تمكنت مصالح الأمن، فجر أمس، من القضاء على سوق عباشة عمار''لاندريولي'' وإزالة مئات الطاولات الفوضوية التي نمت تدريجيا على امتداد سنوات طويلة، حيث بسطت سيطرتها على السوق، بهدم الطاولات وإحراقها مع غلق كل المنافذ المؤدية إلى السوق، ما خلف مواجهات انتهت بتوقيف عدد من الشباب، وإصابة 26 شرطيا بجروح خفيفة.
تعد عملية أمس، التي نفذت في الصباح الباكر، آخر حلقة في سلسلة محاولات لتطهير سوق عباشة عمار المعروف باسم ''لاندريولي'' الذي كان نقطة سوداء حقيقية بوسط مدينة سطيف، حيث أحكم عناصر الأمن قبضتهم على السوق في غفلة من أصحاب الطاولات التي قاموا بهدمها جميعا وجمعوها في مكان قريب من السوق، ليتم بعدها إضرام النيران فيها، ما شكل أعمدة طويلة من الدخان المتصاعد من عين المكان تبدو للداخل والخارج. هذا المنظر أجج نار الغضب لدى بعض الشباب الذين كانوا يسترزقون من هذه الطاولات، ما جعلهم يندفعون ويحاولون قطع الطريق المحاذي للسوق بعد إضرام النار في القمامات، غير أن تصدي مصالح الأمن التي تواجدت بكثـرة في كل ركن من أركان السوق حال دون ذلك، وأرغمت المحتجين على الفرار والتفرق، ليدخل بعدها الطرفان في كر وفر ورشق بالحجارة، غير أن هذا الوضع لم يدم طويلا، إذ لوحظت عودة الهدوء إلى المكان وإلى الأحياء التي تجاوره، وراحت قوافل من المواطنين تتفقد السوق بعد تطهيره.
وعلمنا بأن المصالح الرسمية تحصي حوالي 800 طاولة فوضوية، ويتداول شابان أو ثلاثة شبان على الطاولة الواحدة، في حين قال البعض إن السوق كان يعد مصدرا لرزق حوالي 4500 شخص من عاصمة الولاية ومن كل بلدياتها تقريبا، ما يحيلهم بالضرورة على البطالة من جديد، وهو ما أسف له التجار الذين اعتبروا أن السلطات حاربت فوضى دون تقديم البديل.
المديرية الولائية للأمن الوطني بسطيف جندت للعملية ما بين 500 و600 عون أمن، أصيب منهم، خلال مواجهات مع شباب محتجين، حوالي 26 شرطيا استدعت حالاتهم نقلهم إلى مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي ''سعادنة عبد النور''،