وجد الباحثون أن التغير المناخي هو السبب في تناقص معدلات النوم والاضطرابات التي ينجم عنها التوتر وتراجع القدرات الذهنية ووظائف الدماغ.
ويشير الباحثون إلى أن تغير المناخ يمكن أن يعني المزيد من ليال النوم السيئ في المستقبل، حيث أن زيادة درجات الحرارة تجعل من الصعب تبريد الجسد البشري، وهو أحد أهم الشروط من أجل ليلة نوم جيدة، كما يمكن لليالي الدافئة أكثر من المعتاد في المستقبل أن تجعل الناس أكثر غضبا وخاصة في الأجزاء الشمالية والغربية من الولايات المتحدة، بحسب ما نشرته مجلة "Science Advances".
وقال الباحثون من جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا إن حوالي 50 إلى 70 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون بالفعل اضطرابات في النوم (وليس فقط بسبب الحرارة المرتفعة)، ويتسبب النوم القليل في أضرار صحية ينتج عنها تكرار الإصابة بالأمراض بسبب انخفاض أداء الجهاز المناعي، وتضارب الحالة المزاجية، وتوتر الأعصاب باستمرار، وتراجع القدرات الذهنية ووظائف الدماغ، فضلا عن خطر الإصابة بأمراض القلب.
ولتحديد كيفية تأثير تغير المناخ على النوم، قام العلماء بتحليل الدراسات التي أجرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بين عامي 2002 و2011، وكان أهم سؤال طرح خلال الدراسة التي استمرت 30 يوما، هو "كم عدد الأيام التي شعرت فيها أنك لم تحصل على ما يكفي من الراحة أو النوم؟".
واكتشف الباحثون أن درجات الحرارة الأكثر دفئا من المعدل المتوسط تزيد من عدد الليالي السيئة التي يبلغ عنها الناس وخاصة في فصل الصيف.
وقال الباحثون إن ارتفاع حرارة الأرض أثناء الليل درجة مئوية يؤدي إلى حرمان كل 100 إنسان من 3 ليال من النوم كل شهر، وهو ما يعني 9 ملايين ليلة سيئة من النوم كل شهر.
وبحسب الدراسة الجديدة يمكن أن يؤدي المزيد من الليالي الحارة إلى حرمان كل 100 إنسان من النوم لمدة 6 ليال من كل شهر عام 2050.
وتوقع البحث تناقص معدل النوم إذا استمرت التغيرات المناخية في زيادة حرارة الأرض ليصل إلى حرمان كل 100 إنسان من 14 ليلة من النوم كل شهر عام 2099.
وبالنظر إلى مدى أهمية النوم بالنسبة لرفاهية الإنسان، فإن ذلك يعني أن المزيد من الأمريكيين قد يعانون من مشاكل صحية مزمنة في المستقبل.