أياكَ وأن تفكر بالإنتقام ...
الحياة أكبر عجلة يمكنك أن تتفرس في ملامحها لتكتشف بعدها أن كل ظلم كنت قد تعرضت له ،سيأتي ذكره عليك يوماً حتى تتفاجأ أنتَ بضحكاتك اللا مبالية..!
من عادة عجلات استرداد الحقوق هي أن تقبل عليك بكامل حقوقك بعد أن تجف الدماء في جرحك ، وبعد أن تخبو حرارة النار الحارة التي كانت تستعر في صدرك ،
كلنا شعرنا بالعار في زمنٍ ما ، كلنا مررنا بلحظات خيبة كانت قادرة أن تغمس أرواحنا بالخراب ،
كلنا يا صديقي أصابتنا رياح الحياء من أخطائنا بحق أنفسنا النفيسة..
أغلب من تواجههم في حياتك وهم في كامل هيبتهم كان قد مر عليهم ذلك الوقت الذي توج بالغفلة ، ذلك الوقت الذي وضع كياناتهم المهيبة في عتبات كانت مخصصة للجثث النافقة والنفايات ..
إلا أن الانسان يمتلك في داخله أكبر معمل للتصنيع وإعادة الهيكلة
جلدك قادر على أن يتبدل بتبدل الذاكرة ،جلدك الذي يتطهر بالماء والنسيان..!
الصفعات التي أهديتها لنفسك دون دراية قادرة أيضا أن تذوب في سخونة الأيام ،
ليتجمل بعدها وجهك وتتوهج روحك وتتألق ذاتك ..
كل ما عليك هو أن تغفر لنفسك،
وأن تترك الإنتقام لأولئك الذين يحاولون استعجال العجلة ، يوغلون تحت وطأتها فتدهسهم جميعاً..
إعلم انك ذلك الهائل الذي وإن جهل بقيمته الجهلاء
لابد أن يغفلوا به يوما ما ويهدوه مجانا الى "الملوك"
أولئك الذين يعرفون تماما قيمة الجواهر النفيسة
هؤلاء على الأغلب من ستصادفهم في طريقك الى النهاية..
وهؤلاء غالبا من سيجعلوك تضحك
وأنتَ تسترد حقوقك القديمة بقلب فارغ من الحسرة ..
شهد الراوي