الجوانب التي ظلمها الاعلام في هتلر ( الجزء الاول )
في البدايه اود ان اوضح لماذا اخترت شخصية الزعيم النازي هتلر للحديث عنه رغم ان الاعلام دائما ما يظهر شخصية هتلر بالشخصية الديكتاتورية التي تود هلاك العالم و البعض يصفه بأنه الشيطان و البعض يتهمه بأنه قام بالعديد من المجازر التي راح ضحيتها الآف من البشر و هنا انا لا انكر ما يقال عنه و لكن انا لست بصدد الدفاع عنه فهو له جرائمه التي تقشعر منها الابدان و لكن ايضا له من المميزات ما يجب ان نوضحه خاصه وان كل وسائل الاعلام لا توضحها و انما تذكر ما هو سئ فقط و هذا طبعا معروف و ذلك لكره اليهود لهتلر الذي اقام لهم المجازر و بالتالي فرضوا صوره سيئه له في الاعلام نظرا لانهم مسيطرين علي الاعلام في اكبر الدول فدعونا نلقي نظره سريعه علي تاريخ هذا القائد و نستفيد من مميزاته و ذكائه و نتعلم الدرس الذي تلقاه نتيجة ديكتاتوريته.
و لكي نبدأ الحديث عن هتلر فسوف القي الضوء علي نشأة هذا الرجل الذي لم يكن احد ليتوقع ان يصل الي ما وصل اليه ابدا حيث انه نشأ في اسره فقيره في النمسا و كان والده موظف صغير بالجمارك و كان ادولف هتلر طفل مستواه الدراسي عادي او اقل بينما كان ذكاءه حاد و كان يحب دراسة الفنون الجميله لاعتقاده انه رسام ممتاز و كان يخالف والده في هذا حيث والده كان يود ان يكون موظف حكومي الا ان اصرار ادولف جعله يتقدم الي كلية الفنون الجميله التي رفضته من اول اختبار ثم عاد ليقوم بالاختبار مره اخري الا انه رفض ايضا لذلك طلب من ادارة الكليه ان توضح له السبب فردت الكليه بأنه لا يمكن قبوله لان رسمه تافه جدا و انه يميل اكثر الي الرسم الهندسي لذلك بدأ ادولف في التفكير في الهندسه الا ان درجاته كانت قليله فلم يستطع ان يلتحق بها و حدث في ذلك الوقت ان توفي والده عام 1904 لذلك قرر ان يسافر الي فيينا العاصمه ليعمل هناك و لم يكن لديه وظيفه لكي يعمل بها لذلك عمل علي رسم لوحات بها بيوت لكي يبيعها و يعيش منها و اثناء عيشه في فيينا توفت والدته عام 1907.
و عندما اختلط في ذلك الوقت مع مجتمع فيينا الذي كان به يهود كثييرين و كان يكرههم لكثرة تواجدهم في فيينا لذلك ظهرت عنده فكره معاداة الساميه و هنا بدأ يتجه الي السفر من النمسا الي المانيا خاصة و ان النمسا بها تجنيد اجباري و المانيا ليس بها كما ان المانيا ليس بها تعدد قوميات كما بالنمسا حيث كانت تعرف بدولة النمسا و المجر لذلك انتقل الي مدينة ميونيخ بالمانيا.
و التي تصادف عند انتقاله ان قامت الحرب العالميه الاولي و التي كانت المانيا في دول المحور مع الدوله العثمانيه ضد دول الحلفاء و التي بها كل من ( انجلترا و فرنسا و الولايات المتحده و ايطاليا ) و رغم عدم تكافؤ القوه بين الطرفين من حيث العدد الا ان المانيا كان لديها من القوه وحدها ما يجعل لها الغلبه علي كل هذه الدول مجتمعين و استطاعت المانيا تكبيد هذه الدول هزائم قويه لم تتخيلها هذه الدول خاصه و ان المانيا كان لديها من التكنولوجيا الحديثه ما يجعل جيشها اكثر تفوقا فيكفيني ان اقول ان اول ظهور للغواصات في العالم كان لالمانيا في الحرب العالميه الاولي و التي استطاعت ان تكبد بحريات الحلفاء هزائم قويه فيما يعرف بحرب الغواصات كما كان اول ظهور للطيران ايضا في هذه الحرب، و استطاعت المانيا ان تفرض سيطرتها الي ان قامت بأول خطأ و هو ضرب سفينه تابعه للولايات المتحده الامريكيه و يموت من بها و هنا تطلب امريكا التي لم تكن في صراع مع المانيا تعويض و اعتذار الا ان المانيا تكبرت و تطورت الاحداث الي ان اعلنت الولايات المتحده دخولها الحرب ضد المانيا اي الي جانب الحلفاء و استطاعت الولايات المتحده تحويل الدفه لصالح الحلفاء نظرا لانها كانت في ذلك الوقت قوه اقتصاديه و عسكريه قويه الا انها لم تدخل في صراعات تبرز قوتها و من هنا ادي تطور الموقف الي هزيمة المانيا و حليفتها الدوله العثمانيه و التي قسمت و لاياتها بعد ذلك حتي اصبحت لا تملك سوي ما يعرف الان بتركيا اما المانيا فقد كانت فاتورتها للحرب اكثر قسوه حيث عقدت معاهدة فرساي و التي كانت قاسيه جدا علي المانيا و بسبب قسوتها هذه ادت بعد ذلك لاشتعال الحرب العالميه الثانيه.
و لعل اختيار اسم معاهدة فرساي كانت له اسبابه التاريخيه خاصة مع فرنسا التي كان لديها صراع دائم مع المانيا علي اقاليم الفحم علي الحدود (الالزاس و اللورين ) حيث ان المانيا عندما اعلنت وحدتها في اواخر القرن التاسع عشر اختارت من قصر فرساي مكانا لاعلان الوحده كنوع من الذل لفرنسا الا ان فرنسا لم تنس ذلك فظهر ذلك في المعاهده التي اذلت المانيا و قطعت اراضيها حيث ان بمقتضي هذه المعاهده تسلم المانيا اقليمي الالزاس و اللورين بالاضافه لعمل منطقة منزوعة السلاح علي نهر الراين التابع لالمانيا كما تم تسريح البحريه الالمانية و تسليم معداتها الي الحلفاء و التي ابت ان تسلمها للحلفاء الا بعد اغراقها اما الجيش الالماني فقد تم تسريح اغلبه و تبقي فقط ما يمكن تسميته بجيش القضاء علي الثورات الشيوعيه الالمانيه او اي تمرد الماني اي انه يخدم مصالح الحلفاء كما تم ايضا تغريم المانيا مبلغ هائل كفاتورة للحرب العالميه الاولي و التي ستظل المانيا تدفعها علي اربعة عشر عاما.
من هنا فقد كانت نتائج الحرب العالمية الاولي ضربه قاضيه علي المانيا التي اذلت شعبها ذل شديد ولكن قبل الحديث عن نتائج الحرب علي الالمان يجب ان نعود بالحديث عن هتلر الذي ذهب الي المانيا في الوقت الذي كانت تحارب فيه الحلفاء في الحرب العالمية الاولي و قد اراد ان يتطوع في الجيش الالماني و لم يرضي ان يتطوع كجندي يختبئ في خندق و انما اراد العمل في البريد العسكري و الذي ينقل الرسائل في وسط نيران المعركه و كان هتلر مؤمن جدا بتفوق المانيا العسكري و الذي رأي فيها انها تستحق الفوز بالحرب و لكن تعرض لخيبة امل كبيره عندما علم باستسلام المانيا في الحرب و من هنا نجد استمرار هتلر في الجيش والذي اقتصر عمله على قمع الثورات الإشتراكيةفي المانيا. وانضم الرجل إلى دورات معدّة من "إدارة التعليم والدعاية السياسية" هدفها ايجاد كبش الفداءلهزيمة ألمانيا في الحرب بالإضافة إلى سبب اندلاعها. وتمخّضت تلك الإجتماعات من إلقاء اللائمة على اليهود والشيوعيينوالسّاسة بشكل عام.
لم يحتج هتلر لأي سبب من الإقتناع بالسبب الأول لهزيمة الالمان في الحرب لكرهه لليهود وأصبح من النشطين للترويج لإسباب هزيمة إلالمان في الحرب. ولمقدرة هتلر الكلامية، فقد تم اختياره للقيام بعملية الخطابة بين الجنود ومحاولة استمالتهم لرأيه الداعي لبغض اليهود.
يتبع
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد مهدي حسب
