كرنفال الثقافات يزين شوارع برلين
في فترة زمنية تشهد تنامياً للنزعات القومية والشعبوية، باتت هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إقامة الكرنفال السنوي للاحتفال بتعدد الثقافات في العاصمة برلين، الذي يرمز للتسامح والتعددية والتنوع ويحتفل بها.
شاركت فرق الرقص الشعبي بعروض فنية ضمن فعاليات كرنفال الثقافات تُمثل مختلف الجاليات والأقليات العرقية في برلين. رقصة التنين التي قدمتها فرقة الرقص الشعبي الصينية في العام الماضي ترمز إلى محاولة الحصول على "لؤلؤة الحكمة" سعياً لتحقيق الكمال والوصول إلى المعرفة. ستقدم هذه الفرقة عروضها الفنية هذا العام أيضاً.
تتمتع برلين بمميزات خاصة إذا ما قُورنت ببقية المدن الألمانية الأخرى. ستقدم الفرق التي تُمثل مناطق "شوابيا- أليماني شوروف" عروضاً فولكورية ضمن فعاليات الكرنفال في ولاية "بادن فوتمبرغ" التي تقع جنوب ألمانيا. تقدم الشخصيات التي ترتدي الأزياء الفولكورية عروضاً مسلية للمشاركين في كرنفال الثقافات ببرلين.
في كرنفال الثقافات ألغيت الحدود والقيود والمفاهيم النمطية التي تفصل بين المنتمين إلى جنسيات شتى، كما ألغيت أيضاً الحواجز التي تفصل بين الأجيال. رجل مُسن يشارك ضمن فعاليات الكرنفال يقف إلى جانب "سونيا دي أوليفيرا" – ملكة السامبا التي قدمت الرقصة بمصاحبة فرقتها الاستعراضية وقد احتجت من خلالها على عملية التلاعب بجينات محاصيل الذرة وبقية النباتات المهددة بالانقراض.
في كرنفال عام 2016 عَبّرَ أعضاء فرقة "ترانتيلا" الموسيقية عن آرائهم من خلال رسالة ساخرة مفادها: "العزلة ستؤدي إلى تساقط الشعر". ومن بين اليافطات التحذيرية هذه اليافطة التي كُتِبَت على قصاصة من الورق المقوى تحاكي علب السجائر. شغلت سياسة العزلة قدراً كبيراً من اهتمامات المشاركين بكرنفال العام الماضي.
على طول موكب وشارع الكرنفال تتواجد الكثيرمن النشاطات والبرامج الفنية التي تُصاحب الكرنفال الذي تستمر فعالياته طوال أربعة أيام. كما ستشارك في النشاطات فرق موسيقية عالمية وسيقدم الفنانون عروضهم في الشوارع والساحات، وسيرافق ذلك كله إقامة ورش عمل على مدار عمر الكرنفال