السلام عليكم ... تحية طيبة
اليوم نتجة صوب مدينة التاريخ ومدينة العلم والعلماء ..
المدينة التي التي فيها أقدم شريعة على الارض حيث مسلة حمورابي ..
ضيفنا طالما عرفناه بقلمه الساحر واحساسه الجميل
يكتب الشعر بسمفونية الابداع على وتر يهمس القلب همساً ..
أنه الشاعر الجميل ثامر الحلي
السلام عليكم أستاذنا العزيز .. اليوم نتشرف بحضورك معنا لهذا اللقاء الممتع .. أهلاً بك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بدءاً أتقدم بجزيل الشكر وَ التقدير للاخ الكريم الاستاذ ضياء المالكي على استضافتي بينكم
- ربما الكثير منا لايعرف البطاقة الشخصية لثامر الحلي ؟
أنا من مواليد مدينة الحلّة وهيَ إحدى مدن الفرات الأوسط فهيَ إضافة لموقعها الجغرافي وقربها من بغداد إلا أنّها وسطيّة من حيث تنوّع سكّانها وتنوّع مذاهبهم وحتى اللهجة المحليّة الدارجة والتي تميل كثيراً إلى اللهجة البغدادية فأنا أرى تلكَ الوسطية أصبحت قريبةً منّي إلى حدّ ٍ كبير سواءً بترتيبي العائلي من بينَ أخوتي وأخواتي باعتباري الولد الخامس بين تسعة إناث وَ ذكور أو من خلال وسَطيَتي في التعامل معً الآخرين ونظرتي للأمور وجزءاً منها قراراتي .
تحصيلي الدراسي خريج المعهد التقني قسم الألكترونيك
موظف حكومي في هيئة غير مرتبطة بوزارة
أمارس مهنة الصحافة لمؤسسة ثقافية عراقية
حصلت على شهادات شكر وتقدير وأوسمة عديدة
أواظب الكتابة في صحف ومراكز ثقافية ألكترونية وغير ألكترونية
عضو في اتحادات ومنتديات ثقافية وأدبية
- من هو ثامر الحلي ؟
ثامر الحلّي هوَ الانسان قبل أي انتماء آخر وَ هوَ الأب والزوج و المكافح وهوَ العراقي الذي كابدَ الأمرّينِ وواكبَ الأحداث منذ حرب الثمانينيات إلى يومنا هذا ، وهوَ الودود ، وَ الانطوائي وَ الذي لايحكم على الآخرين من خلال نظرة واحدة أو من خلالِ كلام عابر ويمتلك الفراسة في قراءة الأفكار والخواطر بكلّ من يلتقيهم ، لايحبّ التدخّل في شؤون الغير ، مخلص لأهله ولأصدقائه ، ومن يكافئه بواحدة يردّها بعشرة ، يحترم الكبير والصغير والغني والفقير ، مبذّر نوعاً ما ، متواضع ، قنوع .
-برأيك متى يطلق على الكاتب لقب كاتب ؟
حينَ يحمل رسالة وَتكون أدواته حاضرة وَيكتب بصدقٍ وَ يكون قلمه مدعاةً لتصحيح الأفكار السلبية وحينَ يحمل هموم الوطن على كاهلهِ ويكون سبباً لانطلاقة الذينَ وَجدوا ضالتهم بما يكتب وخاصةً شريحة الفقراء والمغيّبين ، وحينما يكرّس فكره في خدمة المجتمع والإنسانية وَ يترك في الأذهان صوراً وَ معاني مشرقة وحافزاً لذوي الطموح ، فالكاتب الجيّد يعرف مكامن العلّة وَ يعرف في أيّ سطرٍ سيَضَع البلسم لها ، نجيب محفوظ كانَ يركّز في كتاباتهِ على تلكَ الشريحة وكذلكَ الروائي الانكليزي جارلز ديكنز التي شكّلَت رواياته منعطفاً وَتغييراً كبيراً في مسيرة الجماهير ، فالذينَ هم بحاجة إلى الأمل والتغيير هم شريحة المضطهدين والبؤساء وَ المغيّبينَ على عكس من يختصّ بكتاباته شريحة النبلاء ويتناول سيَرهم .
- بمن تأثر ثامر الحلي من الكتّاب والأدباء ؟
تأثّرت بالقاص العراقي محمد خضير وبالشاعر الكبير بدر شاكر وبالروائي نجيب محفوظ وَ إحسان عبد القدوس وبالروائي الانكليزي جارلز ديكنز
- تحصيلك الدراسي يختلف تماماً عن ما أنت عليه اليوم ؟ كيف مزجت هذه بهذه ؟
الأنسيابية حكمَت عليّ بأن أدخل إعدادية الصناعة ، فكنت أتمنّى أن يتمّ قبولي في الإعدادية الأكاديمية لأحقّق حلمي في الفرع الأدبي لكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن .
- يقال أن الناقد هو الشاعر الذي فشل في تجربته الأدبية ؟ مارأيك بهذه المقولة ؟
لا طبعاَ فالناقد كأن يكون شاعراً أو قاصّاً أو مسرحياً أو ضمن مجال المقالة هوَ يمثّل شريحة أدبية معيّنة ويدور ضمن فلكها ، الناقد يحكمه التذوّق الشخصي وَ مزاجه النفسي فالرؤية الذاتية للناقد لاشكّ إنها تتولّد من إبداع وَتمرّس في الشعر فالنصّ بحاجة إلى الجاه دائماً وهذا الجاه لا يأتي إلا على يد الناقد .
- متى يكتب ثامر الحلي ؟ وماهي أجواء الكتاب عنده ؟
حينَ يعمّ الهدوء التام وَيتوفّر المزاج أسافر بصحبة سجائري في رحلة السعادة ، حيث تكون متعة حقيقية تشاطرني فيها ابتساماتي وَ دموعي حسب ماتصوًره لي الذاكرة من مشاهد يوميّة تأثّرت بها ، أحياناً تفشل الرحلة وأعود أدراجي من حيث انطلقت وَالألم يعتصرني لكوني لّم أكن موفقاً في إتمام رحلتي للنهاية فأشعر بالتقصير الكبير لأنني خذلت نفسي وَخذلت قرّائي .
-لو لم يكن ثامر الحلي أديباً ماذا سيكون أذاً ؟
سأكون فيلسوفاً .. رغمَ انّ الأدب يعني ليَ الكثير ، فهوَ يعني الطفولة والذكريات الجميلة فعلاقتي معَ الأدب هيَ علاقة مبكّرة جداً فَمنذ سنّ الطفولة وَأنا موّلعاً بالمطالعة وَ بدرسِ الإنشاء في الابتدائية وَحينَ كنت أنتظر والدي (رحمه الله) وهوَ مقبلٌ علينا بأكياسِ من الخضراوات والفواكه ، فكانَ همّي الوحيد هيَ تلكَ الصحيفة المغروسة في أحد الأكياس ، فتراني أقلّب صفحاتها وأطالعها بشغفٍ بدءاً من أوّل صفحاتها وحتّى النهاية ، وخاصةً انّي كنت مولعاً بمجلّة (ألف باء) التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة والإعلام آنذاك والشبكة والصيّاد والراصد وغيرها إضافة لذلك فقد كانوا أصدقائي في مراحل مختلفة من حياتي يستعينونَ بيَ لأكتب لهم درس الإنشاء بالنيابة عنهم أوربّما طلب أو عريضة ، فهم كانوا معجبونَ بترتيبي للإنشاء وخاصةً إني أتمتّع بخط قوي ربما ورثته عن والدي (رحمه الله) .
- يقال أنك طائفي بأفراط عندما تتكلم عن حكام الخليج والعرب ؟
طبيعة الحكام العرب تذكّرني بمسلسل (بطيحان) التي كانَ يعرضها تلفزيون العراق في منتصف الثمانينيات آنذاك ، فَــ( بطيحان) اضافةً لكونهِ راعياً للأغنام فهو أيضاً تلكَ الشخصية البدويَة القاسية التّي تجتمع فيها كلَ صفات الغلظة وَ الصفاقة وَ الغلّ وَ نكران الجميل ، فهوَ كانَ يتظاهر بالبراءةِ وَ العفاف أمام من كانَ لهم الفضل بإيوائهِ واحتضانه وبنفسِ الوقت كانَ يدبّر لَهم المكائد ويقتنص نقاط الضعف منهم لاستخدامها لتحقيق مآربهِ الدنيئة إلى أن قامَ بتصفيتهم الواحد تلو الآخر ليستولي على مواشيهم وأملاكهم وَلكي يتسيّد الموقف على حسابِ كلّ شئ ، فالعراق كانَ بجيشهِ ومالهِ وأرضهِ في خدمة القضايا العربية برمّتها وخاصةً دول الخليج العربي التي لم يتوانى يوماً بنصرتها والدفاع عنها ، ولكن للأسف غدروا بهِ وطعنوه بخناجرِ عربية ، العراق هوَ شبيه الحسينِ عليه السلام حينَ طعنهُ العرب طعنة رجلٍ واحد .
- أول منتدى سجل فيه ثامر الحلي ؟
منتدى الرؤى في عام 2008 َ.
- يقال أن الأدباء والكتاب يتعكزون على مواقع التواصل الأجتماعي أكثر من وسائل الاعلام الرسمية ؟
الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي أسرع من غيرها للذينَ لايجدونَ مالاً لنشر أعمالهم الأدبية أو الذين لايملكونَ علاقات لاستضافتهم في حوارات او برامج أدبية .
- ماذا أعطاك منتديات درر العراق ؟
درر العراق أعطاني الصورة الجليّة عمّا يدور من أفكار وَ ميول وَ اتجاهات الشباب وانشغالاتهم اليوميّة ، لَم يعني لي انّهُ مجرّد عالمٌ افتراضي بل هوَ عالم الأفكار المطروحة حيث استفدت منه كثيراً دونَ أن أجهد نفسي بالبحث وَ التحرّي ، وكذلكَ أعطاني المتعة وَ الحصول على الخبر الجديد من مصادر متعددة وموثوقة دون الحاجة لتصفّح المواقع الإخبارية .
- صديق من دررالعراق تتمنى عوده مجدداً ؟
هنالكَ أصدقاء وَليس صديقاً واحداً أتمنى عودتهم للمنتدى مجدداً وعسى أن يكونوا بخير .
- لوحة بيضاء كبيرة تتوسط مدينة الحلة وطٌلب منك أن تكتب فيها شيئاً ؟ ماذا ستكتب ؟
الحلّة كلّها لوحة زاهية تعجُّ بالأحداثِ الكبار ، ففيها مختلف الديانات وَ المذاهب وَ فيها جذور العلم وَ الأدب وَ الثقافة وَهيَ الشاهدُ مابينَ الكوفة وَ بغداد وَ هيَ مهد الحوزة وَ مردّ الشمسِ وَ دار الغيبة الكبرى ، ومهد ابراهيم (ع) وَفيها بابل التأريخ وَعجائب الدنيا السبعة ، فيها الحارات العتيقة (عكد النصارى) وَ (عكد اليهود) وَ( عكد الأكراد) وَ الصابئة وَ الشيعة وَ السنة ، لَم أرى مدينة قد غصّ بها التأريخ كمدينة الحلّة .
- أي نص من نصوصك الشعرية هو أبنك الأكبر ؟
ما زلت متردداً لأفصحَ عنه ، فأخشى التسرّع بنشرهِ وَأنا أسعى لأن يكونَ مثالياً وَان يبقى عالقاً في ذاكرةِ القارئ دون أن أندم عليهِ يوماً .
- هل هناك فرق بين روح طفل وروح طقلة في قلب ثامر الحلي ؟
تجسّدَ الفرق في قصيدةٍ هزلية أسميتها طفلُ وَ طفلة :
الطفلةُ أرقى من الطفلِ
في البسمةِ وَ اللعبِ وَ الفعلِ
الطفلةُ تناجيَ أباها على وَلهٍ
وَ الطفلُ منكبٌ كالحمارِ على وجهٍ
الطفلةُ تَستقبلني بشغفٍ وَلطفٍ
والطفلُ بغيلةٍ وَ تكبّر وَ عنفٍ
الطفلةُ بَلسم الدارِ وَ سعادهْ
وَ الطفلُ رماد التنور وَ سواده
الطفلةُ تَنزع حذائي حينَ أحلّ
وَ تساعد أمّها في أمور المنزلْ
وَ تُهَدهدني حينَ قيلولتي
بلا كللٍ ولا مللْ
وَ الطفلُ قد عقدَ حاجبيه
وَ فرشَ فنخريه
وَ كأنّه ثوراً اِذ نظرتَ اِليه
وَ حينَ تَنظرُ اِليهِ باِستغراب
يَتملّككَ منه العجب العجاب
وَ ترتهب منه أيّ اِرتهاب
حينَ يشمّرَ عن ساعديهِ
ويَمدَّ يديهِ
بُني .. مابالكَ .. كن مهذّباً
وَ قبل أن يسألني ظننت أمراً آخراً
فينادي بصوتٍ أعوذ بالله منه
يتهدّدني ..
وَ يتوعدني ..
وَ يرمي بنيران فاهه بوجهي
كالتنّينِ
وَ يرفس الأرض بنفورِ
وَ يلّفُ على نفسهِ وَ يدورِ
الآن .. الآن
اريد ألف دينار
فيالَهُ من طفلٍ عار
بالأمسِ يطلب مني أمراً غريباً
أبي أبي أريدُ أن أتزوّج
تفاجآت بطلبهِ وَلذتُ بصمتٍ
فردّ عليَّ بقهرٍ
أهوَ أمراً معيباً
فَقلت له بهدوءٍ مصطَنعٍ
بُني أنتَ لازلت صغيراً
اِذن اِشتري لي درّاجة
نعم بني سأذهب غداً لسوق الدجاج
وأشتري لكَ دجاجة
أبي أبهذهِ السهولة
وضعت بدل الراء جيماً
لاتعجب يابني أمراً
فلكلّ شيء اِلّا وَلهُ حلّاً
- كلمة ختام ؟
ختاماً أهدي لكَ كلّ الشكر وَ التقدير أخي العزيز ضياء وَ للدرر الأحبّة الكرام
على استضافتي وَ تحيّة معطرّة أهديها لكم جميعاً .
تحية أجلال وأكبار لحضرتك أستاذنا العزيز ...
أما أنتم ايها الاحبة يتجدد اللقاء معكم مع ضيف أخر من نجوم الدرر
اللقاءات السابقة
لقاء صحفي مع Qas!m
لقاء صحفي مع دكتورة وطن