ليس لكِ زمانٌ حقيقي خارجَ لهفتي ..
أنا زمانكِ ..
ليس لكِ أبعادٌ واضحه..
خارج امتداد ذراعيّ ..
أنا أبعادُكِ كلّها ..
زواياكِ ودوائركِ..
خُطوطُكِ المنحنيه..
وخُطوطُكِ المستقيمه..
يومَ دخلتِ إلى غابات صدري ..
دخلتِ إلى الحريّه ..
يومَ خرجتِ منها ..
صرتِ جاريه..
واشتراكِ شيخُ القبيله..
أنا علّمتُكِ أسماءَ الشجرْ ..
وحوارَ الصراصير الليليّه ..
وأعطيتكِ عناوينَ النجوم البعيده..
أنا أدخلتكِ مدرسةَ الربيع ..
وعلّمتكِ لغة الطير ..
وأبجديَّةَ الينابيع..
أنا كتبتُكِ على دفاتر المطرْ ..
وشراشف الثلج ، وأكواز الصنوبر ..
وعلّمتُكِ كيف تكلّمين الأرانبَ والثعالب..
وكيف تمشّطين صُوفَ الخِراف الربيعيَّه..
أنا أطلعتُكِ..
على مكاتيب العصافير التي لم تُنْشَرْ ..
وأعطيتُكِ .. خرائطَ الصيف والشتاء..
لتتعلّمي .. كيف ترتفع السنابلْ ..
وتزقزقُ الصيصانُ البيضاءْ..
وتتزوّج الأسماكُ بعضَها..
ويتدفّق الحليبُ من ثدي القمرْ..
لكنّكِ ..
تعبتِ من حصان الحريّه..
فرماكِ حصانُ الحريّه ..
تعبتِ من غابات صدري ..
ومن سمفونية الصراصير الليليّه ..
تعبتِ من النوم عاريةً..
فوق شراشف القمر..
فتركتِ الغابه..
ليأكلكِ الذئب..
ويفترسَكِ ــ على سُنَّة الله ورسُوله ..
شيخُ القبيله..