أسرار السعادة



السعادة هي النجاح الحقيقي


إن أمل كل انسان في هذه الحياة أن يعيش في سعادة، لا يهم كم سيبدل من جهد من أجل أن يكون سعيدا، ويظفر بهذا الشعور الثمين، فنحن عندما نريد الوصول إلا هدف معين أو تحقيق نجاح في حياتنا فإن الهدف الحقيقي من كل هذه الإنجازات هو أن نكون في سعادة حقيقية، نحن نعبد الله لنسعد، نعمل لنسعد، نصادق لنسعد، نجمع المال لنسعد، كلما نفعله هو ليس سوى إيمان منا بأننا بذلك نقترب من السعادة المنشودة، فنحن متى كنا في سعادة نكون قد حققنا النجاح السامي والهدف المنشود، فالسعادة بكل بساطة هي النجاح الحقيقي.




منبع السعادة القلوب لا البنوك


كل شخص منا له رؤية خاصة به عن السعادة ، كل انسان يراها من زاوية مختلفة ويلمسها من جانب مختلف، حتى الفلاسفة وكبار المفكرين يختلفون في تعريف السعادة، وفي تحديد أسبابها. إننا نخطء عندما نعتقد بأن الشعور بالسعادة رهين كليا بتحقيق أمور مادية وكنتيجة نجعل التعاسة مرتبطة بعدم تحقيقها، حيث نشعر بأن سعادتنا تتحقق عندما نحصل على شيء نظن أنه ينقصنا، ونحن في واقع الأمر لسنا في حاجة إليه، وغالبا ما يكون الدافع وراء الإعتقاد بإمكانية كونه سببا للسعادة، أننا وجدناه بين ممتلكات الآخرين فصرنا نود امتلاكه، وننسى ما لدينا من أمور قيمة قد لا يمتلكها الآخرون، وبدل الإستمتاع بما نمتلك، نرهق أنفسنا باشتياه ما لدى الآخرين، وكأن الآخرين في سعادة بسبب ممتلكاتهم.
إننا دائما ما نتطلع للمزيد، فهل حقا نكون صادقين مع أنفسنا، إذا حدث وامتلكنا ما نصيوا إليه، أننا لن نطلب غيره، أؤكد لكم بأن ذلك لن يكون، ستستمرون في طلب المزيد والمزيد، إن امتلكتم سيارة فاخرة، لن يدوم فرحكم بها طويلا، لأنه عندما ترون صديقا لكم أو جاركم قد اشترى سيارة جديدة وفخمة، فبالتأكيد ستتمنون امتلاكها، هذه الدائرة لن نخرج منها إلا بالرضى والقناعة بما كتبه الله علينا، فالسعادة ليست مرتبطة بالحصول على أشياء أو الحرمان منها أبدا، إن منبع السعادة هو القلوب لا البنوك.


السعادة إيمان، قناعة وعبادة


كثير من الناس يعتقدون أن سعادتهم تكون في جني المال والعيش في ترف، أو في السفر إلى مناطق بعيدة، أو هناك من يظن بأن السعادة في الزواج أو في العمل، كل هذه الأمور مهمة بالنسبة لكل فرد منا، مهمة بالنسبت لي وبالنسبة لك إلا أنها ليست منبعا للسعادة وإنما هي عوامل نستفيد منها عندما نكون في سعادة. عندما نحصل على شيء كنا نشتهيه سابقا نحس بأننا في سعادة، الحقيقة أن هذا الشعور يدعى بالسرور، لأن الشعور الذي انتابنا في تلك اللحظة هو شعور مؤقت ينتهي بانتهاء اشتياقنا وحاجتنا له، يريحنا ويشعرنا بالبهجة لمدة من الوقت. السعادة على غرار السرور شعور غير مؤقت أو لحظي لا ينتهي أبدا عندما ننتهي من الشيء، إن السعادة شعور دائم منبعه هو نحن، وليس شيءً آخر. إننا نحن من نقرر الشعور بالسعادة، إن آمنت بأنك تستطيع تسلق الجبال فأنت تستطيع ذلك. إن قوة الإيمان موجودة فينا جميعا إلا أننا لا نسخرها بالشكل الصحيح. يستطيع كل شخص كيفما كان وأينما كان أن يبلغ درجات عالية من السعادة، وإن الإنسان السعيد هو انسان محظوظ جدا، انسان يحبه الله فعلا، فقط آمن بذلك وسوف ترى النتائج بنفسك آمن الآن ولا تنتظر آمن بأنك سعيد آمن بإنك تمتلك كل شيء، ابعد عنك الأفكار الجحيمية، إن كنت حزينا فلا تبرر شعورك بسبب قلة في المال والرزق، لأنك وحدك المسؤول عن هذا الشعور قم بمحو الحزن من قاموسك، بدله بالسعادة والسرور، لا تقلق أبدا بسبب المال لأن لكل فلدة كبد رزقها على الأرض.
إن أكثر البلدان ثراء تعرف نسبة مرتفعة في الإنتحار وخير مثال على ذلك بلد السويد الذي يخصص أضخم ميزانية لأجل وزارة الشؤون الإجتماعية ورغم ذلك يعيش شعبها حالة قلق وضيق واضطراب يدفع فئة منها للإنتحار، كذلك مجموعة من الفنانين العالمييين الذين حققوا نجاحات مذهلة وجمعوا ثروات طائلة قد انتحروا، فالسعادة لم تكن ولن تكون أبدا مرتبطة بالمال، إن أردت أن تكون ثريا فما عليك إلا أن تكون قنوعا، وأول خطوة نحو السعادة كما ذكرت تبدأ بالقناعة، وأهم سبب لتحقيقها هي العبادة، فإن رسالة الإسلام أتت هداية للناس وتفريجا للكروب ونشرا للسعادة .