#من_فضل_بذل_الطعام_لإفطار_ال صوم
و الاستظهار للصيام بصلاح الطعام
إعلم أنّ فضل إطعام الطعام معقول فضله بأنوار العقول المصدّقة للأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين وذلك : أن القيام لأهل الصيام بالطعام كأنه تمليك لطاعتهم وسبب منهم لعبادتهم ، فإن القوة الموجودة في الأجساد الذين تؤثرهم بالزاد ، تصير كأنها قوة العبد المطعم لهم التي في جسد مهجته فكما أن قوة جسده كلما حصل بها كان معدوداً من عبادته ، فكذا يكون كلّما صدر عن القوة بتفطير الصائم تكون مكتوبة لمن يطعمه في ديوان طاعته ، فكأنك قد اتخذتهم مماليك يتعبون في خدمتك ، وأنت ساكن ، ويحملون ذخائرك إلى دار إقامتك ، وأنت قاطن ، ويخافون في مصلحتك ، وأنت آمن ، وحسبك أن تبتاع كل مملوك منهم بمقدار طعامه وشرابه ، وهذا فضل عظيم يعجز القلم عن شرح أبوابه وثوابه.
المصدر: اقبال الاعمال