ هذا الزَّواج صحيح ويدل على الانسجام، وأنَّه بلا مشاكل، ويوجد انسجام بينهما، أمَّا إذا لم يوجد انسجام بينهما، فالعطاء الشَّخصي يقل، ومن هنا نستطيع معرفة مدى استمرار الزَّواج أم لا، ومعناه أنَّ العدَّ التَّنازلي بدأ في النُّزول لاستمرار الحياة؛ لأنَّ المفروض إذا كان مثلاً عطاء الشَّخص في الحياة قبل الزَّواج 10، فمن المفترض أن يكون بعد الزَّواج الضِّعف، أي 20، وإذا وجدنا أنَّ العطاء الشَّخصي لا ينمو، بل يقل، فهنا توجد مشكلة، إمَّا أن يحلا هذه المشكلة أو أن يعيدا النَّظر مرَّة أخرى.
فهيمة حامد انستقرام: fahima_hamed
ليلة العمر
بالتَّفاؤل والتَّجاوب مع الحملة، شاركت لمياء الرميح "الرئيسة التنفيذيَّة لشركة تكوين المرئية للإنتاج الفني والمصوِّرة الفوتوغرافيَّة" بنصيحة للشَّباب والشَّابات بأن يحرصوا على التأنِّي ودراسة اختيار شريك الحياة الزوجيَّة، وهي أهم من أي مظاهر اجتماعيَّة، فالحياة الزوجيَّة كالشَّركة، يعمل فيها شريكان بكل حبٍّ ومودَّة وتفهُّم وصدق وعطاء واهتمام، وكلَّما أخلصا لها، كلما كبرت ونمت وازدهرت وامتدت العمر كله، ولا ننسى أن نوثِّق لحظات ليلة العمر بالصُّورة الثَّابتة والمتحرِّكة، وأن لا نبخل عليها، فهي الذِّكرى التي تستحق قيمتها.
مدينة الرياض- تويتر lamiapg
السَّعادة والطمأنينة
بكل التَّرحيب شارك معنا الدكتور عبدالله عبدالعزيز السلمان "المستشار السَّابق في وزارة التعليم والمستشار النَّفسي والأسري"، ووجه كلمته للشباب، ذاكراً أنَّ الزَّواج أمر مبهج وممتع، وله أثر كبير جداً على النَّاحية النفسيَّة، ويجب أن تكون لدى الشَّاب إرادة واعتماد على النَّفس، ولا ينظر إلى تجارب الشَّباب الآخرين الفاشلة أو ما سمع أو قرأ؛ لأنَّ الزَّواج له أثر استقرار اقتصاديّ ونفسيّ، وأن تكون لديه طموحات مستقبليَّة، ويربي أبناءه وهو بنشاط وصحة، ويسعد بهم، فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا، والتي تبعث الراحة والطمأنينة وتشعر الإنسان بالأبوة والأهمية لوجوده في الحياة، وأن لا ينظر إلى أيِّ معوقات أو محبطات تبعده عن الزَّواج، والزَّواج يزيد العمر بنسبة 12% والسعادة، حسب كثير من الدراسات، وكذلك الأمل والطمأنينة والأمن، كما تزيد ثقة المتزوِّج بنفسه ويشعر بذاته وأهميته في هذه الحياة، وأدعو الشَّباب إلى أن لا يتأخروا عن هذا الزَّواج المبهج والرَّائع والمسعد بإذن الله.