الشمس سلطان الطبيعة عن سنــــاها لا غنى
فهي التي تحدو الزمـــــــــان بما وهى وتمكنا
وهيَ التي تُنشي دماء البحر سُحــــــــباناً لنا
والجَزلُ يُبدي النــــــــــــار مما من مآقيها جنا
والدهرُ لولا الشمس تنهبهُ لخـــــــــــلَّده البِنا
والليــــــــــــلُ لولاها أضرَ بدينهِ طولُ المنى
والصبحُ لولا أن تغادره لأهلكهُ العــــــــنا
والبدرُ لولا هدوها ليــــــــلاً لما سرقَ السنا
فــ الكــــلُ إنْ أمرتْ بهِ جبراً لإمرتها عنى
والكلُ إن شاءتْ شقى ، والكلُ إن رغبتْ هنى
عن أمرها حتى البـــــــهائمَ لا يراودها الخنا
كلُّ الخلائقِ دونها رِممٌ على أيــــــــدي الفنا
أضحتْ وكُلُّ وجودها لــ هوى ( عليٍّ ) مُذعنا
أمرَ الأميرُ بها فعــــــــــادتْ وهيَ ممـــــن آمنَ
ومِثالها منهُ المثــــــــــــالُ لمنْ وعى وتفطَّــــنا
فالشمسُ قد خُلقتْ كما شاء الإلهُ وكوَّنا
وعلى الهُدى سارت بما سرَّ الحكيمُ وأعلنا
لا تعـــــــــــصِ قطٌ ربها ، بل لا تعي معنى الونا
ودليلُ قـــــــــــــدرتهِ بها بــــادٍ لما قد أتقنا
مانصّبتها في السما شورى الأباعرِ في الدُنا
كلا ولا اغتصبتْ منَ الأفلاك يوماً موطِنا
بلْ لمْ تقارِفْ فـــــاحِشاً في الأفقِ يوماً أو زنا
لا يُغنِ عنها من بهيبتها ارتــــــــــدى وتلوَّنا
أينَ ابنُ شيبةِ حمدها مِنْ مَنْ إلى اللاتِ إنحنى
بلْ مَنْ لهُ آيُ الكتابِ على الورى يُبدي الثنا
ومَن الذي عنْ وَجهِ أحمدَ كُلَّ كربٍ هوَّنا
ومَن الذي أرقــــــــــاهُ طـــه متنهُ ولهُ انثنى
كُلُّ البريةِ كافرٌ إن عُدَّ ( حيدرُ ) مؤمِنا
لكنهُ إيمــــــــــانُ مَنْ باللهِ حقاً أيقــــــــــنا
.
.
.
منقول