من أهل الدار
قاضي محكمة الدرر
تاريخ التسجيل: September-2011
الدولة: في قلب الوطن
الجنس: أنثى
المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
صوتيات:
125
سوالف عراقية:
5
مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
موبايلي: ذاكرتي الصورية
آخر نشاط: 5/October/2024
حظر التجول في أكتوبر.. من بين أحسن أربع روايات في الدخول الأدبي الفرنسي
صنفت من بين أحسن أربع روايات في الدخول الأدبي 2012
''حظر التجول في أكتوبر''.. رؤية أخرى للصراع الفرنسي ـ الجزائري
تقدم رواية ''حظر التجول في أكتوبر'' للكاتب الفرنسي لونسلو املان، الصادرة مؤخرا عن دار لابونتار بفرنسا، نظرة مغايرة للصراع الجزائري ـ الفرنسي، من خلال الصّراع بين أبناء الأقدام السوداء، وتعاون الحزب الشيوعي مع جبهة التحرير الفرنسي، كما أنها تندّد بأوضاع الجزائريين، خاصة المهاجرين في ''نونتار'' بباريس.
رغم أن الدخول الأدبي الفرنسي تزامن مع خمسينية استقلال الجزائر، وإثارة العديد من القضايا وفتح العديد من الملفات، إلا أن المشهد الأدبي الفرنسي خرج عن عرفه الذي عوّدنا عليه، بالتركيز على الجزائر وحرب الجزائر، من خلال رواية وحيدة صنّفتها الصحافة الفرنسية، وعلى رأسها ''لوموند للكتاب''، من ضمن أقوى أربع روايات في هذا الدخول، ويتعلق الأمر بأول رواية للكاتب ''لونسلو املان'': ''حظر التجول في أكتوبر''، وتتحدث عن استعمار الجزائر، لكن بنظرة مغايرة، من خلال الصراع بين أبناء العائلة الفرنسية الواحدة.
ويحاول الكاتب ''لونسلو املان''، بعد كل من لوران موفنييه في رواية ''الرجال''، وجيروم فيراري في ''أين تركت روحي''، أو أليكسندر جيني في ''فن القتل الفرنسي''، الاستلهام من التاريخ المشترك الفرنسي ـ الجزائري، وكرمه في مقدار الخيال الذي يوفره للكاتب الروائي، من خلال أحداثه القوية والكثيرة والمؤثـرة أيضا، خاصة أن الكاتب اعتمد على الأرشيف، فيما يتعلق بالحزب الشيوعي الفرنسي ومنظمة ''لواس''، مع استعراض مختلف وجهات النظر في تلك الحقبة، صراع الثقافات والهويات والدين والمجتمع والوعي الوطني، كما لم ينس أن يدعم روايته بقصة حب وخيانة، كتوابل للرواية في جانبها الإنساني.
ويستعرض الكتاب الصراع الفرنسي ـ الجزائري، والفرنسي ـ الفرنسي أيضا، من خلال مسار ثلاث شخصيات رئيسية، أكتافيو، وأخوه الأكبر الذي لم يعط له اسما، وجوديت، وكلهم من مواليد وهران.
ينتقل أكتافيو للدراسة في باريس، وهناك يتعرّف على أفكار الشيوعيين وتياره في الجامعة ويتبناها، كما يتعرّف على صديق مصري يضعه في اتصال مع خلية ''جبهة التحرير الوطني''. وبعد فترة تجريبية، يكلف أكتافيو بنقل الأسلحة وحقائب تحمل أمورا خطيرة، كالأموال أو مستندات الأفالان. بالمقابل، ينخرط أخوه الأكبر في الشرطة الفرنسية ثم اليمين المتطرف، ليصبح أحد أعضاء لواس. وهنا، يكون الصراع والقراءة المتباينة والمقارنة لكل طرف، ومن خلال الشخصيتين، يتم عرض الصراع الفرنسي ـ الجزائري. وتنقل الرواية أيضا الكثير من الأحاسيس المتباينة، والمواقف الصادرة والأفكار والقناعات التي يحملها أشخاص يتأثـرون، يضعفون، يخونون. كما يقدم الكاتب وصفا معمّقا للظروف المزرية التي كان يعيش فيها سكان الأحياء القصديرية بـ''نونتار'' في سنوات الخمسينيات، على بعد بعض الكيلومترات من الأحياء الراقية لباريس.