مركبة "نيو هورايـزونـز" تكشف أسرار الكوكب القزم
اكتشاف "بلوتو" يهتدي به العلماء للتعرف على أسرار "حزام كويبر".
مركبة “نيو هورايـزونـز” تكشف أسرار الكوكب القزم
05 - نوفمبر - 2016

صحيفة الخليج- عبير حسين
في منتصف أكتوبر الماضي، أتمت المركبة "نيوهورايزونز"، مهمتها بنجاح في إرسال أكثر من 10 جيجا بايت من المعلومات الرقمية، التي نجحت في جمعها عن كوكب "بلوتو"، خلال اقترابها منه الصيف الماضي، ليبدأ الجزء الأصعب من المهمة في تحليل وتدقيق الصور المرسلة، والتي ستمهد لفهم أفضل لأصغر كواكب المجموعة الشمسية، الذي يشكل منذ اكتشافه عام 1930، لغزاً محيراً للعلماء، إذ لم ينجح أحد حتى اليوم في تفسير سر وجود "كوكب قزم"، لا يتجاوز قطره 2302 كم، إلى جانب كواكب عملاقة مثل: المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وتزداد أهمية ؛بلوتو"، باعتباره "دليلاً" يهتدي به العلماء، لفهم أفضل لأسرار "حزام كويبر"، الذي يحتفظ بأسرار نشأة المجموعة الشمسية.
جدل علمي
7 صور كانت الأحدث، التي أرسلتها المركبة، وتسببت في إثارة جدل علمي واسع حولها، إذ أظهرت سحب غيوم، ترتفع فوق سطح "بلوتو"، وهي المرة الأولى التي يتم فيها رصد سحب تتشكل في سماء الكوكب، الخالي من الضباب، والتي تتكثف خلال فترات الفجر والغسق، من أيام بلوتو الطويلة "مدة اليوم هناك تعادل 6 أيام أرضية"، البروفيسور ستيرن قال إن الوقت مبكر لمعرفة طبيعة هذه الغيوم، لكن أكثر ما يثير الحيرة، هو تشابهها مع غيوم تظهر غربي الولايات المتحدة، لكن مجرد ظهورها، يعني أن طقس الكوكب ليس كما عرفنا من قبل، ويحتاج إلى إعادة الاكتشاف من جديد. الباحثة آماندا زنغاري، من فريق عمل المركبة "نيو هورايزونز"، قالت: إن مثل هذا الضباب أو الغيوم، تتشكل عادة من الغازات غير المألوفة، مثل الإيثان والإسيتلين، أو ربما الميثان، وهذا يعني أن الطقس على كوكب بلوتو، أكثر تعقيداً مما كنا نتخيل. البروفيسور روس باير، من مركز أبحاث آميس بولاية كاليفورنيا "التابع لوكالة ناسا"، قال: يدور بلوتو حول الشمس مرة كل 248 سنة، في مدار يتغير ويتبدل مع تغير الفصول والمواسم، وتصل درجة حرارة سطحه إلى 235 درجة مئوية تحت الصفر، ما يعني أنه من الصعوبة بمكان أن يكون جليده مكوناً من الماء، والاعتقاد الأكثر قبولاً، أن جليده يتشكل من غاز النيتروجين المتجمد، لذا نحن بحاجة إلى تحليل مئات الصور للتعرف على حقيقة هذه الغيوم.
تحديات علمية
ولم تكن سحب النجوم وحدها هي المثيرة لحيرة العلماء، إذ سبقها صور بثتها "نيوهورايزونز"، وأظهرت وجود تكوينات مضلعة الشكل، وتلال ملساء، وسط سهول خالية من الحفر، وجميعها مؤشرات على أن هذا العالم المتجمد، نشط من الناحية الجيولوجية. أثارت هذه التشكيلات المضلعة، تحديات علمية جديدة، تتساءل عن كيف تنجح أجرام متجمدة تنخفض فيها الحرارة إلى ما يقرب من 240 مئوية تحت الصفر، من توليد حرارة تكفي لإعادة تشكيل معالم سطحه، وما طبيعة هذه التشكيلات.. هل ستكون محيطاً هائلاً، أو جبالاً بركانية؟

المثير للانتباه، أن الاتحاد الدولي للفلك جرد بلوتو من لقبه ككوكب، ومن كونه التاسع من كواكب المجموعة الشمسية، قبل نحو 6 أشهر، وبات كوكباً قزماً، بعد اكتشاف أكثر من 2000 مثيل، ضمن "حزام كويبر".

حزام كويبر
الهدف من مهمة "نيوهورايزونز"، التي تكلفت 720 مليون دولار، هو رسم خريطة لسطح بلوتو وتشارون، أكبر أقماره، وتحديد المواد المكونة لهما، فضلاً عن دراسة الغلاف الجوي لبلوتو، وأطلقت المركبة عام 2006، وقطعت مسافة 4.88 مليار كم، حتى أصبحت عند أقرب نقطة من الكوكب القزم في يوليو الماضي، ونجحت في الالتحاق بالمدار المخصص لها، والتقطت آلاف الصور، التي رصدت القشرة الجليدية للكوكب، ويستكمل "نيوهورايزونز"، الآن رحلته إلى أعماق حزام كويبر المكتشف عام 1992، وهو منطقة متجمدة، تدور بها كويكبات صغيرة في أفلاكها، حول الشمس، بعد كوكب نبتون، ويعتقد أن هذه المنطقة، تخلفت عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام، وحزام كويبر آخر منطقة مجهولة على أطراف مجموعتنا الشمسية، وتم اكتشاف أكثر من 40 جرماً فلكياً فيه.
انتهى