كثير من حالات الانتحار تزايدت بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة لعدة أسباب مختلفة منها تراجع الوازع الديني وكثرة الضغوطات النفسية الناجمة عن صعوبة الحياة.
فالمشاكل اليومية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أدت إلى تدهور نفسي للكثير من الناس ممن ضاقت بهم السبل وقرروا إنهاء حياتهم بأيديهم. الكثير من هؤلاء استعملوا محركات بحث مختلفة أشهرها جوجل للبحث عن أفضل وسيلة للانتحار. وبسبب كثرة مثل هذه الأسئلة، قررت العديد من محركات البحث المساعدة في التقليل من هذه الظاهرة.
كيف ساهمت محرك البحث جوجل على سبيل المثال يُساعد كل شخص يبحث عن طريقة للانتحار بتوفير رابط لتلقي المساعدة النفسية ويُزوِّد برقم مجاني يُحوِّل الشخص إلى خبراء نفسيين لتقديم يد العون على تخطي هذه الحالة، وذلك بعرض الرابط في مقدمة نتائج البحث أعلى الصفحة.
ويُمكن لجوجل أن يتعامل مع هذه الحالات عبر رصد أسئلة معينة تحتوي على مصطلحات مثل “انتحار”، “أريد أن أقتل نفسي”، “suicide”، “كيف أنتحر؟”، “أسهل طريقة لأقتل نفسي أو أنتحر”، وغيرها من الأسئلة التي قد يُوجهها شخصٌ ما إلى جوجل للبحث عن طريقة غير مؤلمة لإنهاء حياته التي يعتبرها تعيسة ومزرية.
كما يعمل جوجل على توفير موارد لمنع الانتحار بعد تحديد المنطقة التي يتواجد بها الشخص اليائس. حيث يعمل المحرك على تزويد هذا الشخص بأرقام هاتف وخطوط ساخنة مجانية للتعامل مع حالته بسرية تامة.
كما ويُوفِّر بعض المواقع التي تُساعد أشخاص عاديين على مساعدة من يرغون بالانتحار عبر الإنترنت.
جوجل ليست الشركة الوحيدة التي تتعامل مع حالات الانتحار وتُحاول تقديم المساعدة. فشركة أبل قامت في عام 2013م بإصدار تحديثات لتطبيق “سيري Siri” بعد ضغوطات من مستشارين يعملون في مجال حل الأزمات، وذلك بعد رصد حالة تحادثت مع تطبيق “سيري” مدة 10 دقائق عن رغبتها بالانتحار، وتعامل المجيب الآلي على مضض مع الحالة في النهاية بتزويدها بموارد عن الانتحار. بعدها أُجبرت شركة أبل على تغيير برمجة “سيري” بما يختص بأسئلة حرجة مثل أسئلة الانتحار.
ليست أبل فقط من تعلمت من أخطائها، بل شركات تكنولوجية أخرى فعلت الشيء ذاته. فقد أصبحت العديد من التطبيقات على غرار “سيري” توفر نصائح مريحة لأصحاب الفكر الانتحاري وموارد للعدول عن هذا الخيار.
موقع Bing يعمل على تزويد الباحث برقم منظمة شريان الحياة الدولية للحماية من الانتحار National Suicide Prevention Lifeline، إضافةً إلى رابط لموارد مباشرة تتضمن أرقام سريعة وخدمات نفسية.
نفس الموارد يُزوِّد بها موقع ياهو Yahoo عند البحث عن أسئلة مشابهة عبره. حيث يُزوِّد بأول ثلاث روابط برقم منظمة شريان الحياة الدولية للحماية من الانتحار لكن بطريقة غير مباشرة.
وكان موقع فيسبوك قد اتبع استراتيجية معيَّنة في طريقة التقليل من الرغبات في الانتحار لدى مستخدميه كيف يمكن لموقع فيسبوك أن يقلل من حالات الانتحار ؟
وعلى الرغم من كل هذه المحاولات لحماية الناس من الانتحار، إلا أن محركات البحث الشهيرة تحتوي على مقالات لطرق انتحار فعالة وبكفاءة عالية لكنها مُبرمجة بطريقة تجعل العثور عليها أمر صعب للغاية، إلا أنها في النهاية موجودة!
الحمد لله انو مخترع الكوكل مو عربي