السماء المقلوبة: ظاهرة طبيعية نادرة للغاية بأخدود جراند كانيون!
جراند كانيون Grand Canyon أو الأخدود العظيم هو واحد من عجائب الطبيعة السبع في العالم، وبالمقارنة بعدد كبير من الأماكن الأخرى الساحرة مثل جبل إيفرست أو الحاجز المرجاني العظيم أو فوهة أحد البراكين الخامدة، يعد الأخدود العظيم سهل الزيارة والوصول. جبل إيفرست على سبيل المثال يفرض ضريبة موت ثابتة تقريبًا على متسلقيه؛ فمن بين كل 100 فرد تمكنوا من الوصول إلى قمة إيفرست، هناك 4 أشخاص ماتوا في طريقهم إليها! هذا بخلاف أن تكلفة تسلق الجيل تبلغ حوالي 65 ألف دولار! فلنرجع إلى جراند كانيون الصالح من فضلك. لا عجب أن هناك أكثر من 5 ملايين شخص يزورون حديقة جراند كانيون الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية كل عام.
بطول يصل إلى 446 كيلومترًا وعرض يتراوح بين 6 كيلومترات إلى 29 كيلومتر وعمق يصل حتى 1.8 كلم، يضم أخدود جراند كانيون أكثر من 4800 موقع أثري، بالإضافة إلى ثرائه الشديد بالحياة البرية والطبقات الصخرية المختلفة التي سوف تدهشك بألوانها ونباتاتها، ناهيك عن المياه المتلألئة والشلالات أسفل الوادي حيث نهر الكولورادو!
ومع كل هذه الخصائص المدهشة التي تكفيه بلا مزيد، كان الأخدود المدهش على موعد من الكشف عن ظاهرة طبيعية مدهشة تحدث بفضائه الشاسع ولم يرها من قبل إلا أقل القليل … السماء مقلوبة السحاب Full Cloud Inversion.
تم رصد هذه الظاهرة النادرة للغاية ضمن مشروع SKYGLOW project الشهير، الذي يسجل الجانب الآخر اللامع والخفي للسماء أثناء الليل وأوقات الغروب في الولايات المتحدة الأمريكية. كان نهارًا صافيًا بلا سحب في السماء؛ بدأ الفريق في تصوير السماء فوق أخدود جراند كانيون العظيم عندما سجلت كاميرات التصوير فائقة السرعة تكون تلك الظاهرة الجوية النادرة.
ففي البداية، يحبس الهواء البارد أسفل الأخدود، وتعلوه طبقة أخرى من الهواء الدافيء الأخف وزنًا بطبيعة الحال. ولا يمض الكثير من الوقت حتى ينزلق الضباب ويتكاثف بقلب الأخدود المهول فيملأه حتى قرابة الحافة الشاهقة، ويظل هكذا ساكنًا تعابث الرياح قممه المتبخرة كما تفعل تمامًا بالسحب بالسماء… فقط هنا السماء صافية كبحيرة شفافة تعكس ألق النجوم! ومع هذه النتيجة المدهشة، يشعر الزائرون وكأنما يسيرون على السحاب بالفعل!
لقد كنا محظوظين للغاية أن تواجدنا هناك في الوقت المناسب لتسجيل هذه الظاهرة النادرة والفريدة. لن تجدوا مثل هذه الصور في أي مكان آخر!
<
مقطع الفيديو التالي لـ SKYGLOW هو ما رصد الظاهرة على مدار ساعات طويلة بطريقة الزوال الزمني Time Lapse في مدة لا تزيد عن دقيقتين ونصف لا أكثر!
وأخيرًا، وإذا ما حدث وكنت تخطط لزيارة أخدود جراند كانيون وتأمل التعثر بهذه الظاهرة، فيمكنك التخطيط لزيارته بين شهري نوفمبر ويناير، حيث فرص حدوث هذه الظاهرة النادرة أكبر. فقط لاتنس اصطحاب كاميرا جيدة معك، فمشهد النجوم بقلب سماء الصيف الصافية لا يصدق…