اختبار واحد للرجال فوق سن الـ60 لتشخيص سرطان البروستاتا





قال العلماء إن من الممكن عن طريق تحليل عينة من الدم مرة واحدة لجميع الرجال فوق سن الـ 60 عاما معرفة ما إذا كان أي منهم يمكن أن تصبح حياته مهددة بسبب الاصابة بسرطان البروستاتا.
ولكن بعض الأطباء يعارضون الفحص المنتظم، ويقولون انه يؤدي الى تقديم العلاج الغير ضروري لعدد كبير من الرجال.
ومع ذلك، تقول الدراسة التي شرت في المجلة الطبية البريطانية إن اجراء الاختبار مرة واحدة فقط للرجال فوق سن الستين، يمكن أن يكشف عمن يحتاجون إلى مزيد من الفحوص منهم.
ورحب خبراء آخرون بنتائج الدراسة إلا أنهم دعوا الى مزيد من الأبحاث.
ويعتبر سرطان البروستاتا – وهي غدة بحجم الجوزة وتقع بالقرب من المثانة – أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى الرجال في بريطانيا، حيث يظهر أكثر من 35 ألف حالة جديدة سنويا.

أعراض قليلة واضحة

ويظهر سرطان البرستاتا عادة بعد سن الـ 60، ولا تظر سوى أعراض قليلة في كثير من الأحيان إلى أن يصل المرض إلى مرحلة متقدمة، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة.
ويمكن للأطباء فحص الدم لتحديد مستوى ما يعرف بـ"بي اس ايه"، وهو نوع من الأجسام المضادة التي تدل على استجابة الجسم لوجود الورم السرطاني.
ومع ذلك، يمكن أن يكون وجود هذا العامل أي الـ"بي اس ايه"، طبيعيا في الدم، أو يكون رد فعل لوجود ورم بسيط لا يهدد حياة الشخص.وهذا معناه أن يمر الرجال الذين لن يمرضوا أبدا بسرطان البروستاتا بالمزيد من الفحوص المؤلمة، والتي يمكن أن تكون ضارة مثل العلاج الإشعاعي أو الجراحة.ويبدو أن موضوعا واحدا من تلك التي نشرت في الدورية الطبية تؤكد ذلك، فقد وجدت أن الفحص الروتيني لتشخيص سرطان البروستاتا لا يقلل كثيرا من الوفيات الناجمة عن هذا المرض، في حين أنه يزيد من مخاطر "المغالاة في العلاج".
ومع ذلك ، فإن الدراسة الثانية، التي أشرف عليها البروفسور هانز ليلجا، من مركز سلون كيترينج التذكاري الطبي في نيويورك، تقدم نهجا بديلا.
لقد أجرى فريق الأبحاث اختبارا واحدا على جميع الرجال فوق 60 عاما، وقاموا بتقسيمهم إلى مجموعتين حسب نسبة الـ"بي إس ايه".
ووجد الباحثون أن الوفيات الناجمة عن السرطان بنسبة تسعة من أصل 10 أشخصا وقعت في الحالات الأعلى في هذه النسبة، في حين أن الذين لديهم مستويات منخفضة أو متوسطة كانت معدلات الاصابة بالمرض لديهم أو الوفاة قليلة للغاية.
فحص منتظم

وهذا يعني أنه يمكن أن يقال لأكثر من نصف الرجال حتى لو كان لديهم أورام في البروستاتا، إنه من غير المرجح أن تهدد حياتهم.
أما الفريق الآخر فتستمر متابعته بالفحص المنتظم.
وقال البروفسور جيرار اندريول، من كلية الطب بجامعة واشنطن، إنه في حين أن هذه النتائج تحتاج إلى اجراء مزيد من الاختبارات لمجموعات أخرى من الرجال، لا سيما من الجماعات العرقية المختلفة، إلا أنه في المستقبل يمكن عدم تعريض الرجال الطاعنين في السن أو الأقل عرضة للمرض لمزيد من الفحوص.
وقالت الدكتورة سارة كانت، من جمعية سرطان البروستاتا الخيرية، ان فكرة عمل اختبار واحد للرجال فوق سن الـ 60 فكرة "مثيرة للاهتمام"، ولكن اتفق على أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد نتائج هذه الدراسة.BBC