حياة النبات السرية
إن البروتينات الفلوريّة (المشعّة) في نبات رشاد الصخر (Arabidopsis) الشفّاف هذا، تساعد العلماء على رصد طريقة تفاعل البروتينات المختلفة مع نسيج النبات بدقة شديدة.
حياة النبات السرية
01 - مايو - 2017
بقلم: دانيال ستون
لا تزال طريقة اشتغال الوظائف الداخلية للنبات غيرَ مستكشفة حتى اليوم؛ إذ لا يزال علماء النبات حائرين حيال أسئلة من قبيل: ما الذي يحدث عندما يتعرض محصولٌ زراعي لغزو الديدان الخيطية أو الفطر؟ وكيف يؤثر ذلك في نباته؛ وكيف يتغيّر شكل جذوره وسيقانه وزهوره؟
لكـن باحثيـن يابانييــن قــد اخترعـــوا وسيلة لاكتشــاف ذلك.. بجعــل النبات شفافاً. وإليكم الطريقة: يُغمَر النبات في سائل كيمــيائي ليقلّص اليخضور (الكلوروفيل)، وهــو الخــضاب المرئي الذي يجعل النبات أخضر. وبعد أيام أو أسابيع، يختفي اليخضور فيصبح النبات شفافاً بالكامل، ما يتيح للعلماء معاينة أنسجته الداخلية حيث تجري العمليات الأحيائية على مستوى الخلايا.
تقتضي تلك العملية قتل النبات. ولكن هؤلاء الباحثين يُدخلون مورّثات مزوّدة ببروتينات فلوريّة (مشعّة) في النبات وهو بعدُ حياً، ثم يُميتونه بسائل "الفورمالديهايد" لتوقيف العمليات الأحيائية التي يرغبون بدراستها. وتتيح هذه الوسيلة معلومات مفيدة وموسَّعة لعلم النبات، ومنها -مثالاً لا حصراً- معلومات عن التكاثر. إذ إن فهم كيف يختار النبات حبّة طلع واحدة لتلقيحه، من بين المئات التي تصل إلى مدقّة زهرته، يمكن أن يساعد المزارعين على الإكثار من أنواع أفضل من التفاح أو الخوخ، أو أي أنواع أخرى من المحاصيل التي تتكاثر بالتلقيح.
وقام العلماء حتى الآن باختبار هذا "التأثير الشفاف" في الأرُز والتبغ والطماطم والخيار والطحلب وغيرها من النباتات المزهرة. لكن يمكن تطبيق هذه العملية -التي هي بمنزلة تصوير بالأشعة للنبات- على أي شيء ينبُت. ويقول "دايسوكِه كوريهارا، رئيس المشروع وعالم الأحياء المتخصص بخلايا النبات لدى "جامعة ناغويا" اليابانية: "يمكن لأي باحث تطبيق هذه العملية، ويمكن معاينة باطن النبات بوضوح وتحليله بدقة".
-بالتعاون مع تاكاو فوجيوارا