من الأقوال الشائعة أن حلاقة الشعر باستخدام الشفرات تجعل الشعر ينمو بسمك أكبر ولون أكثر سواداً. فهل هذا القول صحيح؟
بالطبع قد لاحظنا هذا منذ الصبا، عند حلق شعر اللحية أو الشارب، أن الشعر حينما ينمو بعد الحلاقة بسمك أكبر. أيضاُ عند الحلاقة بطريقة متكررة جداً يبدو الشعر ذا سمك أكبر.
ولكن ليس للأمرين علاقة بتأثير الحلاقة على سمك الشعر، ففي الحالة الأولى، يكون تأثير الهرمونات على الصبي في فترة البلوغ هو السبب في نمو الشعر بسمك أكبر، وعلاقة الحلاقة بالسمك هنا ليس إلا مصادفة.
وفي الحالة الثانية، عند الحلاقة المتكررة تعمل الشفرات على قص الجزء الأعلى من الشعرة، والذي يكون أقل سمكاً، بينما يتبقى الجزء الأخير منها، وهو أكبر سمكاً وأغمق لوناً، ولكن هذا التغير مؤقت، حيث تعيد الشعرة النمو من جديد وينمو طرفها الأقل سمكاً.
وقد أجريت تجربة علمية محدودة عام 1928 للتحقق من تأثير الحلاقة على الشعر النامي، حيث تُرك أربعة رجال يحلقون لحاهم باستخدام شفرات وماكينات الحلاقة والكريمات نفسها، وعند متابعتهم اتضح أنه لا يوجد دليل أن الحلاقة تسرع نمو شعر اللحية.
أيضا، أجريت دراسة أخرى حديثة، حيث قام خسمة رجال بحلق شعر إحدى الساقين لكل منهم، مع ترك شعر الساق الأخرى دون حلاقة؛ حتى نستطيع أن نتبين الفرق بين الشعر النامي حديثاً والشعر الموجود الذي لم يُحلق. وتمت الحلاقة مرة أسبوعياً لمدة شهر، وعند المقارنة، وجد الباحثون أنه لا فرق بين شعر الساقين، من حيث السماكة أو الخشونة أو معدل النمو.
ويؤكد الباحثون أنه إذا كان الشعر ينمو بسمك أكبر بعد إزالته، فلن تكون هناك مشكلة تساقط الشعر إطلاقا، حيث سيكون الشعر النامي بعد التساقط أكثر سمكاً وخشونة وقدرة على التحمل.
أما العوامل التي تؤثر على معدل نمو الشعر وسمكه، فمنها الجينات الوراثية والهرمونات، إضافة إلى البيئة المحيطة وتأثير الجو.
والنتيجة النهائية التي نتوصل إليها في نهاية المطاف هي أن حلاقة الشعر، سواء باستخدام الشفرات أو بغيرها، لا تؤثر على درجة سماكة الشعر النامي. والآن علينا أن نتوقف عن ترديد هذا القول الشائع وإيقاف انتقاله من جيل لآخر.