كانت بشعرها النّاريّ المرفوع كقبضةٍ في الأول من أيّار
و فمها الذي لا يكاد يُرى
و صندوقِ عرسها
الذي ترجع ملكيّتُه إلى خادمِ أو أميرٍ قرمطيّ
و الذي كان منظره يبعث الرّعب عند تجّار الخردوات
و يأنف حتّى المتسوّلون من لمسه أو النظر إليه
هي مجدي و عاري
وطني و غربتي
لبلابتي و جداري
تشرّدي و خيمتي
شهيقي و زفيري
و لذلك كنت دائماً بحاجة إلى صوت الرصاص
أو صمت العائلات المكسورة الجناح
كحاجة الطفل المريض إلى الدواء
لأستحق نقاهتي من سيئاتها و حسناتها
و كانت تعتقد أن مشاكل الإنسان و الحضارة و التخلف المستعصية
كالجبن
و الخوف
و الغيرة
و الحسد
ومشاكل الصحة و المرض و الركود الاقتصادي
و التلوّث و فوضى المرور و انخفاض مستوى المعيشة
يمكن أن تُحَلّ بباقة زهور
و اطراقةِ خجل أو حياء مع حمرة خفيفة على الوجنتين
أمام عتبة أي بيتٍ أو قريةٍ أو مدينةٍ أو قارّةِ مشتعلة الأوار
و مع ذلك ماتت و دٌفِنَت
و ليس على قبرها زهرةٌ واحدة
و لو صناعيّة...