الحب يرفع سقف توقعاتنا إلى حدٍ يصعب على الواقع تحقيقه، يُقنِع قلوبنا الغارقة بأنها أخيراً ستصل إلى بر الأمان، دون منقذ، دون سترة نجاة، دون معجزة. الحب يتسلل إلى قلوبنا ممهداً طريقه بالكذبات العذبة، نصدقها بقلبٍ مبصر، يدعي أنه أعمى. ينتشلنا من حقيقية الوحدة الموحشة أو الآمنة، ليرمينا في وهم "غداً بالحب أجمل"
نخرج من خيبة الحب بأرواح مقوسة، محدبة، مثقلة بالأسئلة. علامات الاستفهام تنبت في كل مكان، تتكاثر، تتبعنا في كوابيسنا كخطاف يخنقنا ولا نتنفس بإجابة. يهوي السقف على رؤوسنا، يبتلعنا البحر بعد أن يرينا الشاطئ، يعترف الحب بكل الكذبات، مبرراً ذلك بحظنا السيء، ببشاعة الطرف الآخر، بطعناته التي لم تستهدف قلوبنا مباشرةً بل كان ظهرنا هو الوجهة الأفضل. نعم، لقد تعدينا مرحلة أخذ المواقف من الأشخاص، لقد بدأنا نكره الحب نفسه......
كل من يدخل حياتنا...هو لمسة قدرية؛ المغزى منها هو ليس بقاؤه أو رحيله... فهذا قدر الله. إنما المغزى هو ما تركه فينا..والذي كان سبب لقائنا به. .....