السلام عليكم
واهلا بكم في الجزء الثاني بعد موضوع
الالحاد الالكتروني (عراقيين تحت المجهر)
وعدناكم بالموضوع السابق ان نتكلم عن ايدولوجيا واساسيات تكون هذا المعتقد وما يؤمن به اصحاب الماديات ... الطبيعة
.
الالحاد هي ظاهرة ليست بجديدة بل هي منذ القدم لازمت الانبياء والمرسلين جميعهم بعد ادم
وذلك بما جاء بالقران الكريم قوله تعالى :
( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة/55-56.
بالاتفاق كل الانبياء الذين اتوا كان الجواب هو طلب الرؤية .. وذلك انهم لن يؤمنوا لشيء لا يرى
هنا يبرز سؤال
ما قيمة الايمان اذا كان مرئي ؟ في هذه الحالة لا يسمى ايمانا بل مشاهدة ..
ابرز ما نادو به الحرية وان المجتمع اليوم الذي يعاني من الالم اكثر من الفرح هو سببه الله والذي يفشي الظلم حتى يقضي على الحياة
متناسين ان سبب الحروب هم الحكام المتهورين والجنود الحمقى ...
اكثر ما ذهب بعضهم هو لتشريح الكائن بحثا عن مواد تكون محركة للانسان لا ثبات صحة كلامهم
بعضهم يتخذ القسوة سببا
وبعضهم اتخذ من النسخ وغيره من الاحكام القرانية سببا في التقدم والتاخر والاختلاف بين الايات في زمان ومكان وقد قوبل بالاجابة من قبل المفسرين ...
بعضهم يعاني من عقدة في واقعه تتمثل بالابتلاء تفقده صوابه فيعتقد انه اصدق باتباع ما يحقق رفاهيته ...
ما لا يستطيعوا الوصول اليه هو طريق الموت وكيفية حدوثه .. والاحماض التي ادعوا بانها سبب التحريك كيف تموت وتنتهي صلاحيتها اذا كانت مادة ؟
قلنا في ذلك الموضوع هنا ان الالحاد يقسم الى فطرة واكتساب اي نتيجة ظروف تصقل الفرد وتغير توجهه ...
فالطفل الذي يولد في مجتمع ملحد يكون ملحد
لا شك في ذلك
اكثر المناقشات بين المسلم والملحد اظهرت مجموعة الملحدين بفوارق كثيرة تتمثل في اتباع ذاته فلم يكن نقاشا علميا بحت بل اكثر ما يجول في خواطر الملحدين هو ضرب القوانين الالهية ومحاولة تشويهها بشتى الطرق منها
رسوم الاستهزاء باظهار الرب عاريا ورسومات الاستهزاء بشخصيات الانبياء والمرسلين
كل ذلك لا يقف حاجزا امام طلب البينة ..
في كل زمان ومكان ... فقد برهنا في موضوعنا السابق بان الواقع ينقسم الى ملموس ومحسوس ولا يمكن رفض الجانب المحسوس لان انكاره يعتبر انكار للروح ... اي الشيء الغير مادي
وايقنا بان جميع تساؤلاتهم تدور حول ماهية الله ممن خلق .. كيف خلق ؟
نقول لو انه خلق ستقولون من خلق رب الله وهكذا الى ما لا نهاية ... لن نصل الى خالق نهائي بل سنعد مليارات الارباب ...
ولن نصل لنتيجة مرضية ففي هذه الحالة لابد ان يتخاصم حاكمان اذا كان هنالك ارباب فكيف يقف الكون بهذا النظام .. وذلك قوله :
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {الأنبياء:22}.
وقوله :
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)
وهذا ليس دليلا من القران فقط بل باجماع العقلاء بان قوتان لا تجتمعان في مكان واحد
نستنتج بانه لا يمكن انكار ماهية الشيء في حال عدم وجود ماديته ... ففي هذه الحالة علينا انكار وجود السحر حتى نثبت صحة ادعائنا بان كل ملموس هو موجود ...
رماد
2017.6.5
ملاحظة كل مواضيع السلسلة
(عراقيين تحت المجهر) هي مواضيع حصرية