وفاة أشهر تاجر سلاح سعودي في سبعينات القرن الماضي
أعلنت أوساط مقربة من عائلة خاشقجي، الثلاثاء، وفاة رجل المال والأعمال السعودي عدنان خاشقجي، في لندن بعد صراع مع المرض في مستشفى سانت توماس في العاصمة البريطانية، عن 83 عاما.
واشتهر عدنان خاشقجي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بتوسطه في شراء صفقات سلاح كبرى هزت العالم، ولكن ذاع صيته أيضا كتاجر سلاح يعيش حياة باذخة ومسرفة جعلت شهرته تفوق شهرة نجوم الفن والسينما، إلى جانب إمتلاكه اليخوت الفاخرة، وأكثرها شهرة على الإطلاق اليخت "نبيلة".
وكان والد عدنان خاشقجي يعمل طبيبا للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ووفقا لمحاضرة ألقاها خاشقجي قبل سنوات ونشرتها صحيفة "البلاد"، فقد بعثه والده لكلية فكتوريا بالإسكندرية، فأتمها بامتياز، ثم نصح الأصدقاء والده بإدخاله إحدى الجامعات الأمريكية، فاختار له جامعة "شيكو" بشمال كاليفورنيا، ووجد الطالب عدنان محمد خاشقجي نفسه هناك مشدودا بين المال والعلم.
واتبع عدنان ميوله واشترى بكل ما أرسله له أبوه من نقد عربة نقل كبيرة، واتفق مع صديقه أن يعمل عليها، فكانت البداية التي حملته لسوق التجارة العالمي، وأدرك أن بلاده صحراوية تحتاج لهذا النوع من الناقلات، فكانت أول صفقة أجراها مع الشيخ محمد بن لادن، وأصبح وكيلا لشركة الأخير
وانتهز عدنان خاشقجي فرصة احتياج الجيش السعودي في عام 1959 إلى نوع أكبر من السيارات لنقل الجنود والمعدات، فوفّرها له من أمريكا، وبعدها دخل في صيانة مطار الظهران بعد انسحاب الأمريكيين، وتعرف يومها على الشركات الأمريكية الكبيرة، ومنحته شركات السلاح والطائرات وكالاتها في المملكة والشرق الأوسط، فأصبح وكيلا لأشهر الشركات العالمية في هذا المجال.
كما أسّس خاشقجي شركات بلغت الستين، منها ماهو في سويسرا، والولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم، بالإضافة إلى تطويره علاقات مع زعماء ورؤساء الدول والحكومات.
إلى ذلك، كشفت عارضة الأزياء الأمريكية، جيل دود، قبل فترة قصيرة، أسرارا من حياة عدنان خاشقجي، خلال فترة زواجها القصيرة منه. وذكرت أن الملياردير السعودي كان دوما محاطا بالزوجات والنساء، خاصة الأجنبيات الصغيرات اللائي تزوجهن من أجل المتعة.
ولكن القدر كان له حساب آخر مع الملياردير السعودي عدنان خاشقجي، حيث انحدر الرجل بطريقة دراماتيكية من الثروة والجاه إلى الإفلاس والمرض، إثر عدة صفقات فاسدة، وبعد أن لاحقته الشبهات طويلا.
وفي منتصف الثمانينات، وبسبب الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، فقد خاشقجي حظوته ونفوذه، ثم اعتقل وسُجن بتهمة تبييض الأموال ومساعدة دكتاتور الفلبين السابق ماركوس، بشراء لوحات فنية مسروقة من متاحف مانيلا.
وبعد سنوات من التقاضي، نجح خاشقجي في إثبات براءته من التهم الأمريكية، ولكنه فشل في استعادة مكانته في عالم الأعمال والصفقات المدوية.
المصدر