.
كانت الخامسة مساءا عندما مرت مجموعة من الفتيات احداهن كانت ذات رداء رمادي وتنورا طويلة تخط بالارض ...
حرك باب الصندوق المتداعي وخرج تحت سطوع الشمس ليرى النور الذي اقبل فهو لم يرى ذلك الوجه بقدر ما جذبه ذلك الخلخال حجلا تروق له العينين الواسعة لتحتضنه بقدر المنظر الخلاب الذي يعطيه في القدمين ..
يسر بقدميه ويترك اطباعا خلفهن .كان لون الحذاء ابيض مطرز بالاسود . احداهن تنظر للخلف فترى جذع شجرة . تتسائل من اين اتى تنادي عليها الاخريات ... مغرضا ومظهر التشهير استطاعت ذات الرداء الرمادي معرفة ذلك ..
اكره المقاطعة او اكثر شخصية تستشري انتقادي تلك التي انتظرت زوجها يعود من الحرب العالمية
وهي تعلم بانه اضعف من ان يكن جنديا ...
ذاات رمال غامسة تتخللها فوارق ومسافات
انحنى وهو يمسح تلك الخطوات عاد للوراء ان في يدها شيئا يلمع ربما خاتم ...
فسحة من الجذع قادرة على ان تبث كل ذلك الشعور ..
دعوة الرب ان اوفق في رسم شعار اللقاء على ثلاثة غيمات احداهن ستحمل تلك الرسمه ..
لوهلة يدير راسه ليرى احدهم يتحدث معهن انهن اكثر جراة منها ... اعطاهن دورق كبير وطلب منهن ملئه فاختارن الرمادية
عادت وهو مختبئ خرج من ذلك الجذع ليستند على شجرة بانتظار وصولها لتملىء الدورق ماء
في حنجرته كلام عالق ينظر ببرود هي ذات العينين الغزاليتان في غاية الرشاقة لا تحتاج سوى رجل انيق يقدر ذلك الخلق الذي ابدع فيه ربه
همهم بهمه ليت لو الشمس تخفي ضوئها وقتا قصيرا ... كنت ادعيت العمى
ذلك الوجه البيضوي البارز بتفاصيله يبني سقفا على عاتقك ويرغمني على البوح عاجلا ..
انها على مقربة من الجرف .. لملم حديثة وهيئا لسانه ..
هو كالمجنون يحسب بين اركان الشجرة
كانت كبيرة وهي تراقب ذلك دون انتباهه
ذات يدين مضيئتين بميلان وردي يتبعه قماش محاط بهن اكثر سحرا من ان يكون خيطا
ضاحكا مع نفسه .. يشهر بالارتباك
يسير نصف المسافة ويشعر بالارهاق لا تقف ليس لديك وقت للاستراحة .. ينطلق على مقربة هي انتهت من ملئ الدورق في ذلك الوقت تعثرت بعد خوفها فامسك الدورق ولم يتهشم .. كانت تحتها صخرة اجلسي قليلا سيدة كفي من الذعر ...
استرخي اعتذر ان اخفتك .. جئت فقط ل..... تقوم وتضع يدها على فمها فيتسائل ما الخبر ؟
ليدرك انها خرساء .. سبحانه من اودع ذلك الجمال في عقد اللسان .. سيدتي انا معجب بك ولا علاقة لي بما فيك .. بهدوء تنسحب مع ابتسامة على شفتيها .. انا مهذب يا سيدتي ساوصل معك هذا الدورق ونحدد موعدا نتحدث فيه من جديد ..
ان حديثها تكشفه الاوراق فقط ..
انها مخطوبة ... ربطت في عقد الحرب العالمية
لترى كم اماتت الحرب من اشخاص
ليس الجنود فقط .. بل حتى ارواح معلقة بالجنود .. محاطا بالاخضر تكتنفه قطعة اشبه بالفضة .. يتناول منديل ليمسح جبينه الذي اشتد به العرق ... لا خلاف في ذلك اكتبي لي شيئا
يقول لي انك سترجعين لي خبرا في حال جهوزيتك ...
هي نفسها تلك المراة التي كانت تطلب منه تزويدها بالماء ... ذات مرة
الا انها كانت مغشاة الراس
خضخض راسه وغناها لحنا
بانتظار ان ترجع مرة اخرى
رماد
2017.5.31