حلمت مرة إنني تحولت الى قطعة أيس كريم محشورة مع آلاف القطع الأخرى من نفس الصنف والحجم
اتذكر ذلك اليوم الذي حشرت فيه مع أخواتي في سيارة مبردة سارت بنا طريق طويل كنت خلال الطريق اتطلع من بين أسلاك السيارة الى السماء وافواج الطيور والسهول التي نمر بها .رأيت أطفالا يتراكضون في طريق ترابي الى مدرستهم البعيدة وتمنيت أن أقفز وأركض مثلهم أو أن أسقط من السيارة فيعثر عليّ أحد هؤلاء الصغار .
غير ان المنظر كان يتغير باستمرار كنت أفكر في نهاية الرحلة واين يستقر بي المقام فكرت في طابور كبير من أطفال يقفون في باب أحد المحلات ليحصلوا علي أو على أية واحدة غيري من أخواتي
يبدو ان الرجل وصل الى الغاية التي يقصدها حيث بدأ بإفراغ الحمولة وحشرني مع غيري في برادات لها واجهات زجاجية حيث بامكان الطفل أن يختار القطعة التي يريد باشارة صغيرة من إصبعه.
مر اليوم الأول والثاني في ذلك المحل الجميل دون أن تشير الي أحدى تلك الأصابع الصغيرة في اليوم الثالث بدأت آلف المكان وأتأمل حركة الناس والسيارات .
لكن فتى صغيرا أقترب ذات يوم من صاحب المحل وأشار نحوي بالذات سقطت نظرات الرجل علي وقبل أن يمد يده ويناولني للفتى الصغير سأله أين نقودك؟
تحسس الفتى جيوبه ثم اعتذر من صاحب المحل بأنه نسي النقود هناك في البيت
لم يجبه الرجل فعاد الطفل وواصل اللعب على اسفلت الشارع وهو ينظر نحوي بين حين وآخر
في اليوم الثالث والرابع تكررت نفس الحادثة وقام صاحب المحل بطرد الصبي وان لا يعود هنا الا ومعه قطعة النقود .
لم ألمح نظرة حزن في عيني الصبي ولكنه كان صامتا يتأمل الأشياء ويبتسم
مر ذات يوم رجل يدفع عربة وشاهد الصبي فأخذ وجه الفتى وأوسعه قبلا ثم ناوله قطعة نقود وواصل سيره .
أسرع الفتى باتجاه المحل وناول البائع قطعة النقود الصغيرة
وأخيرا كنت معه كان يتأملني ويمسح علي بحنان حتى احسست انني سأذوب من دفء راحتية وأخيرا أزاح الغلاف الخارجي ومرر لسانه الصغير وبدأ يلحسني وكنت سعيدة وأنا أذوب في فمه الصغير
لكن أصابعه إرتجفت ووقعت منه على الرصيف
مسح انفه وأخذ يلحسني من على ناصية الطريق وكان الناس يمرون علينا ويبتسمون
رسمية محيبس