مقطوعة نثرية تحكي طرفا من حدث يتكرر كل سنة او كل شتاء او كل ربيع اترككم معها....
^
^
^
^
^
^
^
هي : غدًا زفافك إلى أخرى..فلماذا أصررت على رؤيتي اليوم؟
هو: كي أودعك قبل الرحيل
هي : ما أرحم الرحيل بلا وداع..!
هو: أردت أن أراك للمرة الأخيرة قبل أن........
هي : قبل أن تعقد قرانك على امرأة اخترتها بعقلك..!
هو : أنتِ تعلمين أني لم اخترها بإرادتي
هي : حديث عقيم اعتاد العشاق على ترديده عند المحطة الأخيرة من الحكاية
فترفّع عنه حفاظاً على صورة جميلة لك في قلبي.. !
هو : تصرين على ذبحي بسخريتك
هي : ذبحك؟ ومن أنا كي أذبحك يا سيدي؟
أنا مجرد بطلة..
أدت دورها في حكايتك بكل صدق وغباء
هو : أنتِ كل شي
هي : أنا بقايا حكاية فاشلة..ختمتها بقانون العقل..ثم جئت الآن كي تتلاعب بالبقايا..!
هو : أتلاعب؟
تدركين جيدا أن إحساسي نحوك كان صادقاً
هي : كان صادقاً..وكذب؟
هو : افهميني أرجوكِ..يمر الإنسان بظروف تجبره عن التخلي عن أشياء تؤلمه التنازل عنها..
هي : لم يبق لي الحزن مساحة لفهم أشياء لم تعد تجدي!
هو : أنا أحببتك جداً..كنت عمري كله
هي : أكن عمرك كله..!
كنت مرحلة من عمرك وانتهت
هو : كنتِ أجمل مراحل العمر..انك تلك المرحلة من العمر التي لا تطفئ
السنوات أنوارها أبداً..ولا تغلق الأيام أبوابها
هي :................................................. ..............
هو : لماذا أنتِ صامتة؟ نظراتك الدامعة تكاد تقضي على
آخر خيوط المقاومة في داخلي
هي : غداً زفافك..فماذا يجب أن أقول؟هل أتظاهر بالفرح؟
هل أغني لك أغنية الزفاف التي يصرخ بها قلبي الآن؟
هو : أعلم أن لحظات الفراق مؤلمه
هي : ليس دائما يا سيدي..فأحيانا لا تكون مؤلمة..أحياناً لا تكون قاتلة..
كالجلطة الدماغية..تدمر كل خلايانا ولا تبقي إلا الصمت!
هو : يؤلمك فراقي؟
هي : فراقك يقتلني..يرفعني من فوق هذه الأرض..يأخذني إلى أعلى
ارتفاع فوق الكرة الأرضية..ويلقي بها بلا انتهاء
هو : ماذا تتمنين الآن؟
هي : أتمنى أن أفقد ذاكرتي
هو : كي تمسحي تفاصيلي معك ومنك؟
هي : كي أنسى موعد إعدامي غداً..كي لا تلمحك عيناي
وأنت تتقدم في اتجاه أخرى..حاملاً بيديك
عمري كله كي تنثره تحت قدميها
هو : تًحملّي قلبي فوق طاقته..فبي من الحزن الكثير!
هي : بل أنا يا سيدي من يتحمل الآن فوق طاقته..فلا أحد يعلم
مرارة إحساس امرأة عاشقةٍ.. ليلة زفاف فارسها إلى أخرى!
هو : لكن قلبي سيبقى معك
هي : وما ينفعني قلب رجل مضى كي يمنح جسده
وحياته وعمره سواي..
تاركاً خلفه هذا الكم المخيف من الحزن
والذكرى والعذاب والحنين..وبقايا امرأة؟
ترى..هل ستمنحها أطفالي؟
هل تذكر أطفال أحلامنا؟
أطلقنا عليهم أسماء ذات مساء دافئ بالحب
هو : بكاؤك يمزقني
هي : لا يجب أن تتمزق أو تحزن..يجب أن تكون في قمة
فرحك وقمة أناقتك وقمة قسوتك..فغداً ليلة عمرك..!
هو : ليالي عمري أنتِ..واعلم أني ضيعتها
هي : وليالي عذابي أنتَ..وأعلم أنها ستضيعني!
هو:لا أستحق منكِ كل هذا الحزن!
هي : وأنا لا استحق منكَ كل هذا الخذلان!
هو : خذلتني ظروفي فخذلتك..سامحيني...
اغفري لقلبي الذي أحبك..اغفري لظروفي التي خذلتك!
هي : قد أغفر يوماً..لكن هل سأنساك؟
هو : قد يأتي النسيان يوماً..فيسقطني من أجندة ذاكرتك
هي : أخشى أن يأتي بعد أن أفقد القدرة على البدء من جديد!
هو : سأرحل الآن..شكراً على أجمل عمر وأغلى إحساس
ويرحل..تاركاً خلفه أنثى في حالة بكاء هستيري..
أنثى كانت ذات حكاية..نصفه الآخر..!
منقولة للأمانة