.
.
تغزّل الجواهري فقال:
يالِخديـكِ نَاعِمان يضجّـانِ بالسّنـا
ولِجَفنيكِ ناعِسَان مَشى فيهمـا الوَنـَى
ياشفائي ويا ضَنى حَبّذا أنتِ من مُنى
بأبي أنتِ لا أبي لـكِ كُفـؤٌ ولا أنـا
من مُميتٍ إذا نَأى ومُخيفٍ إذا دَنَا
أختَشي فَقْدهُ هُناكَ وهِجرانَه هُنَا
أرقبُ الصّبحَ موهِناً ودُجى الليلِ مُوهنا
لا صَدى هاتفٍ يرنُ ولا الجَرْسُ مؤذنَا
وأُصالي على الطريق وجوهاً وأعيُنَـا
ظنةً أن تكونَ أنـتِ وحَسبـي تظنُّنـا
خُلقَ الحبُّ جنـةً كفؤهـا مـن تجنّنـا
فإذا ما انتهى الهوى فتنةً كـان أفتنـا
أنت يامُـرّةَ الطبـاعِ وياحلـوة الجنَـى
كم تودّين لو خنقتي صَدى الحبِ بيننا
وتحينتي قبرَه وهو حيٌّ بمغتنى
للذي صاغَ واعتنى و بنَى منك ما بنـَى
و تبنّـاكِ مقطعاً من نشيدٍ وأحسنـا
والذي شاءَ أن يكونَ لك القتـلُ ديدنـا
فترضّاكِ بالضحايـا فُـرادى وبالثُنـى
حَلفة الواثقِ ارتضى ما يُلاقي فأذعنَ
لو تَتَوّجتُ بالدُّنى لم يكنْ لي عنك غِنى
.
.