اشهر 10 علماء ومبدعين قتلتهم او أصابتهم تجاربهم العلمية
هكذا هم دائما العلماء كالشمعة التي تحترق لتضيئ للآخرين ، فهم يضحون باوقاتهم الرائعة والجميلة من اجل إخراج البشرية من براثن الجهل ، ويسعون لتقديم كل ما يستطيعونه من أجل خدمة البشرية جمعاء ، ولا يقف الامر عند هذا الحد بل الكثير منهم لَقِي نحبه أو أُصيب بعاهة مستديمة أثناء سعيه الدائم وراء تحصيل المعرفة ، وفي هذه القائمة سنعرض اشهر 10 علماء ومبدعين قتلتهم او أصابتهم تجاربهم العلمية .
10 كارل شيلي (1742 - 1786م)
هو عالم كيميائي سويدي بارع، ويعود له الفضل في الكشف عن الكثير من العناصر الكيميائية مثل الأوكسجين (بالرغم من أن جوزيف بريستلي سبقه في إعلان نتائج تجاربه ونُسب الاكتشاف إليه)؛ ولكن غير الأكسجين استطاع كارل شيلي ان يكتشف الكثير من العناصر الكيمياءية الاخرى من أهمها: الموليبدنوم، والتنجستن، والمنجنيز، والكلور، كما اكتشف عملية قريبة من البسترة.
توفي كارل شيلي نتيجة لعادة لديه كان ينتهجها خلال اختباراته وتجاربه وهي التجريب بالتذوّق؛ حيث كان يعمد على تذوّق العناصر التي كان يكتشفها أو يُخضعها للاختبار، والامر الذي دفعه لتكرير تلك العادة أنه كان لا يتأذّى منها، كما أنه نجا ذات مرة بعد تذوقه لمادة سيانيد الهيدروجين (مادة شديدة السمية ) ، ولكن هذه العادة السيئة كانت في الحقيقة السبب وراء موته، وعلى الرغم انه لم يتم التعرّف على المادة السامة التي تسبّبت في وفاته، الا ان الأعراض التي صاحبت وفاته رجّحت بشكل كبير أنه اصيب بتسمم نتيجة لتذوّقه الزئبق.
9 ألكسندر بوجدانوف (1873 - 1928)
وهو طبيب روسي الجنسية عرف بإهتمامه بالفلسفة وادب الخيال العلمي وعلوم الاقتصاد ، وقد قام بجدانوف منذ عام 1924م باجراء سلسلة من عمليات نقل الدم ، ساعيا وراء ما يسميه بالشباب الابدي (الدائم) ، وبعد اكثر من 11 عملية نقل دم أجراها على نفسه ، زعم انه تخلص من الصلع وان مستوى النظر لديه قد تحسن كثيرا ، ولكن لسوء الحظ فإن نقل الدم كان لا يزال علم جديد وبمثابة طفل وليد يخطو خطواته الاولى ، حيث ان بوجدانوف لم يكن يختبر سلامة الدم الذي يستخدمه في تجاربه وعملياته ، وفي عام 1928 قام بوجدانوف باجراء عمليته الاخيرة لنقل الدم ، ولكن للاسف فقد نقل لنفسه هذه المرة دما ملوثا بالملاريا والسل وهو ما اودى بحياته بعد وقت قصير من اجراء هذه العملية .
8 هنري وينستانلي (1644 - 1703م)
هو مهندس معماري انجليزي شهير ، له الفضل في بناء اول منارة في منطقة تدعى Eddystone ، ولكن هذه المنارة هي ايضا كانت السبب في وفاته ايضا ، حيث عزم على ان يجرب ويختبر بنفسه مدى كفائة هذه المنارة ، وقرر ان يبقى بداخلها اثناء هبوب عاصفة شديدة ، ولكن لسوء الحظ فقد انهارات المنارة ، وتوفي ويستانلي نتيجة انهيار المنارة ، وتوفي معه خمسة اخرون .
7 ويليام بولوك (1813 - 1867م)
ويليام هو مخترع أمريكي قام في عام 1863 باختراع آلة طباعة تعتمد على مفهوم الطباعة الدوّارة، وقد استطاع هذا المفهوم الذي اخترعه بولوك أن يُحدث ثورة كبيرة في مفهوم الطباعة؛ نظراً لسرعته وكفائته العالية ، وكانت تلك الطابعات المتقدّمة التي ابتكرها وانتجها سبباً رئيسياً في وفاته؛ فعند اجراءه بعض التعديلات على احدى الطابعات تعرّضت ساقه لإصابة بليغة أثناء محاولته اعادة إحدى البكرات إلى مكانها، وتحولت اصابته تلك الى غرغرينا ، وتوفّي أثناء عملية لبتر قدمه.
6 ماري كوري (1867 - 1934)
هي عالمة وباحثة تمكنت هي وزوجها بيير كوري من اكتشاف عنصر الراديوم ، وقد أفنت بقية عمرها في دراسة الإشعاعات التي تنبعث من العناصر المشعة مثل الراديوم وغيره ، وعملت العديد من الدراسات والأبحاث عن كيفية الاستفادة من هذه الاشعاعات في الطب ، ولكن تعرضها المستمر للاشعاع ادى الى اصابتها بسرطان الدم ، وهو ما ادى الى وفاتها في عام 1934 ، الجدير بالذكر ان ماري كوري هي اول واخر شخص يحصل على جائزة نوبل مرتين في مجالين مختلفين (الكيمياء ،والفيزياء) ، كما انها تعتبر اول امراة تعمل كاستاذة في جامعة باريس .
5 عباس بن فرناس( 810 - 887)م
هو عباس بن فرناس التاكرني ، عالم عربي مسلم ولد في رندة باسبانيا ، ابان حكم الدولة الاموية ، كان عباس عالما في الرياضيات والفلك والكيمياء ، كما قام بتصميم ساعة مائية تدعى " الميقاته" ، وتوصل الى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة كما قام بتصنيع النظارات الطبية ، وفي مجال الكتابة صنع عباس اول قلم حبر في التاريخ ، بعد أن ذاع صيت عباس ابن فرناس باختراعاته التي سبقت عصره، اتهم عباس ابن فرناس بالكفر والزندقة، وعقدت محاكمته بالمسجد الجامع أمام العامة، إلا أنها انتهت بتبرئته لما كان في الاتهامات من مبالغات وجهل ، شغف عباس بن فرناس بالطيران وقد حاول اكثر من مرة ان يطير المحاولة الأولي كانت في قرطبة من خلال اختراعه لأول وسيلة للتحليق في الهواء تشبه المظلة الهوائية "الباراشوت" وقفز بها من أعلي منارة جامع قرطبة في عام 852م وكانت محاولة ناجحة.
والمحاولة الثانية كانت في عام 875م عندما قرر أن يحلق في الهواء بعد أن صنع أجنحة خشبية كبيرة مغطاة بطبقة من الحرير وريش الطيور الجارحة وبدأ المحاولة من برج يطل علي واد فسيح أمام أعين عدد غفير وحشد هائل من المشاهدين كان قد دعاهم لحضور هذه المحاولة وكان بينهم زميله في مجلس الخليفة محمد الشاعر المؤمن بن سعيد والذي سجل هذا الحدث ونجح ابن فرناس أن يمكث في الهواء نحو عشر دقائق وعندما حاول الهبوط اصيب بكسر في ساقيه فلقد أخطأ في أنه كان يحب أن يضيف الذيل إلي اختراعه الذي صممه كما ذكر في مذكراته بعد ذلك لكنها كانت محاولة ناجحة لتحليق الإنسان في الفضاء ولقد كانت هذه المحاولة أول محاولة للطيران في التاريخ البشري واستمر تأثيرها عدة قرون بعد ذلك حتي تم اختراع البالون ثم الطائرة بواسطة الاخوان رايت.
4 جاليليو جاليلي (1564 - 1642)
يعد جاليليو واحد من ابرز علماء الفلك والفيزياء والفلسفة في التاريخ ، شغف جاليليوا بعلوم الفلك وكان لشغفه هذا التاثير الابرز على هذا العلم حيث فتح افاقا جديدة للبشرية على مر السنين ، وقد كان جاليليو مغرما الى حد الهوس بالشمس ، وكان يمكث لفترات بل لساعات يحدق في الشمس وينظر نحوها ضمن دراساته وابحاثه القائمة على مفهوم الملاحظة والتجربة ، ولكن هذا الغرام بالشمس أضر كثيرا بشبكية عينيه بشكل كبير جدا ، وقضى اخر اربع اعوام من حياته شبه كفيف .
لا نستطيع ان نحصر انجازات جاليليو في هذ الموضوع ولكننا سنسلط الضوء على اشهر انجازاته في علم الفلك ، فمن انجازات جاليليوا انه اول من اشار الى ان الارض ليست مركزا للكون كما كان يعتقد القدماء بل انها لا تتعدى كونها كوكبا صغيرا ضمن مجموعة كواكب يطلق عليها المجموعة الشمسية وهي تدور حول الشمس ، لقد كان لهذا الاكتشاف اثرا بالغا في تغير الكثير من المفاهيم السائدة انذاك وقد تصادمت الحقائق التي اكتشفها مع اراء الكنيسة الكاثوليكية ، مما ادى الى اتهامه بمخالفة نصوص الكتاب المقدس ، وقد تعرض جاليليو نتيجة ذلك للاضطهاد والتعذيب في سجون الكنيسة ، وهو الخطأ الذي اعترفت به الكنيسة واعتذرت عنه عدة مرات .
3 السير هامفري دافي (1778 - 1829)
واحد من اكثر الكيميائيين البريطانيين براعة ، واجه الكثير من المشكلات والعقبات خلال مسيرته المهنية في دنيا العلوم ، حيث كان قد استهل مسيرته كمساعد صغير في احد معامل الصيدلة ، ولكن سرعان ما تم طرده من العمل ، وذلك لتسببه في الكثير من التفجيرات .
وعندما تعمق بشكل اكبر في علم الكيمياء تعود على استنشاق الغازات التي كان يتعمل معها خلال عمله ، وكان لهذه العادة فضلا كبيرا في اكتشاف القدرة التخديرية التي يتسم بها " اكسيد النيتروس" المعروف باسم " غاز الضحك" ، ولكن هذه العادة ايضا كانت سببا ايضا في اقترابه من الموت بشكل خطير في مرات عديدة ، كما ان استنشاقه للغازات السامة بشكل متكرر خلال مسيرته العلمية جعله يقضي اخر 20 عاما من عمره في حالة عجز شبه كامل ، واثناء تلك الفترة فقد عدد من اصابعه واحدى عينيه ، بسبب انفجار خلال واحدة من تجاربه على كلوريد النيتروجين .
2 توماس ميدلي جونيور (1889 - 1944)
هو مهندس وكيميائي امريكي يعود له الفضل في اكتشاف البنزين المعالج بالرصاص والكلوروفلوركربون ، وقد كانت للتاثيرات السلبية لبعض اكتشافاته اثر سلبي على سمعته كمخترع ومبتكر ، حيث تم وصفه بالكائن الحي الاكثر تدميرا للبيئة على مر التاريخ ، وقد ادى تعرضه المتكرر للرصاص الى اصابته بالتسمم بل وعانى من شلل مكث في البيت بسببه شبه مشلول ، ولكن ومع ذلك لم يتوقف عن الاختراع والابتكار ، فقد قام بتطوير نظاما متقدما يعتمد على البكرات والحبال ليساعده في النوم على السرير والنهوض منه عند الاستيقاض ،دون الحاجة الى مساعدة احد ، ولكن ذلك النظام كان سببا في وفاته حيث تشابكت الحبال في احدى المرات حول عنقه لينهي حياته مختنقا في حادث اليم .
1 مايكل فاراداي (1791 - 1867)
هو عالم انجليزي برع في علمي الفيزياء والكيمياء ، واهتم كثيرا بدراسة المجال المغناطيسي ، ووضع اسس وقواعد الكهرومغناطيسية ، كما كان له دوره البارز في مجال التحليل الكهربائي .
رغم انجازات فارادي التي اعتمد فيها على البحث والقراءة والمطالعة ، الا ان حياة فاراداي كانت صعبة للغاية حيث كان من عائلة فقيرة ، وقد قادته ظروفه للعمل كمغلف للكتب في احدى المكتبات ، وخلال سبع سنوات قرأ فاراداي كما هائلا من الكتب ، ومن تلك اللحظة بدأ حب فاراداي للعلوم بشكل عام .
درس فاراداي المجال المغناطيسي على موصل يحمل تيار كهربائي مستمر وبذلك وضع أسس الكهرومغناطيسية. وهو مكتشف نظرية المحاثة والنفادية المغناطيسية وقوانين التحليل الكهربائي. وهو القائل بأن المغناطيسية تؤثر على الأشعة الضوئية ووضع أسس الربط بين هذين الظاهرتين. يعد اختراعه للأجهزة الكهرومغناطيسية بداية لتكنولوجيا المواتير الكهربائية. وبذلك يصير أول من جعل الكهرباء شيء عملي لاستخدام التكنولوجي ، كما يعتبر فاراداي اول من اكتشف البنزبن ، ودرس مسألة هيدرات الغاز وأخترع آلة حرق البنزين وهو من أطلق ألفاظ المصعد والمهبط والقطب والأيون.
ولكن هذه الإسهامات كانت لها ثمنها الباهظ التي دفعها فاراداي؛ فأثناء مصاحبته لدافي تضرّرت عيناه بشدّة في انفجار أثناء إحدى تجاربه على كلوريد النيتروجين أيضًا، كما عانى من تسمما مزمنا طوال ما تبقّى من حياته، أما في أواخر حياته عانى انهيارا عقليا تاما نتج عن إجهاد فكري حاد، جعله عاجزاً حتى نهاية حياته أن يجري أي بحث علمي هادف واضح المعالم.
هؤلاء 10 من العلماء الذين انارو طريق البشرية بعلومهم واختراعاتهم وضحو من اجل ذلك باثمن ما لديهم ، ولم ينس التاريخ ما قدمته ايديهم بل سجل اسمائهم في أنصع صفحاته المشرقة تكريما لهم ولانجازاتهم