ولما كانت المقامات ثلاثة ، أحدها مقام النبوة ، وثانيها مقام الولاية الإجمالية البسيطة ، وثالثهما مقام الولاية التفصيلية ، وكل منها أحد أضلاع المثلث ، ولما كان النبي جامعا للمقامين والولي الثالث كان له أحد أضلاع المثلث ، ولما كانت الصاد تنبئ وتحكي عنه صلى الله عليه وآله فوجب أن تكون اللام تحكي عن الوزير الولي صلوات الله عليه ، لأن اللام ثلث الصاد وأحد أضلاعها ، والواو تنبئ عن الأغصان الاثني عشر بالتكرير والتشبيه ، وذلك تمام الأربعة عشر المتشعبة من الأصل الواحد الحامل للاسم الأعظم . والهاء سر الكل وأصله ، وأصل الاسم الأعظم ، فإن الله إذا حذفت منه الألف تبقى - لله مافي السماوات والأرض - وإذا حذفت منه اللام الثانية تبقى الهاء ، فإذا أشبعت كانت هو ، فالهاء هي أصل التوحيد الحق وميادينه الخمسة الحقة ، وحقيقة الاسم الأعظم
فدل لفظ الصلاة على حقيقة الحامل والمحمول والداعي واسم المدعو به من جميع أحوالها وصفاتها الذاتية والعرضية والحقيقة والمجازية ، وقد أشرنا إلى بعضها ولو تصدينا بشرح الجميع لطال بنا الكلام ، ولأدى إلى ذكر ما لا ينبغي ذكره ، وقد أراد الله سبحانه بهذا الترتيب كشف ستر آخر لأولي المعرفة والبصيرة ، وهي أن الكل من الأربعة عشر المدلول عليهم بالصاد واللام والواو خمسة مقامات ، مقام الإمام ، ومقام الأبواب ، ومقام المعاني ، ومقام الأسماء ، ومقام التوحيد ، ومقام أنا الذي لا يقع عليّ اسم ولا صفة ، فإذا لوحظ الأربعة عشر في الخمسة استنطقت كلمة كن التي انزجر لها العمق الأكبر ، فهم عليهم السلام تلك الكلمة وهم حاملها ومظهرها وأمرها ، ولذا كانوا يد الله ، فإن اليد أربعة عشر فإذا ضربت بالخمسة الأصابع كانت سبعين وهم تمام كلمة كن ، وهو قوله تعالى - إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون - وقال تعالى - تنزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده - ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره -
ولذا قلنا أن حقيقة الصلاة إنما كانت مخزونة تحت حجاب الواحدية ، وأن الهاء والواو إشارة إلى الأحد عشر الذرية الطيبة من الولي صلوات الله عليه ، وتمام الكلمة أشارت إلى الصديقة الطاهرة عليها السلام لأنها الحاملة ، فظهورات الجميع ومقامها في الكلمة العليا والكلمة التامة تمام الكلمة المؤلفة ، كما أن مقام بينتها عليها السلام الحروف العاليات المقطعات ، ومقام بعلها عليه السلام مقام الألف المبسوطة ، ومقام أبيها مقام النقطة ، وقد شرحنا تفاصيل هذه المجملات في كثير من مباحثاتنا وأجوبتنا للمسائل

أسرار العبادات من تأليفات البحر الزاخر والدر الفاخر فخر الأفاخر والأعاظم السيد كاظم الحسيني الحائري الرشتي أعلى الله مقامه