في ذكري كأس العالم 1982 ..
باولو روسي.. من السجن إلى المجد
حقق منتخب إيطاليا لكرة القدم، في مثل هذا اليوم 11 يوليو 1982، بطولة كأس العالم والتي أقيمت في إسبانيا، والتي توج فيها باولو روسي هدافا للبطولة، فضلا عن قيادته للأزوري للفوز بالمونديال الثالث.
"استاد مصر العربية" يستعرض مسيرة اللاعب الذي تحول من سجين إلى بطل شعبي في بلاد الطليان:
ولد الأسطورة الإيطالية باولو روسي في سانتا لويسا في 23-9 1956، وبدأ مسيرته الكروية في نادي كومو أحد أندية مدينة فلورنسا الإيطالية، ثم انتقل إلى فياتشينزا عام 1976 ولعب 36 مباراة خلال عام واحد من انضمامه إلى الفريق، سجل 21 هدفا، وسجل 60 هدفا في 94 مباراة لعبها مع فياتشينزا.
وفي فبراير 1980 عندما كان روسي في الـ 23 من عمره، اندلعت القضية المعروفة باسم "توتونيرو"، الخاصة بالمراهنات الرياضية، تورطت فيها شركتان وأحد كبار المراهنين، واتهم نادي ميلان بالتواطؤ وهبط للدرجة الثانية، كما تورط فيها عدد من اللاعبيين من أبرزهم باولو روسي، الذي اتهم بتورطه في ترتيب نتيجة مباراة فريقه بيروجيا ضد افيللينو في 30 ديسمبر 1979، والتي أدت إلى سجنه وإيقافه لمدة 3 أعوام، تم تخفيفها إلي عامين بعد الاستئناف
وصرح روسي حينها مدافعا عن نفسه وقال "كان يجب ان يدفع الثمن شخص مهم، وفهمت بسرعة أنني الضحية التي تم تعيينها.. كنت كبش فداء لمنع أزمة أخطر وأعمق".
قام نادي يوفنتوس بشراء باولو روسي من نادي فياتشنزا بمبلغ 600 ألف دولار عام 1981، رغم أنه كان لا يزال تحت العقوبة، التي كان من المقرر أن تنتهي في 1982، وفي أبريل 1982 عاد باولو روسي ليلعب مرة أخرى ولم يخض سوى ثلاث مباريات، وحقق مع اليوفي بطولة الدوري، واستدعاه بيرزوت المدير الفني للمنتخب الإيطالي، لقائمة الأزوري المشاركة في بطولة كأس العالم 1982.
وأقيمت بطولة كأس العالم 1982 في إسبانيا، ووقع المنتخب الإيطالي في مجموعة تضم بولندا و الكاميرون و بيرو، واحتلت إيطاليا المركز الثاني بعد بولندا.
وبعد تأهل إيطاليا للدور الثاني، كانت البطولة بنظام المجموعات، وكانت كل مجموعة تضم 3 منتخبات، وقعت إيطاليا في مجموعة سميت بمجموعة الموت، ضمت 3 منتخبات هي "البرازيل، وإيطاليا، والأرجنتين"، خرجت الأرجنتين من البطولة بعد هزيمتين، وكان المنتخب البرازيلي هو أقوي منتخب مر في تاريخ السيليساو منذ نشأته، والمرشح للفوز بهذه البطولة في هذا العام.
بدأ باولو روسي في صناعة المجد أمام المنتخب البرازيلي، حيث استطاع أن يتقدم للمنتخب الإيطالي في الدقيقة الخامسة من المباراة برأسية، وفي الدقيقة 25 من المباراة سجل روسي الهدف الثاني بعد مراوغه الدفاع البرازيلي، وأحرز الأسطورة الإيطالية الهدف الحاسم والثالث لفريقه في الدقيقة 75، لتنتهي المباراة بفوز إيطاليا علي البرازيلبنتيجة 3-2، وسجل هاتريك قاده إلي المجد وصعد بمنتخبه إلي الدور نصف النهائي.
وفي مباراة نصف النهائي أمام بولندا، لعب روسي المباراة من بدايتها واستطاع أن يحرز هدفين قاد بهم المنتخب للدور النهائي، ليواجه ألمانيا علي ملعب السنتياجو بيرنابيو في 11-7-1982، وكالعادة كان لباولو روسي بصمة واضحة، حيث سجل الهدف الأول، وتغلب المنتخب الإيطالي علي ألمانيا بنتيجة 2-1.
حصل باولو روسي علي لقب هداف كأس العالم 1982 برصيد 6 أهداف، بالإضافة إلي لقب أفضل لاعب بكأس العالم، وكان رجل المباراة في ثلاث مباريات أمام البرازيل وبولندا وألمانيا.
خاض روسي 48 مباراة مع منتخب الأزوري، أحرز خلالها 20 هدف، كما شارك مع اليوفي في 138 مباراة، سجل فيها 44 هدفا.
حقق النجم الإيطالي علي المستوي المحلي، لقب الدوري الإيطالي مرتين، وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس الاتحاد الأوروبي، والسوبر والأوروبي ودوري أبطال أوروبا.
وعلي المستوي الفردي، فاز بلقب أفضل لاعب في كأس العالم 1982، وهداف كأس العالم 82، وأفضل لاعب أوروبي لعام 1982، وهداف الدوري الإيطالي موسم 1977-1978 برصيد 24 هدف، كما كان ضمن أفضل 100 لاعب في تاريخ كرة القدم.
أنهي باولو روسي مسيرته الكروية مع نادي فيرونا عام 1987، بعد أن انتقل إليهم موسم 87-88 قادما من نادي ميلان، بعد أن تراجع أداءه بشكل كبير، حيث أحرز هدفين في 20 مباراة لعبها.