▪️من هو المختار؟
نشأ المختار في أسرة عريقة، فوالده: أبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عُمير بن عوفٍ، بن عُقدة بن غَيرَة بن عوف بن قسي ــ وهو ثقيف ــ بن مُنَبّه بن بكر بن هوازن.
وأمه: دَومَة بنت عمرو بن وهب بن معتب، وكانت من ربّات الفصاحة والبلاغة والرأي والعقل(أعلام النساء: ج1، ص421).
وكان مولد المختار في السنة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة(بحار الأنوار: ج45، ص350).
▫️ مكانته الاجتماعية
كان المختار ذا مكانة اجتماعية راقية، وقد وصفه ابن عبد البر بقوله: (كان معدوداً من أهل الفضل والخير). وقال أيضا: (ــ كان ــ المختار معدوداً في أهل الفضل والدين)( الاستيعاب (القسم الرابع): ص1465).
وهو أحد وجوه الشيعة في المجتمع الكوفي وقد تعرض للاعتقال مع أربعة عشر نفراً من وجهاء الكوفة بسبب موالاتهم وتشيعهم لأهل البيت عليهم السلام وكان ذلك أثناء تولي زياد بن أبيه الإمارة على الكوفة.
ومما يشير إلى مكانته في المجتمع الكوفي نزول مسلم بن عقيل في داره حينما قدم الكوفة سفيراً للحسين عليه السلام.
▪️ علاقة المختار بأهل البيت عليهم السلام
كان المختار قديم الصلة بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ نعومة أظافره، فتربى عندهم ونشأ بينهم.
لأنه قد انتقل إلى المدينة مع أبيه، في زمن عمر، وتوجه أبوه إلى العراق فاستشهد يوم الجسر، وبقي المختار في المدينة، منقطعاً إلى بني هاشم(الأعلام: ج8، ص70).
وقد توسم فيه الإمام علي عليه السلام منذ صباه الفطنة والذكاء، فكان يجلسه على فخذه ويمسح رأسه، ويقول له: «يا كَيس... يا كَيس»( معجم رجال الحديث: ج18، ص95).
واستمر تردده على بني هاشم يأخذ عنهم الأدب والعلم، وبعد فترة من صلح الإمام الحسن بن علي عليهما السلام عاد من الكوفة إلى المدينة، وكان يجالس محمد بن الحنفية، ويأخذ عنه الأحاديث(بحار الأنوار: ج45، ص352).
وجاء في كتاب (مقتل الإمام الحسين عليه السلام) للسيد عبد الرزاق المقرم قوله: (المختار بن أبي عبيدة الثقفي... انقطع إلى آل الرسول الأقدس فاستفاد منهم علماً جمّاً، وأخلاقاً فاضلة، وناصح لهم في السرّ والعلانية)( بحار الأنوار: ج45، ص352).
▫️ أقوال الأئمة عليهم السلام فيه رحمه الله
عندما جيء برأس عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ــ الذي قتلهما المختار ــ إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام خر الإمام ساجداً لله وقال: «الحمد لله الذي أدرك ثأري من أعدائي وجزى المختار خيراً».
عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «لا تسبّوا المختار، فإنّه قتل قتلتنا وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة (بحار الأنوار: ج55، ص363، فيما روي في حق المختار).
وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في كلام له مع ابن المختار:
«أخبرني أبي انّ مهر أمي مما بعث به المختار إليه، ألم يبنِ دورنا، وقتل قتلتنا وطلب بثأرنا فرحم الله أباك... رحم الله أباك... رحم الله أباك، ماترك لنا حقاً عند أحد إلاّ طلبه»( بحار الأنوار: ج45، ص351).
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «ما امتشطت فينا ولا اختضبت هاشمية حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام» ( سفينة البحار: ج1، ص435).
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة المباركة وأهدى ثوابها إلى المختار وإلى جميع أنصار اهل البيت عليهم السلام .