مونديال 1982 “رد الدين بعد تقليص عقوبة السجن”
تبدو قصة من الخيال في تاريخ كرة القدم العالمية، لكنه ظهرت على الواقع عند الكرة الايطالية في كأس العالم خلال نسخة عام 1982 التي اقيمت في اسبانيا.
في عام 1980 شهدت الكرة الايطالية فضيحة كبرى تسمى بـ"توتو نيرو" وذلك بسبب التلاعب بالنتائج التي لم تنتهي في بلاد البيتزا حتى وقتنا الحالي، حيث عوقب على اثرها العديد من الاندية ابرزهم اي سي ميلان الذي سقط الى دوري الدرجة الثانية بسبب ذلك، الى جانب العديد من اللاعبين على راسهم باولو روسي الذي واجه الحكم بالسجن لثلاثة اعوام قبل ان يتم تقليصها الى عامين.
وبالنسبة للاعب الايطالي فقد تم تخفيض مدة الحكم عليه الى سنتين قبل الخروج عام 1982 ليصبح بطلاً قومياً في قصة مثيرة للغاية عندما ساهم في ذلك العام بتتويج منتخب بلاده بكأس العالم بعد ان تم استدعائه من قبل المدرب اينزو بيرزوت الذي بقي "عنيداً" رغم الانتقادات التي وجهت له من قبل الاعلام المحلي والجماهير.
"رد الدين بعد تقليص العقوبة" هكذا هي كانت قصة روسي في مونديال 1982 عندما قاد بلاده للفوز باللقب الاغلى في العالم وذلك بتتويجه هدافاً للبطولة برصيد 6 اهداف.
لعب روسي في بدايته لعدة اندية محلية من بينها كومو "1976-1977" الذي انتقل اليه من يوفنتوس لكسب المزيد من الخبرة لكنه بقي داخل عيادة النادي في الكثير من الاوقات بسبب الاصابة، قبل الرحيل الى فياتشنزا "1977-1979" وتغيير مركزه من الوسط الى الهجوم والتتويج بجائزة القدم الذهبية في دوري الدرجة الثانية بسبب تصدره قائمة الهدافين.
وفي اواخر فترته من فياتشنزا اتهم روسي بالتلاعب بمبارة فريقه امام افيللينو في 30 من ديسمبر 1979، قبل ان يحكم بالسجن لثلاثة اعوام ومن ثم تخفيضها لسنتين.
في ابريل 1982 خرج اللاعب الايطالي من السجن بعد نهاية فترة حكمه، وشهدت تلك الفترة مفاجئة كبيرة باستدعائه لتمثيل منتخب بلاده في بطولة كاس العالم المقامة في اسبانيا في نفس العام.
في دور المجموعات انهى الاتزوري مبارياته الثلاث متعادلاً امام كل من بولندا والكاميرون والبيرو لتعبر الى الدوري الثانية برصيد ثلاث نقاط خلف المنتخب الكاميروني.
في الدور الثاني التقت ايطاليا مع كل من الارجنتين والبرازيل، حيث هزمت الاول بثنائية بيضاء وانتصرت على الثاني بثلاثة سجلها روسي ليحرز اول اهدافه في البطولة.
ومن ثم انتقلت ايطاليا الى دور نصف النهائي لمواجهة بولندا والتي انتهت بالفوز بثنائية نظيفة بتوقيع روسي، قبل مقابلة المانيا في النهائي وتحقيق اللقب بعد الفوز بثلاثة اهداف مقابل هدف ساهم روسي بهدف منها.
وبالعودة قليلاً الى اهم مباريات روسي في البطولة العالمية امام البرازيل، فقد دخلها باولو بعد اداء ليس بالمستوى خلال المباريات الاربعة السابقة قبل لحظة الانفجار بتسجيل الهاتريك الشهير في الدقائق 4 و25 و74.