الناصرة
مدينة في منطقة شمال فلسطين
لمعاني أخرى، انظر الناصرة (توضيح).
الناصرة (بالآرامية: ܢܨܪܬ؛ باللاتينية: Nazara؛ بالعبرية: נָצְרַת) من أهم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء الشمال الإسرائيلي في منطقة الجليل، وتبعد عن القدسحوالي 105 كم إلى الشمال. أصبحت المدينة بعد النكبة عام 1948 مركزًا إداريًا وثقافيًا والمركز الرئيسي لعرب 48 فيإسرائيل. بلغ عدد سكان مدينة الناصرة في عام 2015 حوالي 75,726 نسمة.[3][4][5][6] ويَصل عدد سكان متروبولين الناصرة حوالي 210,0000 نسمة منهم 174,800 عربي (83%) و30,345 يهودي (155%) و4,855 آخرون (22%)، ويَضُم المتروبولين البلدات المحيطة وهي الناصرة العليا، ويافة الناصرة، والرينة، وعيلوط،وكفركنا، والمشهد، وإكسال وعين ماهل.[7] ويعد متروبولين الناصرة أكبر تجمع حضري عربي في إسرائيل وهي المدينة الإسرائيليَّة الوحيدة التي يزيدُ عدد سُكَّانُها عن 75,000 نسمة ذات أغلبية عربيّة.[8]تُعتبر مدينة الناصرة أحد أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، فبحسب الانجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح، كما أنها المدينة التي نشأ فيها فنُسِبَ إليها ودُعي يسوع بيسوع الناصري. كما دُعي أتباعه بالنصارى. وابتدءاً من العصر البيزنطي، أضحت المدينة مركزًا دينيًا. ومع الحملات الصليبية للمدينة ازدات الأهمية الدينية، إذ كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية كما تبعتها كنائس منطقة الجليل. وبسبب قدسية مدينة الناصرة لدىالعالم المسيحي، أصبحت المدينة مقصدًا للحجاج الزائرين. وقد زارها ثلاثة باباوات؛ البابا بولس السادس في 55 كانون الثاني/ يناير 1964، البابا يوحنا بولس الثاني في عيد البشارة في 25 آذار/ مارس 2000، والبابا بنديكتوس السادس عشر في 14 أيار/ مايو 2009.[9][10][11]. يُذكر أنّ في مدينة الناصرة يعيش أكبر تَجّمع مسيحي في فلسطين التاريخية.[12][13]
النَّاصِرَة (بالعبرية) נָצְרַת
منظر عام لمدينة الناصرة
شعار بلدية الناصرةاللقب عروس الجليل تاريخ التأسيس تأسيس البلدية 1875 [1] تقسيم إداري المنطقة لواء الشمال المسؤولون أمين المدينة علي سلام خصائص جغرافية إحداثيات 32.70194°N 35.30333°E المساحة 14 كم² الارتفاع +347 متر السكان التعداد السكاني 75,726 نسمة [2] نسمة (إحصاء 2015) معلومات أخرى المدينة التوأم فلورنسا
ليفركوزن
نويبرندنبورغ
لاهاي
كلاغنفورت
تشيستوخوفا
ألبا يولياالتوقيت EET (توقيت شرق أوروبا +2 غرينيتش) التوقيت الصيفي +3 غرينيتش الموقع الرسمي www.nazarethinfo.org الرمز الجغرافي 294098 معرض صور الناصرة - ويكيميديا كومنز
النَّاصِرَةتعديل
كانت الناصرة بوابة الغزاة إلى فلسطين التاريخية من ناحية الشمال، فتعاقب عليها الفرس والإغريق والرومانوالبيزنطيون والصليبيون والمغول والعثمانيونوالبريطانيون، حتى استولت عليها المنظمات اليهودية المُسلحة في 16 تموز/ يوليو 1948. تجدر الإشارة إلى أن اسم الناصرة اُطلق على عدد من المدن في مختلف أنحاء العالم.[14] وقد تأسس أول مجلس بلدي للمدينة في العهد العثماني عام 1875.[1]
بسبب أهمية المدينة بالنسبة للعالم المسيحي سميّت وتكنت العديد من المدن حول العالم، فضلًا عن مدراس وجامعات ومستشفيات ورهبانيات وكنائس بإسم الناصرة تيمنًا بمدينة البشارة حسب المعتقدات المسيحية.
اسم مدينة الناصرةعدل
إن اسم مدينة الناصرة الكنعاني القديم هو "آبل"، وقد سُميت العين أيضًا قديمًا بـ"عين آبل"، وهي اليوم عين العذراء التي تعني أيضًا عين الحياة. لقد ذُكر اسم الناصرة في العهد الجديد 299 مرة، وهذا يعني بأنها كانت مدينة مهمة في تلك الفترة بالرغم من عدم ذكر اسمها ولا مرة فيالعهد القديم. وقد كانت الناصرة في أيام الهيكل الثاني (في القرن السادس قبل الميلاد) قرية يهودية ويعود أصل اسمها إلى اللغة العبرية. وكما يبدو فإن اسم المدينة مشتق من الكلمة العبرية "נצר" التي تعني عصا أو غصنا. ويعتبر المسيحيون ذلك رمزًا إلى كون يسوع في الأصل من بيت داوود، وهي الحقيقة التي تدعم احتمالات أن يكون هو يسوع المسيح. وهناك إمكانية أخرى وهي أن يكون أصل الاسم يعود إلى كلمة "נצר" بالعبرية بمعنى الحراسة وقد يرتبط ذلك بالجبل المرتفع الذي تقع عليه المدينة والذي يعنى بحراسة مرج ابن عامر الذي شهد الكثير من المعارك في الفترات الغابرة. في أيامه كان يدعى يسوع على اسم مدينته.[15]
هنالك تعليل آخر لاسم الناصرة التاريخي، معناه مركز أو برج الحراسة. كما كان اسمها يعني الجبل المرتفع أو منحدر الماء إلى مجراه. وليس هذا بعيدًا عن شكل جبالها المشرفة على جميع الأنحاء. لقد تشعبت الأبحاث عن اصل ومصدر اسم الناصرة وبعضهم يقول بانها آرامية، والآخر يقول بانهاسريانية أو عبرية أو عربية، ولكن معانيها حصرت في بضع مضامين:[16]
- الزهرة أو البرعم المتفتح أو باقة الازهار أو بستان الشجيرات أو الزنبقة أو رونق الشيء واشراقه.
- التنسك، الصوامع، مغاور النساك، مغاور وبيوت التنك.
- الجبل، المركز، برج الحراسة، الجبل المرتفع، منحدر الماء.
- النصر، فاعلة النصر.
لقد ذكر المؤرخ ميريل في كتابه "الجليل في أيام المسيح" أن اسم الناصرة مأخوذ من جبل النبي سعين حسب رأي الأب عيسى اسكندر المعلوف، ذلك الجبل المنتصب فوق المدينة كالحارس، والذي جاء في الاناجيل بان مدينتهم - أي الناصرة، كانت مبنية عليه عندما هرب وقفز المسيح عنه. ويقول أيضًا الأب عيسى المعلوف بأن معناها المنفصلة أو المختبئة وهذا بعيد عن الاصل. ولقد ذُكرت كلمة "نتسيرت" لأول مرة باللغة العبرية في أشعار اليعيزير هلكيير في حوالي القرن الميلادي السابع. لكن مصدر اسم الناصرة الذي عرفت به منذ فجر التاريخ غير معروف لا المعنى الحقيقي والأصل، ولكن قيل بأن هذا الاسم عبري ومعناه نصر وقبل بان معناه غصن لكثرة غابتها ونضارة اغصانها في الماضي.
ويُقال بان معناه ناصر أي مخلص والناصرة هي مؤنث ناصر في العربية وهو الجبل الذي عله ميل أو الجبل المرتفع. والناصر أيضا هو المطر. ولقد قالت القديسة باولا بان معناه زهرة، لأن الناصرة تبدو كالزهرة المتفتحة منخفضة في الوسط والجبال حولها كالأوراق. ولقد نُسب السيد المسيح إلى الناصرة فُدعي ناصريًا - أي نذيرًا مكرسًا لفداء بني الإنسان. ودُعي بالناصري وتكنى أتباعه بالنصارى نسبةً للناصرة التي سميت أيضًا "مدينة البشارة"، وسُميت "البيضاء" لبياض مبانيها وأراضيها، وسُميت بـ"أم المغاور" لكثرة المغاور المحفورة في جبالها وصخورها. وذُكرت الناصرة أيضًا في معجم ما استعجم باسم "نصورية"، قرية بالشام إليها تنسب النصرانية. وذُكرت باسم "ناصرت" و"نتسيرت" و"نازرت".[16]
التاريخعدل
لقد اُجريت حفريات كثيرة بالقرب من عين العذراء في المدينة، حيث تشير تلك الحفريات لوجود آثار عديدة تمتد من الفترة الرومانية والصيليبية والمملكوكية والعثمانية.[21][22][23][24][25] وقد مرت المدينة بفترة هبوط خلال عصر المماليك، لكنها مع حلول القرن التاسع عشر عرفت فترة ازدهار، إذ قدمت الارسليات التبشيرية الغربية، فبنيت عدد كبير من الكنائس والاديرة والمؤسسات التعليمية والمستشفيات. وقد شاركت المدينة في التاريخ المعاصر في كل الثورات والإنتفاضات والمظاهرات والإضرابات والمؤتمرات الفلسطينية منذ العشرينات ضد الانتداب البريطاني و الهجرة اليهودية إلى فلسطين.[14]
العهود القديمةعدل
مدينة الناصرة مدينة قديمة، عُرفت وسُكنت منذ القدم على الرغم من مرورها بفترات زمنية لم تكن فيها ذات أهمية كبيرة، ولم يرد ذكر لها في كتب العهد القديم أو المصادر الأدبية، ولكن هذا لا يعني أنها عرفت وسكنت فقط في العهد الجديد وبعد ميلاد يسوع المسيح، إذ أن الحفريات الأثرية دلت على أن الناصرة كانت مسكونة في العصر البرونزي المتوسط وفي العصر الحديدي.[26]
وقد أظهرت الحفريات التي جرت في مغارة القفزة، الواقعة على سفوح جبل القفزة، أكتشافات غنية من فترة ما قبل التاريخ. وأول من انتبه لوجود هذه البقايا كان الرهبان الفرنسيسكان. وقد اختلف الباحثون في تحديد عمر الهياكل العظمية البشرية المكتشفة في مغارة القفزة. هناك من يعتقد أنها تعود إلى نهاية الفترة الموستيرية، أي قبل حوالي 30,000 عام، وهناك من يعتقد أنها من فترة أقدم أي 85,000 إلى 100,000 عام. وقد أظهرت الحفريات الأولية في المكان أيضًا كنيسة صغيرة تنسب لقدسية جبل القفزة في التقاليد المسيحية.[27][28][29]
العهد الروماني والبيزنطي
جغرافياعدل
جبل القفزة في الناصرة.
لقطة جوية لمدينة الناصرة.
تقع الناصرة في قلب الجليل الأدنى (الأسفل) الذي هو أقل ارتفاعًا من بقية الأجزاء من الجليل، فأعلى ارتفاع فيه لا يتجاوز 600 متر فوق سطح البحر.[52] كما تقع بين عكاوحيفا وجنين وطبريا. وهي نقطة التقاء مرج ابن عامرالسهلية بمنطقة الجليل الأعلى الجبلية.[52] تبعد الناصرة حوالي 24 كم عن بحيرة طبريا. وقد كان لموقعها الجغرافي أهمية منذ القدم فكانت طرق فرعية تصلها بالطرق الرئيسية التي تربط بين سوريا ومصر من جهة وبين الأردنوفلسطين من جهة أخرى. وكانت القوافل التجارية تعرّج عليها أثناء مرورها في مرج ابن عامر.[14]
تحيط جهات المدينة الأربع تلال تكاد تكون مستديرة الشكل يصل ارتفاعها في بعض الأحيان 488 متر وحتى 575 في جبل سيخ, وهي من الجهة الشمالية النبي سعين، رمانة، القفزة، الرجمة، تلتقي جميعها بشكل واد صغير في جبل سيخ القائم في الجهة الشمالية الشرقية. أما قصبة الناصرة فتتجمع من سفوح هذه التلال، وتشكل هيئة دائرة في المركز أقيمت عليها مدينة الناصرة القديمة التي تتراكم دورها وتتلاصق مع بعضها.[53] لقد لعبت العوامل الجغرافية في الناصرة دورًا كبيرًا في طرق معيشة سكانها حيث حرمتهم من الزراعة، فالطبيعة لم تهيئ لهم العناصر الزراعية الغنية، فالناصرة مفصولة عن المناطق المجاورة بسبب الجبال المحيطة بها وبسبب قلة تواجد السهول فيها، وعدم صلاحية تربتها البيضاء للزراعة.[52]
يُعتبر جبل القفزة من أهم معالم منطقة الناصرة، حيث ذُكر في العهد الجديد. يقع هذا الجبل إلى الجنوب الشرقي من مدينة الناصرة، وله قمّتان متقابلتان، ويرتفع 390 مترًا عن سطح البحر. وهو جبل صخري، مطل على مرج ابن عامر وبه آثار لدير قديم من العصور الوسطى، منحوته في الصخر. كما يوجد أيضًا بقايا بركة وقبور منحوتة في الصخر. سُمي هذا الجبل بالقفزة لاعتقاد سكان الناصرة في ذلك الحين (وكانوا من اليهود)، بأنه الجبل الذي حدثت فيه عجيبة اختفاء المسيح حين قفز عنه واختفى من بينهم عندما لاحقوه. ولقد اُكتشفت الكنيسة القائمة عليه منذ العهود القديمة.
تبعد الناصرة عن مدينة القدس بحوالي 105 كم إلى الشمال، كما تبعد عن عمان بحوالي 1000 كم إلى الشمال الغربي، وعن دمشق بحوالي 1299 كم إلى الجنوب الغربي، وعن بيروت بحوالي 133 كم إلى الجنوب.[54]
المناخعدل
سقوط الثلوج في مدينة الناصرة سنة 2015.
يُعتبر مناخ المدينة مناخًا متوسطيًا، حيث يتميز ببرودة شتائه وكثرة أمطاره. ولكنه أيضًا يُعرف بحرارة وجفاف صيفه.[52] تميز ظروف مناخ مدينة الناصرة المدينة عن باقي مدن إسرائيل وذلك لوجودها في شمال البلاد وقربها عن البحر الأبيض المتوسط، فيعطيها هذا الأمطار في الشتاء ويلطف الحرارة في الصيف.[52] رغم وجود حاجز جبلي يحجب عنها الرياح، إلا أنها لا تحصل على حصة كبيرة من الأمطار كما تتلقى الجهات الشمالية من الجليل وذلك للفرق في الارتفاع بين الجهتين. ويبلغ معدل كمية الأمطار خلال فصل الشتاء 680 ملم.[52]
من جهة أخرى، يبلغ معدل درجة الحرارة في شهر آب/ أغسطس بين 30 إلى 322 درجة مئوية، أما معدل درجة الحرارة في الشهر الأكثر برودة في فصل الشتاء كانون الثاني/ يناير، فيبلغ بين 8 إلى 10 درجات مئوية, وتتساقط الثلوج فيها احياناً. تسود فصل الصيف بعض الليالي اللطيفة وذلك بسبب ارتفاع المدينة وبعدها عن البحر وقربها منالأحراش المحيطة بها، على عكس الليالي التي تسود المنطقة الساحلية والأغوار حيث تكون الليالي أشد حرارة. لذا، تعتبر مدينة الناصرة مصيفًا.[55]
السكانعدل
- مقالات مفصلة: عرب 48
- المسيحيون في الناصرة
- المسلمون في الناصرة
الثلاثي جبران، من أعلام الناصرة.
تضاعف سكان المدينة تقريبًا بعد ترحيل الفلسطينيين من القرى والمدن المجاورة عام 19488 الذي كان نتيجةًللنكبة.[1] بلغ عدد سكان المدينة عام 2015 نحو 75,726 نسمة، كلّهم من عرب 48. وتشير بيانات مركز الإحصاءات المركزي الإسرائيلي إلى أن 69.5% منهم مسلمون و30.55%مسيحيون، وأقل من 0.1% من الدروز. وقد ازداد معدل نموللسكان في عام 2011 إلى 0.99%. وقد وُلد في تلك السنة 1,400 طفلاً وتوفي 241 شخصًا. ووفقا لبيانات عام 2010، بلغ عدد العاملين 23,853 عاملاً، وكان عدد العاملين لحسابهم الخاص 2,401 عاملاً، كما بلغ متوسط الراتب الشهري في عام 2010 حوالي 5034 شيكل(متوسط الرواتب في إسرائيل حوالي 7,522 شيكل).[8]
وتُعتبر الناصرة اليوم، مركزًا تجاريًا هامًا لمدن وقرى منطقة الجليل. وهي اليوم أهم المدن العربية داخل الخط الأخضر من حيث عدد السكان، بالرغم من التناقص المستمر بأعدادالسكان المسيحيين.[56] من جهة أخرى، ازدادت نسبةالمسلمين في المدينة بشكل كبير، ويظهر هذا جليًا في ازدياد عدد المساجد.[57]
المسيحيون
الاقتصادعدل
قامت الناصرة منذ القدم بالوظيفة الاقتصادية لمجموعة كبيرة من القرى والتجمعات السكانية المحيطة بها. ولا زالت المدينة تؤدي هذه الوظيفة لعشرات الآلاف من السكان العرب في منطقة الناصرة. وكان لا بد لهذه المدينة من توفير الاحتياجات الخاصة بهم، فنمت وازدهرت وجد أهلها في العمل، حيث اشتغل قسم منهم بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات، كما راجت أعمال التجارة فيها وكانت تمثل السوق الرئيس لعشرات القرى، التي تبيع ما تنتجه فيها وتبتاع منها كل ما تحتاجه، كما ازدهرت كذلك الصناعات الخفيفة، مثل أعمال التجارة والحدادة والدباغة والخياطة والصباغة وأعمال البناء والهدايا التذكارية من سجاد ونحاس وخشب محفور، كما اشتهرت نساء الناصرة بأشغال الإبرة. وفي الناصرة معاصر للزيتون والسمسم لاستخراج الزيت والطحينة، وفيها مصانع للصابون.[62]
بعد النكبة
مدخل سوق الناصرة القديم.
الحفر على الخشب، من الصناعات الحرفية بالمدينة.
كانت السياسة التي اتبعتها إسرائيل منذ عام 1948 وحتى عام 1967 تجاه عرب 48، وخصوصًا سكان الناصرة، تقوم على عدم السماح ببروز قطاع اقتصادي عربي، وبالتالي منع قيام مراكز سلطة اقتصادية مستقلة. وعليه، فإن القاعدة الاقتصادية العربية في إسرائيل بشكل عام، كانت حتى عام 1967 ضعيفة جدًا. فلم يكن العرب في الناصرة يملكون سوى ثلاث مؤسسات صناعية فقط، اثنتان صغيرتان تهتمان بالخياطة وثالثة للأشغال المعدنية.[62]
وقد ضّيقت الحكومات الإسرائيلية على الزراعة والصناعة العربية في المدينة، كما صفّت ما وجد فيها من مصانع وشركات، مثل صناعة التبغ. وصمدت بعض الشركات، مثل شركة باصات العفيفي العربية في هذه المدينة، وبقيت بعد مقاومة طويلة ومريرة، كذلك فإن الحكومات الإسرائيلية ترفض اعتبار الوسط العربي منطقة تطوير من الدرجة الأولى، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على جذب الصناعيين وأصحاب الشركات، وهي لا تشجع ولا تدعم ولاتقيم أي مصنع في الوسط العربي بأموالها أو بأموال مشتركة. وهكذا تتصرف أيضًا نقابة العمال (الهستدروت) التي تملك 25% من الصناعة اليهودية. فلم تقدم أية قروض تذكر لتشجيع الصناعة العربية. وحتى نهاية عام 1983، كان هنالك 140 ورشة صناعية، غالبيتها الساحقة عبارة عن مخيطات وورش إنتاج مواد بناء أولية وحدادة ومناجر صغيرة. وفي المقابل توجد مدينة يهودية اُقيمت بالقرب من الناصرة؛ هيالناصرة العليا التي أقامتها السلطات الإسرائيلية عام 1957 على أراضي الناصرة والقرى العربية المجاورة، أصبحت مركزًا صناعيًا في فترة زمنية قصيرة جدًا، تحوى 160 مصنعًا وورشة صناعية، في حين لم يُنشأ مصنع واحد في مدينة الناصرة العربية القائمة منذ آلاف السنين.[62]
لذلك، تخلو الناصرة من المصانع والمشاريع الكبيرة، حيث اتجه أهلها لإعمال التجارة والخدمات وبعض الصناعات التحويلية البسيطة المتعلقة بالسياحة، مثل حفر الخشب والخزف، كما اضطر بعضهم إلى التوجه للعمل في المصانع والورش اليهودية. تجدر الإشارة إلى أن المدينة تضم عددًا من الأسواق التي أخذت تسميتها من المهنة التي تمارس فيها مثل: سوق الصباغين، سوق القهاوي، سوق الخضرة، سوق الصياغ، سوق السكافية، سوق المواستية والحدادين، سوق النجارين وغيرها من التسميات.[62] من جانب آخر، وصل عدد شركات تقنية المعلومات الفائقة في المدينة عام 2011 حوالي 200 شركة، مما حدا بالببعض أن يسمّيها "سيليكون فالي الوسط العربي".[63]
النقل والمواصلاتعدل
إحدى الحافلات في مدينة الناصرة.
كان لموقع الناصرة تاريخيًا على طريق البحر، أثر كبير في تطور النقل فيها، حيث كان هذا الطريق التاريخي يربط مصر بسوريا عبر مرج بن عامر. أما اليوم، فتكمن أهمية الموقع بتقاطع الطرق الرئيسية داخل الخط الأخضر، وخصوصًا التي تمر في منطقتيّ الجليل ومرج بن عامر، حيث يُعتبر الطريق السريع 60 من أهمها، والذي يمر من وسط المدينة ويتجه جنوبًا باتجاه العفولة. وقد تم إنشاء جزء جديد منه يسمى "طريق نفق إكسال ". ويمر هذا الطريق عبر نفق من خلال جبل القفزة ويتجاوز إشكالية الأزمات المروية في القسم الشرقي من المدينة، لأنه يتقاطع مع الطريق القديم في تقاطع "إكسال يزرعيل فالي". من جهة أخرى، يُعتبر الطريق السريع 75 من الطرق السريعة الأخرى التي تخدم مدينة الناصرة، والذي يمتد إلى الغرب باتجاه مجدال هعيمق ومدن أخرى في لواء الشمالبالإضافة إلى حيفا.[64]
تخدم المدينة شبكة حافلات يُطلق عليها "خدمة NTT" وهي اختصار لاسم "شركة الناصرة للنقل والسياحة" المؤسَسة عام 1927، وهي جزء من شركات الحافلات التي تدير خدمات النقل العام في مدينة الناصرة. كما تشغل الشركة اليوم حزمة خطوط متكاملة تابعة لها مخصصة لخدمات النقل بين المدن من وإلى المدينة.[65] كما يمكن الوصول إلى الناصرة عبر استعمال خط رقم 8233 التابع لشركة ايجد من المحطة المركزية في تل أبيب.[53]
معالم المدينةعدل
كنائس المدينةعدل
- مقالة مفصلة: الكنائس في مدينة الناصرة
كنيسة البشارة للاتين
- مقالة مفصلة: كنيسة البشارة للاتين
بازيليكا البشارة الرومانية الكاثوليكية في الناصرة
بُنيت هذه الكنيسة في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 1630على أنقاض كنيسة قديمة وفوق موقع بيت مريم العذراءوالمغارة.[69] كان للمغارة التي توجد داخل الكنيسة ثلاثة أبواب متقاربة، فُتحت لغرض ما لا نعلمه.[69] تقسم الكنيسة إلى ثلاثة أقسام، ومدخل الكنيسة في وسطها، وبعد التقدم إلى الداخل يظهر باب المغارة وفوقه صورة المسيح وعلى الجوانب درجين كلاهما من إثني عشر درجة يوصلان إلى سطح المغارة والهيكل الكبير حيث التماثيل والصور.[69]طول الكنيسة 21.5 متر وعرضها 15.25 متر.[69]
كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس
- مقالة مفصلة: كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس
كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس في الناصرة
تقع هذه الكنيسة فوق النبع الموجود داخل المغارة الذي كانت تستقي منه مريم العذراء، والذي لا يزال قائمًا حتى الآن داخل هذه الكنيسة التي تعرف أيضًا بكنيسة الملاك جبرائيل حيث بُشرت مريم العذراء بولادتها يسوع المسيح.[70]
تقسم الكنيسة إلى قسمين: مبنى الصلاة المركزي من القرن الـ 18 والقسم القديم الذي بقي بحالة جيدة من القرن الـ 12، الذي يمكن الوصول إليه من خلال معبر مقوس مرصوف من الداخل ببلاط عثماني. يوجد في القبو منبرًا مرتفعًا وخلفه المنبع الذي تتدفق منه مياه العين من فوق الكنيسة، عبر الكنيسة إلى السبيل الذي يقع في دوار مريم، المشهور أيضًا باسم "بئر مريم".[71] كتبت على الجدران عبارة تتحدث عن البشارة والعين. في المكان الذي يبدأ فيه الرواق يوجد بئر ماء مرتفعًا لتسهيل استعماله على الحجاج الذين يأخذون المياه المقدسة من هنا. فوق المذبح لوحة للبشارة.[71]
في طابق الكنيسة السفلي توجد مغاور تعود إلى القرن الأول وتشكل جزءًا من القرية القديمة، فيها جرن مع رموز لسر العماد ترقى إلى عهد الجماعة المسيحية الأولة وسبع درجات ترمز إلى مواهب الروح القدس، وبركة مرصوفةبالفسيفساء عليها رموز لستة أجواق الملائكة، والحجر في وسط البركة يرمز إلى المسيح، وعلى جدران البركة قناة صغيرة ترمز إلى نهر الأردن.[72]
كنيسة المجمع
- مقالة مفصلة: كنيسة المجمع
في داخل كنيسة المجمع، المركز الروحي الأهم لكنيسة الروم الكاثوليك في المدينة
تُسمى أيضًا كنيسة الروم الملكيين (الكاثوليك)، تقع في قلب السوق وتوصل إليها ساحة صغيرة بين المحلات والحوانيت، مكتوب فوقها "The Synagogue" على لافتة.[73] تعود قداسة هذا الكنيس القديم حسبما تروي التقاليد المسيحية إلى كون يسوع قد تعلم وصلى هناك.[73] كذلك، في هذا الكنيس ألقى يسوع خطبته الشهيرة يوم السبت والتي أعلن فيها أمام أبناء قريته اليهود بأنه المسيح.[74] وقد أغاظت هذه الخطبة المصلين فجروا يسوع جرا إلى جبل القفزة من أجل إلقائه من هناك، لكنه اختفى من الجبل. في الفترة البيزنطية بدأ يزور المكان مؤمنون مسيحيون وفي العصور الوسطى تحول الكنيس إلى كنيسة ونسبت له "خطبة السبت".[73]
كنيسة القديس يوسف
- مقالة مفصلة: كنيسة القديس يوسف (الناصرة)
كنيسة القديس يوسف في الناصرة
بُنيت كنيسة القديس يوسف على المكان الذي كانت فيه كما تروي التقاليد منجرة يوسف، زوج مريم، أم يسوع، كما تنسب بعض التقاليد المكان لبيت يوسف.[75] قضى يسوع المسيح في هذه الكنيسة حياته الخفية، وحول اليهود المتنصرين هذا المكان إلى كنيسة منذ الأيام الأولى.[72] ثم شيد البيزنطيون "كنيسة الرعاية" وفيها اكتشفت آثار بئر عام 1914، لكن بعد الفتح الإسلامي للشام تحولت الكنيسة إلى بيت سكن إلى أن جاء الصليبيون فشيدوا مكان البيت كنيسة كبيرة، لكنها عادت بيت سكن بعد رحيلهم.[72] اشترى الفرنسيسكان كل البيوت العربية في الناصرة عام 16000، وأعادوا بناء الكنيسة، ثم رمموها عام 1914.[72] أقيمت هذه الكنيسة الفرنسيسكانية ذلك العام فوق بقايا كنائس أكثر قدمًا وهي تقع في باحة بازيليكا البشارة.[75] في القبو (الطابق السفلي للكنيسة) يمكن رؤية بئر مياه قديمة، لوحات فسيفسائية، مغر ومخازن للغلال من بقايا الناصرة القديمة في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد.[75] إحدى المغر استعملت، حسبما تروي التقاليد، كمحل عمل ليوسف النجار. وهذه الكنيسة أيضا مثلها مثل كنيسة البشارة لللاتين، بنيت في مكان كانت فيه قرية الناصرة في فترة يسوع. في هذه الكنيسة يمكن ملاحظة الجذور اليهودية للمسيحية: في الماضي، قبل المصلون المسيحيون فرض العماد اليهودي وبنوا في الكنيسة بركا لهذا الغرض.[75]
كنيسة البلاطة
كنيسة البلاطة من الداخل
هذه الكنيسة القديمة التابعة للرهبان الفرنسيسكان، تقع في وسط المدينة وهي لا تستقبل الجمهور اليوم. صار المكان مطلوبًا لدى الحجاج ابتداءً من القرن السابع عشر بسبب صخرة حجرية كبيرة التي اعتبروها المائدة التي تناول عليها يسوع وتلاميذه الطعام. يُشار إلى أن هناك صخرة حجرية أخرى المائدة المشهورة موجودة في كنيسة القديس بطرس على ساحل بحيرة طبريا. وهكذا صرنا نجد في البلاد كنيستين باسم "منزا كريستي".[76]
المائدة، المصنوعة من الحجر الجيري رُممت طوال السنوات بسبب عادة المؤمنين المسيحيين أن يأخذوا منها قطعا تذكارية وأن ينقشوا أسماءهم عليها. بهدف حماية الحجر أحيطت المائدة بحزام حديدي أزيل في عام 1645 من قبل المسلمين. بعض الحجاج أشاروا حتى ابتداء من عام 1659 إلى علامات جسم يسوع التي انحفرت في الحجر. في نهاية القرن الثامن عشر أقيمَ في المكان مصلى وفي عام 1861 بُنيت الكنيسة من جديد وصارت تقام فيها القداديس بصورة منظمة.
كنيسة يسوع الشاب (السالزيان)
كنيسة السالزيان من الخارج
تُلقب أيضًا بـ"لؤلؤة الناصرة"، تقع على أعلى قمة في غرب المدينة ويمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة تشكل نقطة بداية لرحلة مشي على الأقدام تنزل إلى السوق ومركز المدينة. الكنيسة، التي دُشنت في عام 1923، بنيت بأسلوب رومانسكي (أسلوب في التصميم المعماري من القرن الثاني عشر كانت بدايته في فرنسا) مع ساحة أعمدة واسعة حسب نموذج لكنيسة في فرنسا. على سطح الكنيسة تمثال رائع ليسوع الشاب، الفضاء الهائل للبازيليكا، وإمكانيات السمع والزجاج الملون المدهش الذي يخلق عرضًا ضوئيًا زاهي الألوان يضفي أجواء مقدسة مثيرة وتجعل من الكنيسة موقعًا مفضلا لإقامة الحفلات المقدسة. لوحة يسوع الشاب، المعلقة فوق المذبح، يتمشى في تلال الناصرة، تزيد من الشعور بالقداسة.[77]
كنيسة القديس انطون (الموارنة أو المارونية)
تقع في حي اللاتين بجوار "منزا كريستي"، وقد انتهى بناؤها عام 1774 بعد الحصول على موافقة الشيخ ظاهر العمر الزيداني وأُطلق عليها اسم القديس انطونيوس. قرب الكنيسة تلة يبلغ ارتفاعها حوالي 6-77 أمتار وهناك من يقول إن يهود الناصرة أرادوا إلقاء يسوع منها بالذات. مؤخرًا، بنيت كنيسة مارونية جديدة لكن أبناء الطائفة يواصلون الاعتناء بهذه الكنيسة. الطائفة المارونية في الناصرة موجودة منذ أيام فخر الدين المعني الثاني من عام 1620. عدد أبناء الطائفة اليوم حوالي ألف شخص.[78]
الكنيسة المارونية الجديدة
الكنيسة المارونية الجديدة
تقع بجوار دير يسوع الشاب، بنيت مؤخرًا من أجل تلبية احتياجات العبادة لدى أبناء الطائفة المارونية في الناصرة. المارونيون هم كاثوليك يطلق عليهم اسم مارون الذي تنقل في المنطقة، وقدم المواعظ للسكان وجمع حوله طائفة من المؤمنين. اليوم، يقع المركز الماروني في لبنان، مقر البطريرك الماروني. في الناصرة نجد اليوم حوالي 1000 ماروني. في الكنيسة الجديدة يمكن مشاهدة عرض فني لتماثيل ورسومات للفنانين الإيطاليين Tese وLamagna الذين يصفان الخوف الأم: حرب، مخدرات وموت.[79]
كنيسة يسوع الأنجيلية
معروفة أيضًا باسم "كنيسة يسوع" أو "كنيسة المخلص". في عام 1861 زار الناصرة بحارون بريطانيون، وعندما لم يجدوا فيها كنيسة توجهوا إلى رئيس الكنيسة الإنجيلية فيإنجلترا للتذمر وطالبوه بإقامة كنيسة. بعد ذلك بعام واحد، في عيد الفصح زار الناصرة الأمير إدوارد أمير ويلز وتبرع لبناء الكنيسة، فقامت "الشركة التبشيرية الكنسية" ببنائها وتم تدشينها عام 1871. وقد بذا الكاهن السويسري جوزف تسيلر، الذي خدم الرعية طوال حوالي عشرين عامًا، قصارى الجهود لتنفيذ هذا المشروع. بنيت الكنيسة بأسلوب عمارة قوطية جديد حسب تخطيط المهندس السويسري شتدلر.[80]
كنيسة سيدة الرجفة ودير كلاريس
من المرجح أن هذه الكنيسة هي نفس الكنيسة التي كانت قائمة في القرن الثاني عشر وهي ملك للراهبات البندكتيات.[81] بُنيت كنيسة "سيدة الرجفة" الأولى، كما يبدو، في الفترة الصليبية، في المدخل الجنوبي للمدينة على تلة تسمى "جبل الخوف" أو "تلة الزلزال" أو "دير البنات".[82] وقد دمرت الكنيسة في القرن التاسع عشر فبنى الفرنسيسكان كنيسة جديدة في المكان عام 1876.[82] يقع قرب الكنيسة دير كلاريس المسمى أيضا "نوتردام دي لابراوة". صار هذا الموقع مقدسا، لأنه كما تروي لتقاليد، عندما علمت مريم بأن سكان القرية سيلقون ابنها يسوع من فوق الجبل إلى الهاوية سارعت إليه وعند الوصول إلى هذه التلة أصابها خوف شديد.[82]
كنيسة قصر المطران (سيدة الرجفة الأرثوذكسية)
كنيسة قصر المطارن الأرثوذكسيّة
أقام الأرثوذكسيون كنيسة صغيرة مُقابل كنيسة "سيدة الرجفة"، على قمة الجبل في القسم الجنوبي الشرقي لمدينة الناصرة. في هذا المكان، كما تروي التقاليد، وقع حدث "سيدة الرجفة". تم ترميم الكنيسة وهي اليوم مفتوحة امام المصلين والزوار. بنيت الكنيسة في عام 1862 من قبل سيدة روسية تدعى ماريا كيسليفيه لذكرى سيدة الرجفة على مصير ابنها في الحادث الذي حاول السكان اليهود في الناصرة إلقاءه من قمة جبل القفزة. إلى جانبه، أقيم المنزل الصيفي الخاص بالأسقف اليوناني الأرثوذكسي وحاشيته. الكنيسة والمنزل الصيفي مهملان اليوم، لكن ما زلنا نستطيع ملاحظة بقايا رسومات القديسين.[83]
مساجد المدينةعدل
الجامع الأبيض
مدخل الجامع الأبيض في الناصرة
الجامع الأبيض هو أحد أبرز معالم الناصرة، وهو أول مسجدللإسلام في الناصرة.[84] تأسس المسجد في الناصرة على التقوى والصلاح في أرض مباركة ليكون مركزًا لصلاة المسلمين ودار ندوة وعلم وصلاح لهم، فهو يثبت العقيدة عند المسلمين وهذا يعكس الأثر في بناء مجتمع يقوم على الإيمان وليس على المظاهر وليكون منطلقًا للعلم وللعقيدة، وللفكر الإسلامي وذلك بتطبيق التعاليم وبتنفيذ الأوامر إذا كان ذلك بالاجتماع على الهدى أو بالسجود والركوع وبمتابعة أقوال وأعمال النبي محمد.[84] وتحول مع مرور الوقت إلى مركز ثقافي وديني مهم في حياة مدينة الناصرة، عدا كونه مكانًا للعبادة للمؤمنين المسلمين تقام فيه نشاطات تعليمية وثقافية، وكان مركزًا لإدارة الشؤون المدينة، حيث عملت فيه محكمة ومدرسة.[85]
أُقيم القسم الأول من المسجد عام 1785 في أيام حاكم عكا أحمد باشا الجزار. وقد كلف الشيخ عبد الله النيني مهمة البناء وإدارة شؤون سكان الناصرة والمنطقة. بسبب معارضته للحكم المصري في عهد محمد علي خلال التمرد من عام 1834 نفي النيني إلى مصر حيث تعلم في الأزهر. صار النيني أحد رجالات الدين الهامين بحيث أطلق عليه اسم الفاهوم، وهي العبارة التي تشير إلى العقل والفطنة والحكمة. تقديرًا له دفن عبد الله الفاهوم في الجانب الغربي من المسجد. منذ ذلك الحين وحتى اليوم فإن الجامع الأبيض هو وقف عائلي يُدار وتتم صيانته من قبل عائلة الفاهوم. في السنوات الأخيرة رُمم المسجد وتم تحسين مظهره الخارجي والمنطقة المحيطة به. كذلك، يوجد في المسجد مُتحف صغير يحتوي على مستندات وسجلات نادرة.[86]
مسجد السلام
هو أحد أحدث المساجد في الناصرة.[87] وأول من فكر في بناء هذا المسجد هم أهل الحي الشرقي، أكبر الحارات الإسلامية في الناصرة.[87] يقع المسجد إلى الشرق من شارع بولس السادس، الذي يشكل الشارع الرئيسي في المدينة. اتفق أهل الحي الشرقي المسلمون المؤمنون في اجتماع عام 1960، على جمع تبرعات لبناء مسجد جديد في الناصرة.[87]
مسجد النورعدل
يقع في حي بير أبو الجيش وقد تم اإنشاؤه عام 1978.
مسجد بلالعدل
يقع في حي الصفافرة وقد تم إنشاؤه عام 1981.
مقام الشيخ عامر
هو قبر مقدس يطلق عليه اسم الشيخ عامر الدين ويقع بجوار الكنيسة الإنجيلية. أقيم المبنى الذي في الموقع عام 1911 من قبل حسين بك أباظة الذي كان موظفا تركيا في الناصرة. حسب التقاليد المحلية كان عامر الدين شقيق شهاب الدين. وقد حارب عامر الدين إلى جانب خاله صلاح الدين ضد الصليبيين واستشهد دفن في الناصرة.[88]
معالم أخرىعدل
عين العذراء
هي نبع ماء الموجودة بساحة العين في مدينة الناصرة.نسبت هذه العين إلى مريم العذراء المباركه لانها كانت تستقي الماء للشرب منها وبحسب تقليد القرن الأول ان الملاك جبرائيل بشر مريم العذراء على العين اولا وهي تملا جرتها ثم اتم البشاره في بيتها. في عهد الصليبيين عندما بنيت الكنيسة الأرثوكسية فوق عين العذراء, منع الناس من دخول الكنيسة. للسقاية لتلافي التشويش على المصلين وحفاظا على قدسية الكنيسة.فأجروا الماء في قسطل إلى خارج الكنيسة. ولكثر أهميته تكون شعار البلدية من صورة العين.[28]المسكوبية
مبنى كبير ورائع يقع على بعد حوالي خمسين مترًا فقط إلى الغرب من نبع مريم. أقامه الروس في العام 1904 حسب تخطيط المصمم المعماري الألماني شوماخر وكان بمثابة مضافة للحجاج الروس الذين قامت أعداد كبيرة منهم بزيارة مدينة الناصرة.
يُستعمل المبنى اليوم كمحطة للشرطة والبريد في المدينة.مقام النبي سعين
النبي سعين هو مكان فيه مقام مقدس عند المسلمين، يقع هذا المقام في أعلى نقطة من مدينة الناصرة، على جبلها الشمال الغربي، ويرتفع 450 متر عن سطح البحر.[89] لقد نُسب الجبل الذي يقع عليه مسجد النبي سعين للمسجد، فيقال جبل النبي سعين.[89]
الثقافة والتعليمعدل
- مقالات مفصلة: ثقافة فلسطين
- التعليم في فلسطين
- التعليم في إسرائيل
منزل آل المطران.
مركز الثقافة والفنون.
اشتملت الناصرة في أوائل عهد الانتداب البريطاني على عدد من المدارس، منها اثنتان للحكومة ومدرسة للكاثوليك العرب وعدة مدارس للإرساليات المسيحية الأجنبية. وكان فيها دار المعلمين الروسية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، وهي من أهم المدارس الفنية في المدينة آنذاك. بين السنوات 1942 و 1943، ضمت الناصرة ثلاث مدارس حكومية، اثنتين للبنين وواحدة للبنات. أما المدرستان الاخريان للبنين والبنات فهما ابتدئيتان كاملتان. وقد بلغ مجموع المدارس الخاصة والتي جميعها مسيحية 11 مدرسة وذلك في عام 1943. كانت الحياة العلمية خلال العصر العثماني والإنتداب البريطاني في الناصرة راقية، حيث ظهر أثرها في مستويات الأهالي الثقافي العالي، فقد ساهمت الناصرة في تخريج جيل مشهور من المتعلمين والمثقفين والأدباء. بعد قيام دولة إسرائيل، شكّلت الناصرة المركز الثقافي والعلمي والأكاديمي لعرب 48، جنبًا إلى جنب مع كفرياسيف والرامة وحيفا.
تُعتبر المدارس المسيحية الكاثوليكية خصوصًا في مدينة الناصرة اليوم، من أفضل المدارس في الوسط العربي الإسرائيلي، وتحتل مراكز مرموقة، وهي تسعة ويتلقى العلم فيها أكثر من نصف الطلاب الثانويين في الناصرة والقضاء وهي: المدرسة الإكليركية "المطران"، مدرسة راهبات مار يوسف، المدرسة المعمدانية "الأمريكان"، وتحتل هذه المدراس الثلاث أولى مراتب أفضل مدارس عربية. هناك أيضًا: مدرسة المسيح الإنجيلية، مدرسة راهبات المُخلّص ومدرسة التيراسنطة وهي من أقدم المدارس في فلسطين التاريخية وأيضاً مدرسة راهبات الفرنسيسكان، مدرسة راهبات السالزيان ومدرسة السالزيان الصناعيّة "دون بوسكو" بالإضافة الى مدرسة الواصفية الإبتدائية. يُذكر أنّ هذه المدارس والمؤسسات المسيحية يتلقى فيها العلم طلاب من كافة الطوائف والأديان.[58]
مركز مريم العالمي.
تَشهد الناصرة في الفترة الأخيرة، وعلى الأدق منذ سنة 2000، مبادرات ومحاولات عديدة لتنشيط الحراك الثقافيّ فيها، وتفعيل مؤسّسات ثقافيّة، أكثر من الفترات السابقة بإستثناء فترة السبعينيات.[90]
من جهة أخرى، أصبحت النّاصرة منذ عام 1980 مركزًا إعلاميًا بارزًا، فبعد أن أُغلقت جميع الصّحف الفلسطينيَّة أبوابها بعد النكبة (باستثناء صحيفة "الإتحاد" التابعة للحزب الشيوعي، والتي أسسها توفيق طوبي عام 19444 واستمرت بالصدور في حيفا)، أخذت تصدُر في الناصرة صحف أسبوعية، وكان أولها صحيفة "فينوس". من الجدير بالذكر أن جميع الصحف الحالية تصدر يوم الجمعة من كل أسبوع، باستثناء صحيفة الميدان التي صدرت يوم الخميس، وصحيفة "العين" التي تصدر بشكل غير منتظم خلال يوم الأربعاء من كل أسبوع. وهناك صحيفة أخرى أخذت تصدر في الناصرة منذ عام 1999 وهي صحيفة "حديث الناس" ، وقد كان لها شعبية كبيرة في الفترة الأولى من صدورها، ثم أخذت بالتراجع. وقد تأسست في الناصرة عدة جمعيات ثقافية كدار الثقافة والفنون، جمعية الثقافة العربية، وجمعية الناصرة للثقافة والسياحة، المؤسسة عام 1999 التي قامت ببناء خطة لرفع مكانة المدينة اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا.[91] من جهى أخرى، أُطلق على أحد المراكز الثقافية المدينة مؤخرًا اسم "مركز محمود درويش الثقافي" تخليدًا لذكرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وقد تم في السنوات الأخيرة تطويره بشكل راق. ويضم بالإضافة لمنصة المسرح والقاعة، قاعة جاليري للفنون التشكيلية.[92]
إن أكثر ما تفتقر إليه الناصرة من المقوّمات الثقافية حاليًا، بالإضافة إلى افتقارها المتحف الوطني والمسرح القومي ودور السينما، هي الجامعة، فقد عارضـت الدولة العبريّة بعناد أي محاولة لتأسيس جامعة عربية في الناصرة، من منطلقات سياسية قومية، مدركة الأهميّة الحاسمة للجامعة في بناء الذات القوميّة والنخب الفكرية والأكاديمية.[90]
ويُلاحظ المتتبع للمشهد الثقافي الفلسطيني العام، المساهمة الجليّة للمبدعين النصراويّين، ممن ولدوا فيها أو ممن قدموا إليها وعاشوا فيها. وقد يكون الحضور النصراويّ هو الأبرز في مجال السينما الفلسطينيّة عمومًا، كالمخرجون. بالإضافة إلى عدد كبير من الأسماء في مجال الأدب والشعر والموسيقى.[90]
الرياضةعدل
شعار نادي أخاء الناصرة.
تُعد كرة القدم الأكثر مُتابعة رياضيًا من قبل سكان الناصرة. ويُعتبر فريق ماكابي آخاء الناصرة الفريق المحلي للمدينة والذي يلعب في دوري الدرجة الثانية فيس إسرائيل. كما تحوي الناصرة ملعبًا يُدعى ملعب عيلوط، والذي يُمكن أن يستوعب حوالي 5,000 متفرج، والذي يلعب فيه النادي أساسًا.[93] وقد تأسس النادي في عام 19677، ويُعد واحدًا من أهم الأندية الرياضية العربية في إسرائيل.[94] من جهة أخرى، للنادي فريق يلعب كرة السلة بالإضافة إلى عدد من النوادي الأخرى.[95] ويقع في الجزء الغربي من المدينة، مركز ثقافي ورياضي كبير مع مجمع ملاعب لكرة المضرب(التنس).[96]
الصحةعدل
مستشفى العائلة المقدسة وهو من أقدم مستشفيات الناصرة.
تتواجد في مدينة الناصرة ثلاث مستشفيات. وقد شكلت الناصرة قبل عام 1948، مركز صحي لقضاء الناصرة، إذ لم تحو المنطقة مستشفيات باستثناء الناصرة، بُنيت هذه المستشفيات من قبل مؤسسات مسيحيَّة تبشيرية.[58]
يُعتبر مستشفى العائلة المقدسة أو المشفى الإيطالي أوالمشفى النمساوي أقدم هذه المشافي، إذ بنى سنة 1881 بناه رهبان يوحنا عبد الله المتخصصين في المجال الصحي، أُطلق على المشفى اسم المشفى النمساوي كون الرهبان الذين أسسوه كانوا من النمسا، اما اليوم فيدير المشفى راهبات إيطاليات. أصبح المشفى سنة 2012 مشفى جامعي يعود لكلية صفد الطبية.[58]
تأسس المستشفى الفرنسي أو مستشفى القديس منصور دي بول سنة 18988 على يد الراهبه "ليوني سيون" المسؤوله عن مؤسسات "راهبات المحبة" في الأرض المقدسة. بدأ المستشفى متواضعًا بأربع راهبات في بيت مستأجر زُوّد بسبعة عشر سريرًا ومستوصف صغير. وكانت الراهبات يقمن بزيارة البيوت في الناصره والقرى المجاورة. وأمام ازدياد المرضى، قامت الراهبة "فوران"، خليفة الراهبة "سيون" بشراء أرض فسيحة لبناء مستشفى عليها.كان عدد سكان الناصره آنذاك نحو 6,000 نسمه. شهد المستفى آخر سنوات الحكم العثماني (1898-1918) وعايش الانتداب البريطاني (1918-1948) وعايش قيام دولة إسرائيل منذ سنة 1948. في ايام الحكم العثماني، كان لا بد من حماية سيسايه اجنبيه حيال اطماع الموظفين الاتراك. لذلك طلبت المؤسسات الكاثوليكية الفرنسية حماية قنصل فرنسا، ولذا دعي مستشفى الناصره الجديد "المستشفى الفرنسي" أو "مستشفى القديس منصور دس بول".
أسست المنظمة التبشيرية البروتستانتية المشيخية"الجمعية الطبية التبشيرة ادنبرة" أو مستشفى الناصرة ا.م.م.س ما يُعرف بإسم المتسشفى الإنكليزي سنة 1924 والذي يقع في جنوب غرب المدينة، وأقيم إلى جنب المستشفى مدرسة للتمريض تأسست في عام 1924، وتمنح عند التخرج للطلاب شهادة من وزارة التعليم والتي تؤهل الطلاب لامتحان الرخصة للعمل في مجال التمريض.[97]
السياحةعدل
الاحتفالات في عشية عيد الميلاد.
- مقالة مفصلة: السياحة في فلسطين
للناصرة أهمية دينية خاصة كما لغيرها من مدن فلسطين التاريخية المقدسة كالقدس وبيت لحم والخليل، ففيها 24 كنيسة وديرًا وعدد من المتاحف الدينية. وتضم كذلك بعض المساجد وأضرحة الشهداء والصالحين حسب المعتقد الإسلامي. وأبرز معالم المدينية التاريخية الدينية كنيسة البشارة التي تقوم على الموضع الذي بُشرت فيه مريم بانها ستلد يسوع المسيح حسب المعتقد المسيحي. وتقع الكنيسة على مقربة من حافة الجبل المطل على مرج ابن عامر. وكان اليهود قد حاولوا أن يلقوا بيسوع من فوقه إلى أسفل. وهناك كذلك كنيسة القديس يوسف التي أقيمت مكان بيت يوسف النجار وحانوته وكنيسة البلاطة أو مائدة المسيح، وكنيسة سيدة الرحمة، وكنيسة المجمع، وعين العذراء. جذبت أهمية الناصرة الدينية أنظار العالم المسيحي، فأخذ يأمهّا الآف الحجاج المسيحيين والسياح سنويًا لزيارة البقاع المقدسة والتاريخية.[98]
الناصرة الرسميةعدل
مبنى سرايا الناصرة.
تحوي الناصرة عدد من المباني الرسمية، منها ما هو تراثي يعود إلى الحقبة العثمانية في فلسطين. من أهم تلك المباني هو سرايا الناصرة، وهو مبنى حكم تاريخي هام من الفترة العثمانية، تم بناؤه حوالي عام 17400 من قبل حاكم الجليل ظاهر العمر، الذي اتخذه منزله الخاص وكمبنى الحكم العثماني، حيث أشرف منه على الأمن في مرج ابن عامر. وقد ضم المبنى اسطبلات ومعتقلا. وقد أصبح المبنى مقرًا لبلدية الناصرة بعد النكبة عام 19488 حتى بداية تسيعينيات القرن العشرين، إذ انتقل مقر البلدية إلى مكان آخر في المدينة.[28]
رؤساء بلديةعدل
مر على الناصرة منذ إنشاء أول بلدية فيها في نهاية القرن التاسع عشر، عدد من رؤساء البلدية، كان منهم 9 بعد تأسيس إسرائيل عام 19488، بالإضافة إلى لجنتين مؤقتتين في فترتين مختلفتين.
توفيق زياد، شاعر فلسطيني ورئيس بلدية الناصرة الأسبق.مدن شقيقةعدل
الاسم الفترة يوسف محمد علي فاهوم 1948-1954 أمين سليم جرجورة 1954–1959 سيف الدين زعبي 1959–1965 عبد العزيز الزعبي 1965–1966 لجنة 1966–1967 موسى كتيلو 1967-1971 سيف الدين زعبي 1971-1974 لجنة 1974-1975 توفيق زياد 1975-1994 رامز جرايسي 1994-2014 علي سلاّم 2014-الآن
اسم البلدية على أحد شوارعها.
الناصرة متوأمة مع المدن التالية: