المجتمع العربي وخصوصا منطقة الجزيرة العربية في فترة ما قبل الرسالة المحمدية لم تكن تعرف الالحاد وأنكار وجود الله سبحانه وتعالى فالمشركين كانوا يعبدون الاصنام المصنوعة من الحجارة والخشب بنية التقرب الى الله سبحانه وتعالى فكان قولهم انما نحن نعبد الروح التي تسكنها لتقربنا الله زلفا هذا الفكر فكر اشراك بالله وليس فكر انكار لوجود الله سبحانه وتعالى اذا عقيدة وجود خالق لهذا الكون عقيدة متأصلة عند الانسان العربي ولايمكن زعزعتها لذالك نرى الالحاد الذي ظهر عند العرب هو انكار للانبياء والمرسلين عكس الإلحاد الموجود عند باقي الاقوام والشعوب
بعد نزول الرسالة المحمدية ودعوة الناس كافة للايمان بها انتشر الاسلام في مشارق الارض ومغاربها واتسعت وكبرت خارطة الاسلام فالدولة الاسلامية امتدت الى اطراف الصين شرقا الى الاندلس غربا بعد ان انتصرت الدولة الاسلامية على الدولتين الرومانية والفارسية وخضوعهم تحت سلطة الدولة الاسلامية وكان عليهم دفع الجزية للدولة الاسلامية العضمى
سيطرة الاسلام وانتشاره السريع دعا اعدائه لمحاربته فكريا وعقائديا لانهائه وانهاء دولته ساعد اعداء الاسلام في مخططهم هذا انتقال الثقافات من الدول والشعوب التي حكمتها الدولة الاسلامية الى المجتمع العربي فالازدهار العلمي وتأليف الكتب وانتشار المدارس ووفود الطلبة اليها من مختلف بقاع العالم والمناظرات العلمية التي كانت تعقد بين طلبة العلم الذين وفدوا الى الدول العربية وكانوا يحملون ارث ثقافات مجتمعاتهم التي تربوا عليها وحداثة دخولهم للاسلام وطريقة دخولهم للاسلام ساهم في ظهور فرق تدعوا الى الالحاد فظهر الزنادقة والدهرية وكان لليهود والنصارى اليد الطولى في ظهور وانتشار هذه الافكار محاولة منهم لتدمير الاسلام من الداخل ولكن بفكر اخر غير الفكر الالحادي الذي كانوا عليه اعداء الاسلام ففكرة عدم الايمان بوجود الله سبحانه كانت فكرة صعبة الانتشار بين العرب لانهم يمتلكون عقيدة قوية ومتجذرة فيهم وهي عقيدة وجود خالق للكون لذالك كان هجوم الالحاد والفكر موجه ضد شخص النبي محمد صل الله عليه واله وضد الانبياء جميعهم لان الاسلام يدعوا الى الايمان بجميع الانبياء والرسول اثر فكر وموجة الإلحاد في المجتمع الاسلامي بعد ان تأثر به الحكام او مايسمى الخلفاء ففي زمن الدولة العباسية تنازل الحكام عن الكثير من عقائدهم لذالك انتشر الخمر والغناء واصبح معاقرة الخمر بشكل علني بل انشيء له اماكن ومحلات خاصة لمعاقرته وانتشر في هذه الاماكن الغناء والرقص وتحولت اماكن معاقرة الخمر الى دور دعارة تمارس فيها الرذيلة فكان الخمر هو الباب الذي دخل منه اعداء الاسلام ليهدموه بمعول الالحاد لهذا كانت ثورة الامام الحسين عليه السلام ضد هذه الموجة محاولة منه لغلق باب الخمر والفساد الذي دخل منه الاعداء فقال قولته ضد طاغية الزمان يزيد ان مثلي لايبايع مثله يزيد فاسق فاجر شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور هذه هي الاشارة من الامام عليه السلام ان هذه الامور هي الارضية الخصبة لنمو فكرة الالحاد لذالك قيام يزيد بقتل الامام الحسين في جريمته يوم عاشوراء فتح الباب للتطاول على النبي محمد صل الله عليه واله بعد ذالك من قبل اعداء الاسلام هذه الارض الخصبة نمت فكرة الإلحاد وخصوصا بعد سقوط الدولة الاسلامية على يد التتار وظهور حركات سياسية تسعى للسلطة تبنت افكار دينية مختلفة مما جعلها تتقاتل بنها وتتناحر على السلطة بذرائع شتى اثر على المجتمع الاسلامي ومن ثم على الفرد الذي اثرت عليه النزاعات اقتصاديا و ساهمت بنشر الفقر بين افراد المجتمع الاسلامي فالجوع له دور كبير في الكفر وانحراف الفرد عن عقيدته بالحقيقة لم تنتهي هذ النزاعات مع تجدد هذه الكتل والجماعات عبر الزمن بأنتمائات شتى وبمسميات مختلفة الى يومنا هذا .
هذا مختصر شديد لاهم الاسباب التي مهدد وساعدت في انتشار ألإلحاد في المجتمع الاسلامي