دعت المرجعيةُ الدينيّةُ العُليا على لسان وكيلها سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) الأجهزة الأمنيّة الى بذل المزيد من الجهود في مراقبة الإرهابيّين وأخذ الحيطة والحذر من الأعمال الإجراميّة التي تنفّذها أياديهم القذرة لينالوا من الأبرياء، مبديةً أسفها للانفجارات التي ضربت بعض المناطق والتي راح ضحيّتها عددٌ من الشهداء والجرحى.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (13رمضان المبارك 1438هـ) الموافق لـ(9حزيران 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته حيث بيّن سماحته قائلاً:
إخوتي أخواتي بدءً نأسف لبعض الانفجارات التي ضربت بعض المناطق، سائلين الله تبارك وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، ومنبّهين أيضاً الى أنّه لابدّ من أخذ الحيطة والحذر لأنّ الإرهابيّين بلا ذمّة ولا أخلاق ولا ضمير ولا دين لهم، ولذلك يستخدمون كلّ ما وصلت اليه أيديهم القذرة لينالوا من الأبرياء، وأيضاً على الإخوة في الأجهزة الأمنيّة بذل المزيد من الترقّب والتحسّب وملاحقة الإرهابيّين حتى تؤمّن البلاد والعباد بإذن الله تعالى.
أعرض بخدمتكم من الأمور المهمّة مسألة الجانب التربويّ التعليميّ، وهذه المسألة مسألة حضاريّة تمرّ بها كلّ المجتمعات سواءً كان التعلّم الأكاديميّ أو التعلّم غير الأكاديميّ، لكن كلامنا فعلاً الآن يختصّ بالمنظومة التربويّة التعليميّة الأكاديميّة، وفي مقام تبويب المطلب هناك ثلاث حالات تحتاج الى رؤيا:
الحالة الأولى: هي حالة المؤسّسات التعليميّة كمؤسّسة تتصدّى للتعليم تكون مشمولةً بالكلام.
الحالة الثانية: هي فئة المعلّمين أي من يقوم بدور التعليم.
الحالة الثالثة: هو المستفيد من ذلك وهو الطالب، أيضاً بكافّة المراحل.
أمّا ما يتعلّق بالمنظومة التربويّة التعليميّة فلا شكّ أنّ هناك مسؤوليّة تقع على عاتق هذه المؤسّسة، وبعضها لعلّه له علاقة بالنقطة الثانية –بالمعلم-، لكن ما هو الذي يتعلّق بها؟!! واقعاً لابدّ لهذه المؤسّسة أن تُهيّئ الإمكانات لغرض النهوض بهذا الواقع التعليميّ والتربويّ، وهذا يشمل اللوائح التنظيميّة التي تنظّم هذه العمليّة وفي عين الوقت تلاحظ مراقبة الأداء، أنّه أنا عندي مؤسّسة وهناك مجموعة منطوية تحت هذه المؤسّسة فلابد أن أراقب الأداء، هل هذا الأداء يلبّي طموح هذه المؤسّسة أو لا يلبّي الطموح؟!! أيضاً لابدّ أن أوفّر أبنية مدرسيّة تتناسب مع حجم الطلّاب وأعداد الطلّاب والبيئة شتاءً وصيفاً، الظروف الآن في شهر رمضان وبعض الطلّاب الآن يؤدّي الامتحانات المركزيّة خصوصاً الصفّ الثالث المتوسّط وهم صائمون، والواقع بعض أبنائنا الطلبة وأبناء المؤسّسة لهم حقّ عندما يشكون من قلّة وسائل التبريد وأشباهه، بحيث لا يتشجّع لا على الصوم ولا على حسن الإجابة، بالنتيجة هذا ولدنا هذا ابننا ونحن أهل مؤسّسة تربويّة وتعليميّة، إخواني مع ملاحظة أنّ أعداد الطلبة بالملايين مع كافّة المراحل، وبالنتيجة هذا جيل يصنع فلابدّ أن تكون هناك رؤيا حقيقيّة لصناعة هذا الجيل تبدأ من رياض الأطفال انتهاءً بالدراسات العُليا، وهذه المنظومة التربويّة هي عبارة عن حلقات متسلسلة فلابدّ أن يُهتَمَّ بهذا الجانب وهذه مسؤوليّة حقيقيّة تقع على عاتق المؤسّسة التربويّة، أكتفي بهذا المقدار في هذا الجانب -جانب المؤسّسة التربويّة-.
آتي الآن الى العمود الثاني في المؤسّسة وهو المعلّم، نأخذ عنوان المعلّم في أيّ مرحلة تدريسيّة نُطلق عليه عنوان "المعلّم"، هذا المعلّم هناك أشياء له وهناك أشياء عليه، كالطالب أيضاً عندما نأتي للطالب هناك أشياء له وهناك أشياء عليه، وأنتم تعرفون أنّ مقتضى التوازن هو التوازن بين الحقوق والواجبات، لا يُمكن لشخص أن يكون له حقّ وحقّ وحقّ بلا أن يكون عليه واجب معيّن، ولا أن يُلزم بواجبات بلا أن يعطى حقّه لأنّ العمليّة تكون عرجاء غير متوازنة، نحن نريد العمل التربويّ التعليميّ أن يكون متوازناً..
يتبع...