هل ينحدر البشر من أوروبا؟
عثر علماء على حفريات جديدة لمخلوق قد يكون من أقدم أفراد سلالة البشر التي عثر عليها لغاية الآن. وكان العلماء يعتقدون سابقاً أن سلالة أشباه البشر ظهرت في أفريقيا، لكن الحفريات الجديدة قد تفند هذه النظرية.
من المحتمل أن تغير حفريات عُثر عليها في اليونان وبلغاريا لمخلوق يشبه القرد عاش على الأرض قبل 7.2 مليون سنة معلوماتنا حول أصول الإنسان، إذ أنها تلقي بظلال من الشك على نظرية تقول إن السلالة التي أدت إلى نشوء الجنس البشري ظهرت في قارة أفريقيا. وقال علماء أمس الاثنين (22 أيار/ مايو 2017) إن المخلوق الذي تم التعرف عليه من خلال عظمة من الفك السفلي وسن واحدة قد يكون أقدم أفراد سلالة البشر التي بدأت بعد انفصال تطوري عن السلالة التي أدت إلى نشوء قردة الشمبانزي - الحيوان الأقرب للإنسان.
وأزيح الستار عن عظمة الفك التي تضم أسنانا عام 1944 بالعاصمة اليونانية أثينا. وعُثر على السن في جنوب وسط بلغاريا عام 2009. وفحص الباحثون الحفريات باستخدام أساليب جديدة متطورة من بينها الأشعة المقطعية وحددوا عمرها عن طريق تحديد عمر الصخور الرسوبية التي عثر عليها فيها.
كما توصل العلماء إلى آثار تطور في جذور السن تضمنت أدلة على سمات بشرية لا توجد في الشمبانزي وأسلافه، مما يجعل المخلوق - المعروف باسم "جريكوبيثيكوس" - جزءاً من سلالة تعرف باسم أشباه البشر. وحتى الآن يظل أقدم مخلوق من أشباه البشر هو إنسان ساحل التشاد الذي عاش قبل ما يتراوح بين ستة وسبعة ملايين سنة في تشاد.
ويجمع العلماء منذ وقت طويل على أن أشباه البشر ظهروا في أفريقيا. وقال الباحثون إن شرق البحر المتوسط ربما ساهم في ظهور سلالة البشر في ضوء العثور على الحفريات في منطقة البلقان. لكن الباحثين قالوا إن النتائج الجديدة لا تشكك من قريب أو بعيد في أن إنسان العصر الحديث (هومو سابين) ظهر للمرة الأولى في أفريقيا قبل نحو 200 ألف عام ثم هاجر إلى أجزاء أخرى من العالم.
وقالت مادلين بوميه من جامعة توبينجن في ألمانيا: "تطور جنسنا في أفريقيا. لكن سلالة نسبنا ربما لم تتطور"، مضيفة أن النتائج "قد تغير تماماً فهمنا لأصل البشر أو أشباه البشر". ونشرت النتائج الجديدة في دورية (بلوس وان) العلمية.