أثارت حلقة كاميرا خفية في قناة النهار الخاصة الجزائرية، جدلا كبيرا هزّ الأوساط السياسية والثقافية في البلاد، بعد استضافتها للروائي الجزائري رشيد بوجدرة.
ويتمثل المقلب الذي تعرض له بوجدرة والذي تم بثه الجمعة الماضي، في استضافة الروائي في برنامج حواري ثم يدخل فجأة ممثلان يلعبان دور شرطيين ويطلبان منه نطق الشهادة أكثر من مرة حتى يدفع عنه تهمة الإلحاد، وهو ما قام به الكاتب في إطار التخويف والترويع بالسلاح.
وتضامنا مع بوجدرة تجمع المثقفون والإعلاميون يوم السبت أمام مقر سلطة الضبط السمعي-البصري وحملوا شعارات تضامنية معتبرين أنه تعرض للإساءة خلال البرنامج.
وأدان المثقفون ما وصفوه بتفاقم آلات التضليل والخداع التي تمارسها وسائل الإعلام على الجمهور، تحت مسميات البرامج الترفيهية الخاصة بشهر رمضان، كما أدانت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر، الترويع الذي تعرض إليه بوجدرة في برنامج مقالب رمضانية صورت فيه مشاهد، تحت مسمى الترفيه، تتضمن العنف والبذاءة والإساءة للكرامة الإنسانية.
ودعت السلطة ذاتها القنوات التلفزيونية، إلى ضرورة احترام المواطن وتجنب التشهير ووقف برامج الكاميرا الخفية، لتركيزها على مشاهد العنف والخشونة وخدش الأخلاق بمبرر التسلية والترفيه على حساب مصلحة الجمهور وعاداته.
كما استقبل رئيس سلطة الضبط، زواوي بن حمادي، رشيد بوجدرة ومجموعة مثقفين بارزين عقب احتجاجهم أمام مقر الهيئة لإدانة الإهانة والبذاءة والتجاوزات التي تظهر بها برامج الكاميرا الخفية في رمضان.
وعقب هذه الحادثة كشف مصدر مطلع أن الرئاسة الجزائرية أدرجت اسم الروائي بوجدرة على لائحة الشخصيات الثقافية والفنية التي سيتم تكريمها بمناسبة "عيد الفنان"، تقديرا لإسهاماتهم في المشهد العام بالجزائر، وسيتولى رئيس الوزراء الجديد عبد المجيد تبون، الإشراف على مراسم التكريم والتقليد.