الخلايا الشمسية البوليمرية
تسعى الدول إلى تقليل اعتماد اقتصادها على الطاقة الكربونية و أهمها البترول و الغاز، و الذي يعتمد عليهما اقتصاد عدد من الدول العربية، مما يعني انخفاض الطلب عليه، بالإضافة إلى أن هذا النوع من الطاقة ناضب بمعنى أنه بعد فترة ليست بالطويلة سوف ينخفض المخزون منه إلى درجة كبيرة و سوف تزداد تكاليف استخراجه مما يجعلها مساوية أو تزيد عن تكاليف أنواع أخرى من الطاقة. من هنا، فلابد من الاهتمام بالبحوث المتعلقة بأنواع الطاقة الأخرى.
و في محاولة الدول للتقليل من اعماد اقتصادها على البترول و الغاز سعت إلى تنويع مصادر الطاقة مثل الطاقة النووية و الطاقات المتجددة. أما الطاقة النووية فهناك عزوف في الدول المتقدمة عن اعتمادها. فعلى سبيل المثال، تسعى ألمانيا و اليابان للتخلص التدريجي منها. و لذا فنحن ندعو الدول العربية بعدم السعي و الانجرار نحو اعتماد هذا النوع من الطاقة و خاصة في عدم وجود الكوادر الوطنية و القوانين و السياسات الأمنية لاعتماد هذا النوع من الطاقة شديدة الخطورة.
الطاقات المتجددة، مثل طاقة الرياح أو الأمواج و هذه تتطلب شروط و مناطق شاسعة. أما الطاقة المائية فهذه تتوفر في الدول التي تمتلك الأنهار و النسب العالية من هطول الأمطار، و هذا لا يتوفر في أكثر الدول العربية. تبقى الطاقة الشمسية الأكثر مناسبة للاعتماد في وطننا العربي، فهي طاقة متوفرة و غير محدودة عندنا، من هنا ندعو إلى الاهتمام بتطوير و امتلاك تقنيات الخلايا الشمسية بكافة أشكالها.
خلايا السيلكون الشمسية متوفرة و يمكن استعمالها على المستوى الشخصي و تصل كفاءتها إلى حوالي20%. و البحث و التنافس جاري على مستوى العالم للبحث عن أنواع أخرى من الخلايا تتفوق على خلايا السيلكون في بعض الخواص. و قد وجد الباحثون أنواع أخرى من الخلايا الشمسية يمكن تصنيعها من مواد مختلفة. على سبيل المثال، الخلايا الشمسية العضوية أو الخلايا المصنوعة من البوليمرات، و التي يمكن تصنيعها على شكل رقائق خفيفة الوزن منخفضة التكاليف. فما هو اسهام الباحثين العرب في هذا النوع من بحوث خلايا الطاقة الشمسية؟
خلال العشر سنوات الماضية (2005-2014) تم نشر 279 ورقة بحثية فقط من الدول العربية من 16676ورقة من العالم أي بنسبة 1.67 %، و هي نسبة منخفضة جداً عن نسبة عدد السكان العرب بالنسبة لسكان العالم و التي تتجاوز 5%. علماً بأن البحوث في مثل هذه المواد ليست باهظة التكاليف، لذا فمن المستغرب عزوف الكثير من الباحثين العرب عنها رغم أهميتها و تطبيقاتها الكثيرة و خاصة في الدول النامية و المناطق النائية.
و لكن تتميز الكثير من الأوراق المنشورة من مؤسسات عربية بأن مستواها العلمي مرتفع نسبياً، حيث يصل متوسط الاقتباسات خلال العشر سنوات محل الدراسة إلى 15.84 و h-index = 33 .
أما الأوراق المنشورة خلال السنتين الأخيرتين 2013-2014 ، و التي يصل عددها إلى 166 ورقة، فنجد أن متوسط عدد الاقتباسات يصل إلى 8.69 و h-index = 18.
وتتوزع حسب الدول كما يوضحه الرسم التالي، و يظهر أن السعودية نشرت أكثر من نصف الأوراق العربية.