مُقدِمـــــــــة :
لي طفلة تعشق متابعة أفلام الكارتون وهو أمرٌ طبيعي بالنسبة للأطفال ، ولعل العكس صحيح أيضاً فالطفل الذي لا يحب مشاهدة أفلام الكارتون ! نستطيع القول بنسبة معينة أنه طفل ٌ ليس بطبيعي .
تستغل الشركات المنتجة لأفلام الكارتون هذا الأمر كثيراً فهو باب ٌ واسع للربح المادي أضف الى ذلك الفائدة المجتمعية الكبيرة لـــه - من ناحية أُخرى - لإيصال وزرع الأفكار الصحيحة في عقول الأطفال منذ صغرهم والصحة هنـــا تُقاس على من ينتج تلك الأفلام كما هو حال المجتمع بالأمور الأُخرى ، نعم أنـــا بنظري إن الدين والسياسة لهمـا الحصة الأكبر في ما نتحدث عنه هُنــا .
الحادثة التي بُني عليهـــا البحـث :
نرجع لأبنتي فاطمة عاشقة أفلام الكارتون والتي تُشاهد دائماً الأفلام التي تظهر بها الجمادات بألوانها الزاهية الجميلة " تتحرك " و " تتكلم " وكأنها كائنات حيـــة !
كالفواكة .. فالتفاحة مثلاً تتكلم وتمرح وتغني وتردد الأحرف ، حتى باتت صديقة لفطومة ، وخذ الجزرة أيضاً والتي ترقص على أنغام عزف صديقتُها الفراولـــة .
شيء مسلِ وجميل ، فأين تكمن المشكلة ؟ فلم يأتي هذا البحث عبثـاً أكيد ، إلا لطرح مشكلة مـــا .
غايـــة البحـــث :
لم تعد أبنتي فاطمة تتناول الفواكة ! وعندما تقوم بتقطيع الفواكة أمامها تأخذ البكاء مع نزعة أعتراض ورفض لذلك الفعل ! نعم فهي لا تأكل أو تسمح بتقطيع أصدقائها الأحياء ، وذلك لو أردنــا قياسه على العالم الواقعي من باب الفرض - فَـ فرض المحال ليس بمحال - هو أمر جنوني بحد ذاته وفاطمتي عاقلة ، لذلك فهي بدل ذلك تحمي أصدقائها فتقوم بأخفاء الفواكة كي لا تصل اليها أيدي أو بالأصح أسنان المجرمين ! شيء ظاهرهُ مضحك وباطنهُ مُبكي .. للأسف .
خاتمـــــة :
بنظري البسيط إن ذلك الأمر هو أمر مأساوي بالنسبة للأطفال و ذو نتيجة سلبيـة على المستويين القريب والبعيد فمرحلة الطفولة هي بداية البنـاء لكل أنسان وعليها يترتب كل ما سيأتي لاحقاً من بناء لشخصيتــه أو حتى بناء بنيته الجسدية .
بقي شيء نقولــه : الـ كاف التي سبقت الفواكة ممكن أن تأتي مع أمور أُخرى من الجمادات كأواني المطبخ أو عدة البيت أو أدوات الرسم وغيرها وكثير ، وبنفس النتيجة والمقدار السلبي لهـــا .
أنتم .. ما هو رأيكم ؟