عقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لقاء قمة مع نظيرها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في العاصمة الألمانية برلين. وأكدت ميركل أن بلادها تريد تطوير العلاقات مع الهند وأن ذلك لن يكون على حساب العلاقات عبر الأطلسي.
ترأست ميركل وضيفها رئيس الوزراء الهندي اليوم (الثلاثاء 30 مايو/ أيار 2017) الاجتماع الرابع للجنة الاستشارية الحكومية الثنائية التي تستهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، كما تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الثنائية. وقال مودي إن هذه الزيارة "ستفتح فصلا جديدا" في الشراكة الإستراتيجية بين الهند وألمانيا. وتركزت المحادثات على قضايا التجارة والاستثمار والتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب.
وقالت المستشارة إن ألمانيا تريد تطوير العلاقات مع الهند وإن ذلك لن يكون على حساب العلاقات عبر الأطلسي. ووصف مودي برلين "بالشريك الذي يعتمد عليه جدا". وتحدثت ميركل عن تطوير التعاون مع الهند وأضافت أن ذلك "ليس موجها ضد أي علاقات أخرى وبالتأكيد ليس ضد العلاقات عبر الأطلسي التي دوما كانت مهمة جدا لنا وستظل كذلك في المستقبل". وكانت ميركل أوضحت شكوكها أمس الاثنين حيال الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف ولكنها قالت إنها مؤمنة بأهمية العلاقات عبر الأطلسي فيما يمثل تخفيفا لحدة تصريحات أثارت دهشة واشنطن لصراحتها.
وتدور المشاورات بين الجانبين الألماني والهندي حول تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي والتكنولوجيا وسياسة المناخ والتعاون التنموي، كما من المخطط التطرق إلى قمة مجموعة الدول الصناعية والصاعدة العشرين الكبرى المقرر عقدها مطلع تموز/ يوليو المقبل في مدينة هامبورغ الألمانية.
وعقب قمتي مجموعة الدول الصناعية السبعة الكبرى وحلف شمال الأطلسي (الناو) اللتين فشلتا إلى حد كبير في تحقيق نجاحات في القضايا الخلافية، وعلى خلفية السياسة الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن المشاورات الحكومية بين الهند وألمانيا تبحث أيضا بذل جهود مشتركة لتحرير التجارة العالمية ووضع قواعد لنظام عالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا ترعى علاقات وثيقة مع عدة دول عبر عقد اجتماعات دورية بين المستشارة ووزرائها وحكومات هذه الدول. وبدأت ألمانيا مشاوراتها الحكومية مع الهند منذ عام 2011 ويشارك من الجانب الألماني في المشاورات بجانب ميركل وزارات الخارجية والاقتصاد والتعليم والتنمية والبيئة. وعقب توقيع مشروعات مشتركة، فإنه من المخطط إقامة مأدبة غداء لعدد مُنتقَى من ممثلي شركات كلا البلدين. وتشارك ميركل ومودي عقب ظهر اليوم في منتدى اقتصادي-ألمانيا بناء على دعوة من لجنة آسيا-الباسفيك للاقتصاد الألماني واتحادات اقتصادية هندية.
من جهتها أعربت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريغيته تسيبريس عن قلقها إزاء العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. وذكرت الوزيرة في تصريحات لإذاعة شمال ألمانيا اليوم إنها قلقة من أن تؤدي السياسة التجارية المستقبلية للولايات المتحدة إلى خرق التوافق المستمر منذ عقود حول تحرير التجارة. وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية مع ألمانيا، قالت تسيبريس "أفرق بين الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب وأصحاب القرار في الولايات المتحدة. إنهم وزراء وحكام ولايات والكونغرس"، مضيفة أن ألمانيا تريد توفير فرص عمل في الولايات المتحدة وليس تدميرها.
وأعربت الوزيرة عن تفهمها لتصريحات المستشارة أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها زيغمار غابرييل بشأن العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة. يذكر أن ميركل أعربت عن تشككها في إمكانية الوثوق في الولايات المتحدة عقب قمة مجموعة الدول الصناعية السبعة الكبرى التي أخفقت إلى حد كبير في التوصل إلى توافق حول القضايا الخلافية، وبخاصة فيما يتعلق بحماية المناخ. وحذرت ميركل الرئيس الأمريكي بشكل غير مباشر من طريق العزلة. كما أعرب غابرييل عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب لم يعد لها دور قيادي في المجتمع الدولي الغربي.
المصدر