عجائب أحكام اميرالمؤمنين

علي بن ابي طالب (ع)


ملاحظة لقد قمت تجزئة هذا الكتاب لان حجمه كبير

تأليف: العلامة السيد محسن الأمين العاملي (قده)



تحقيق فارس حسون كريم



سيدي ابا حسن ...

انت الذي ملكت مقاليد العلوم، طارفها وتليدها، فاضحت علومك ومعارفك على اكف المجد مرفوعة. وصارت المعضلات امام جواهر معادنك راكعة، فلجا الصحابة الى عجائب احكامك، والكل يشير:

ناد عليا مظهر العجائب سيدي امير المؤمنين...

اضع مجهودي المتواضع هذا امام دوحة فضلك واحسانك، راجيا منك القبول.

فارس



مقدمة التحقيق

الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف رسله محمد نبيه الامين، صلوات اللّه عليه وعلى اهل بيته الائمة الميامين، معدن التقى، والعروة الوثقى.

وبعد:

ان تراثنا الثري الذي وصلنا من سلفنا صانعي المجد والمعبر عن نهضة
امتنا وهويتها قد ضم في ثناياه ما لا يحصى كثرة من الكنوزالتي تكشفت لنا ولا تزال تتكشف يوما بعد يوم، وذلك يستدعينا ان نرفع دوما رؤوسنا باعتزاز وشعور ملؤه الفخر والكبرياء، حيث ان تراثنا لم يكن يوما ما ترفا فكريا، وفيه تجلت حضارتناونجت من الاضمحلال.

ولا يخفى على كل متتبع كثرة الصرخات التي اطلقها اعداء التراث الاسلامي، وكم سعوا في تجريد المسلمين عما يملكه الاسلام من مقومات حضارية؟ وكم ارادوا من زعزعة ثقتنا في تراثنا الثمين والتجاوز على ذخائره؟ وكم وجهوا الينا من مطاعن ومثالب؟وكم...؟ غير ان تلك الصرخات لم تكن الا صيحة في واد، لانها مغرضة لم يرد منها الا الشر، ولم يبعثها الا الشر، فيوم يوجهون سهامهم نحوكتابنا العزيز، وفي آخر نحو سنتنا الثابتة، وفي آخر نحو لغتناالاصيلة، وفي آخر نحو علمائنا الاعلام واساطين المذهب، وفي آخر نحو عقولنا السليمة، وهكذا دواليك، وما فتئوا يحاربوننا بكل ما اوتوا من قوة، لكنهم عادوا في خزيهم تعلوهم الخيبة، وبقي تراثنا مشعلا للتراث الانساني، ومنارا للعلم والفضيلة، ودعامة قوية في صرح الحضارات العالمية، وفيضا يغذي الارض بالحياة والهدى والنور المرقرق الدفاق(1).

واستتبع مواضع اقدام اولئك الاعداء من حسب علينا من ضعاف اليقين وسذج التفكير، او ممن امتاز بضحالة معرفته بتاريخ تراثناالاسلامي، فاخذ يضرب على وتر نغماتهم، وبدا يقتنص تلك النغمات وينظمها بتنظيم جديد، محاولا القطع بين ماضيناوحاضرنا، متعمدا الغاء الوعي الجماهيري، مسايرا اهواء ورغبات زعمائه واربابه.

ومن هنا يتوجب علينا في ظل الفترة الدقيقة الراهنة التي تجتازهاامتنا تعبئة كل الجهود والامكانات للرقي بوجودنا الى وجود اعزوافضل، وصحيح ان امتنا قد مرت بعصور ازدهار وانحطاط الا انهاامة عريقة، ولا تستطيع ان تحمي وجودها وتتابع سيرها على مراقي تقدمها ما لم تستقرىء ماضي خطواتها على درب الزمن،وتدرك سر قوتها وبقائها، وعوامل ضعفها وتخلفها.

وان قضية تراثنا في جوهرها قضية وجود ومصير تتسع ابعادهازمانا فتستوعب الماضي والحاضر والمستقبل، واذا اردنا لتراثنا ان ياخذ مكانه المرموق بين قضايانا الحيوية ما علينا الا التصدي لنشره ووضعه في موضعه الصحيح من هذه الحرب العلمية، فانه بمثابة العامل الحي الذي يحيط بكل فعاليات الامة ومكتسباتها.

ومما يؤسف له ان لفظ «التراث» قد حد بحدود لدى الكثيرين ممن تقع على عاتقهم مسؤولية اقامته وصيانته، بل والنهل من هذا البحرالمعطاء، واصبح التراث لديهم وكانه مخطوطات قديمة في علوم العربية والاسلام قد اكل عليها الزمن وشرب، تحتاج لمن ينفض عنها الغبار قبل ان يقوم باي شيء آخر.

فقد غاب عنهم ان تراثنا هو معاد معنوي، وهو غذاء وضياء، قداستوعب ثمار عقول سلفنا الصالح في مختلف مجالات العلم والمعرفة، من رياضيات ونجوم وكيمياء وطب، وغيرها من العلوم التي تكمن في اعماق جذور ذاتنا، والتي لاتجد من يعنى بها، وان تلك النهضة الجبارة قد سبقت ظهور المطبعة واجهزة الاعلام والنشر، فاعتمد الكتاب على الخط والنسخ في الجمع والتدوين والتاليف والنشر، وان صرف النظر عن الماضي من المحال، لانه صرف عن الزمان، وصرف عن الذات، والزمان قطعة منا وعبثا نرتبه في الذات الى ماض وحاضر ومستقبل، ونقسمه الى ساعات وايام،فنحن نعيش الزمان كله، شئنا ذلك ام ابينا، بالقوة او بالفعل، يقول ذلك علم النفس، ويحكيه علم الاجتماع(2).

ولا يغيب عن بالنا ان امتنا في الوقت الذي كانت تعيش فيه نهضتهاالمباركة كان الغرب الاوربي يعيش في ظلمات عصوره الوسطى.

تقول الدكتورة عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطىء»:

كانت النهضة العلمية تساير عصور القوة للدول الثلاث، وكان بيت الحكمة في بغداد، ومكتبة العزيز في القاهرة، ومكتبة الزهراء في قرطبة، عنوان هذه النهضة، ورمزا معبرا عنها، وآية من آيات عزها.

كما كانت دور الكتب العامرة في المشرق، ومن اشهرها:

مكتبة المدرسة النظامية، وخزائن كتب النجف الاشرف، وخزانة سيف الدولة في حلب، والمدرسة النورية، ومكتبة ابي الفدا في حماة، والظاهرية في دمشق، وبني عمار في طرابلس...

وفي المغرب مكتبات: الجامع الاعظم في القيروان، وجامع الزيتونة في تونس، وجامع القرويين في فاس، والحكمة في مراكش،والجامع الاعظم في مكناس...

كانت هذه الدور الثقافية وامثالها مما لا يتسع المجال لاستيعابه،تعطي تفسيرا تاريخيا لهذه النهضة التي حملت امتنا لواءها في العصر الوسيط(3).

ومن ثم لا تلبث جيوش هولاكو ان تندفع الى المشرق كالاعصارالمارد، فتتهاوى حينئذ حصون الشرق الاسلامي حصنا في اثرحصن، وانهدت صروحنا العلمية وكنوز ثقافتنا ومعالم حضارتنا،حتى قيل: ان الكتب قد سدت مجرى دجلة، وجاز الناس عليها مابين شطيه كانها جسر معقود.

وهناك في اقصى المغرب لقيت مكتبة الزهراء ودور العلم بالاندلس نفس المصير الذي لقيته دور المشرق، وان اختلفت الاسباب.

وفي ظلمة الليل الغاشي هان تراثنا على قومنا وهم في سباتهم ابان العصر التركي، وجهلوا قدره، فلم يعودوا يرون فيه وفي ماضيناسوى ركام هين لا قيمة له، او اكفان موتى واضرحة قبور خاوية.

وتزامنت افاقة اوربا من سباتها المظلم مع ذلك التدهور التاريخي لتراثنا، وقد انار فكرنا الاسلامي مسرى اوربا الى عصر نهضتها الحديثة.

وما ان تمت عملية انتقال الحضارة من المشرق الى المغرب ازدادحرص اهل الغرب على تراثنا الراحل عنا والحال لديهم، ولم يكتفوا بما وصل اليهم من ذخائرنا بل اخذوا بتجنيد الشياطين والابالسة ممن عد منهم او منا لسلب ما تبقى في ايدينا كي يتسنى لهم اكتشاف سر وجودنا، وطبيعة مزاجنا، وملامح عقليتنا،فيسهل استعمارنا عند ذلك، هذا من جهة.

ومن جهة اخرى ان هذا تراث مشترك لا يصح ان يتخلى عنه من تحضر عن مسؤوليته في الكشف به عن معالم التطور البشري مابين الماضي والحاضر، وقد قيل: ان نابليون جاء معه بجنود من العلماء لدراسة احوال الشعب المصري والكشف عن اسرار تاريخه القديم.

وفي نفس الوقت لا ننكر ان لهم الفضل ولا زالوا في حفظ تراثناالواصل اليهم والمساهمة بنشره ايضا، الا ان تعصبهم لدينهم وقومياتهم ترك آثارا فيما نشروا، فنشاهد الكثير من التواء الاساليب واضطراب المناهج والاعتساف في تاويل النصوص،وكنتيجة لذلك فانها تعطي نتائج محرفة تخدش عقيدتنا، وتؤيد تلك المزاعم التي يتبجح بها اعداؤنا.



اليقظة الجديدة

يمكننا القول بان بوادر يقظتنا من ليلنا الطويل قد لاحت في الافق في القرن الثاني او الثالث عشر الهجري القرن التاسع عشرالميلادي ، وبالرغم مما كان يشوبها من مظاهر القلق والاضطراب فقد برزت طائفة من رواد الفكر الاسلامي اخذت على عاتقهاصيانة تراثنا والعناية بدقة في تدوين الحديث الشريف وروايته، لذاكان السبب في وصول نسخ خطية كثيرة الينا كتبت في العصورالمتقدمة وفي شتى انواع العلوم، كالفلسفة والحديث والقرآن والفلك... الخ.

ومن اولئك الرواد الجهابذة مؤلفنا السيد محسن الامين قدس سره الذي افرزته حضارتنا ونصبته قمة سامقة للتاريخ، ونجما زاهرايضيء السماء يهتدى به في ظلمات الليل الحالك، ويكفي لمؤرخ الحضارة الانسانية ان يمجد هذه الامة المرحومة حين وصوله لهذه العبقرية التي رفدت البشرية بانواع اللالىءالتي لا يستغني عنهاالفقيه والباحث والمتكلم و... فان التمجيد الحقيقي يتجسد بشكل تام في العظماء من بني البشر.

وفي الوقت الذي كان فيه السيد(قده) يشعر بمسؤولياته الكبرى وواجباته المتعددة الجوانب فانه كان يعرف العالم الاسلامي والانسانية بمذهب اهل البيت(ع) من خلال مؤلفاته التي اغنت التراث الاسلامي كموسوعته «اعيان الشيعة» و «اقناع اللائم» و «كشف الارتياب» وغيرها ياتيك ذكرها في فقرة«مؤلفاته(قده)». واذا تتبعنا وطالعنا مؤلفات السيد ومقالاته(قده) وما اكثرهاوانفعها لا نملك الا ان نكبر هذه العبقرية النادرة، وقد قال(قده) عن نفسه: له مؤلفات كثيرة بعضها قد طبع مرتين او مرارا، وبعضها قدترجم الى غير العربية وطبع، واكثرها تزيد على 500 صفحة الى 800 صفحة، وحسبك ان يكون «اعيان الشيعة» قد بلغ 100 مجلد، ولو قسم ما كتبناه تسويدا او تبييضا ونسخا وغيرها على عمرنا لما نقص كل يوم عن كراس مع عدم المساعد والمعين غير اللّه تعالى(4).

وقد الف (قده) واكثر ونوع حسبما تمليه الحاجة، فقد تناول الادب ونقده واجاد فيه، وهكذا في الفقه والاصول والحديث والعقائد و...كلها تدل على موهبته وذكائه وتفطنه الى ما لا يتفطن له سواه.

وساعدته مواهبه اللامحدودة من التاليف المبكر، ونظم الشعر،والجمع بين الموضوعية والدقة، والعمق والرفعة.

ويطل علينا السيد(قده) من خلال كتابه هذا اطلالة مشرقة مباركة،فاضافة الى دقته الفائقة في انتقاء الصحيح من الاخبار والاثار اذنراه قد اكتشف لنا كنزا قديما من كنوزنا الثمينة الا وهو «كتاب قضايا امير المؤمنين(ع)» لابي اسحاق ابراهيم بن هاشم القمي الكوفي(5)، اول من نشر حديث الكوفيين بقم، وهو والد علي بن ابراهيم الذي هو من اعظم مشايخ ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني صاحب «الكافي»، واكثر روايات كتابه عنه وسياتيك الكلام عنه خلال فقرة «حول الكتاب» فاورده(قده) كاملا ضمن كتابه، ملتزما بموضوعيته، بعيون مفتوحة وحس نقدي مرهف، فلم يكتف بايراده بل رد ما يرد من اخباره، وصحح ما يحتاج منهاللتصحيح، وفسر ووجه ما كان فيها من غموض او غرابة، مجسدااصالة الروح العلمية فيها ليبقيه ميراثا عتيدا راسخا، فللّه دره.

وبعد ان ادى هؤلاء الافذاد دورهم احسن اداء وبحسب ما تيسرت لهم من امكانات في ذلك الوقت تركوا الامانة ثقيلة في اعناقنا،ويحدونا الامل في ان نستوعب كل ما ترك لنا اسلافنا في شتى فروع العلم والمعرفة. (6)



ترجمة المؤلف

اسمه ونسبه:

هو ابو محمد الباقر محسن ابن الصالح العابد السيد عبدالكريم ابن العلامة الفقيه السيد علي بن محمد الامين ابن السيد ابي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد احمد ابن السيد ابراهيم المنتهي نسبه الى الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الامام علي زين العابدين ابن الامام الحسين الشهيد ابن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)، العلوي الفاطمي الهاشمي الحلي العاملي الشقرائي.

ولادته:

قال(قده): ولدت في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1284ه،هذا هو الصواب في تاريخ مولدي، وما ذكرته في غير هذا الموضع من ان ولادتي سنة 1ه او غير ذلك فهو خطا.

ولم يكن مولدي مؤرخا، لكن والدي اخبرني ان ولادتي كانت سنة بناء جسر القاقعية الجديد، وقد قرات تاريخ بنائه على الصخرة التي كانت موضوعة عليه وسقطت، فاذا هو سنة 1284ه.

اصل عشيرته:

قال(قده): الذي سمعناه متواترا من شيوخ العشيرة ان الاصل من الحلة، جاء احد الاجداد منها الى جبل عامل بطلب من اهلها ليكون مرجعا دينيا ومرشدا، ولسنا نعلم من هو على التحقيق، بل هو مرددبين السيد ابراهيم وابنه السيد احمد وابنه السيد حيدر.

والسيد حيدر سكن شقراء وتوفي سنة 1175ه كما هو مرسوم على لوح قبره في مقبرتها الشرقية القديمة، وولد له في شقراء عدة اولاد ذكور واناث نبغ منهم السيد ابوالحسن موسى.

وكانت العشيرة قبل هذا الوقت تعرف بقشاقش او قشاقيش، ولايعرف ان ذلك نسبة الى اي شيء، واحتمل بعض العلماء ان يكون ذلك تصحيف (الاقساسي) نسبة الى اقساس مالك قرية قرب الكوفة، والاقساسيون طائفة كبيرة هم من ذرية جدنا الحسين ذي العبرة ينسبون الى هذه القرية.

ثم عرفت العشيرة بل الامين نسبة الى السيد محمد الامين ابن السيد ابي الحسن موسى ووالد جدنا السيد علي الامين فصار يقال لذريتنا: آل الامين.

نشاته:

كان لابويه الفضل الاكبر في تربيته وتفريغه لطلب العلم وحثه على ذلك ومراقبته في سن الطفولة، فقد بدا بدراسة القرآن وهو في سن السابعة اي في سنة 1291هـ حيث تولت والدته تعليمه، وتعلم كذلك الكتابة من بعض شيوخ العائلة.

وبعد ان ختم القرآن تعلم علمي النحو والصرف على يد السيدمحمد حسين عبداللّه وغيرهم، ثم هاجر مع عائلته الى كربلاءفالنجف حيث استقر هناك.

وفي النجف حضر دروس الاخلاق عند الشيخ الملا حسين قلي الهمذاني، وقد ترك هذه الدروس وعكف على دروس الاصول والفقه. وقد ندم بعد وفاة الشيخ الهمذاني ندما كبيرا لعدم استمراره الحضور في دروسه الاخلاقية.

وقد توفي والده سنة 1315هـ في النجف الاشرف ودفن فيها، اماوالدته وهي ابنة العالم الصالح الشيخ محمد حسين فلحة الميسي فقد توفيت في حدود سنة 1300هـ.

العلماء المعاصرون له في النجف :

قال(قده) خلال ذكره هؤلاء الاعاظم: فمن العجم: الشيخ ملا كاظم الخراساني، والشيخ آقا رضا الهمداني، والشيخ عبداللّه المازندراني، والسيد كاظم اليزدي، والميرزا حبيب اللّه الرشتي،والميرزا حسن بن الميرزا خليل الطهراني.

ومن الترك: الشيخ حسن المامقاني، والملا محمد الشهرابياني، وكلهم مدرسون، وغيرهم كثيرون يعسر احصاؤهم.

ومن العرب: الشيخ محمد طه نجف النجفي، والشيخ علي رفيش،والسيد محمد محمد تقي الطباطبائي آل بحر العلوم، والشيخ عباس الشيخ علي... وغيرهم.

اساتذته ومشايخه في جبل عامل:

1- السيد محمد حسين عبداللّه، وهو ابن عمه واول مشايخه، درس عنده النحو والصرف.

2 -السيد جواد مرتضى، درس عنده القطر والالفية وشيئا من المغني.

3 -السيد نجيب الدين فضل اللّه العاملي العينائي، حيث قرا عنده المنطق والاصول.

ب في النجف الاشرف:

1- السيد علي بن محمود، وهو ابن عمه، قرا عليه شرح اللمعة.

2- الشيخ محمد باقر النجمابادي، قرا عليه القوانين والرسائل.

3- الشيخ ملا فتح اللّه الاصفهاني المعروف بشيخ الشريعة، قرا عليه اكثر الرسائل في مرحلة السطوح.

4- الشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الاصول وحاشية الرسائل، قرا عليه دورة الاصول خارجا.

5- الشيخ آقا رضا الهمذاني صاحب مصباح الفقيه، قرا عليه في الفقه خارجا في كتابه مصباح الفقيه.

6- الشيخ محمد طه نجف، قرا عليه في الفقه خارجا.

7- السيد احمد الكربلائي.

تلامذته:

كان له(قده) الكثير من التلامذة، نذكر منهم:

1- السيد حسن بن محمود ابن عم المؤلف .

2- السيد مهدي بن حسن آل ابراهيم الحسيني العاملي.

3- الشيخ منير عسيران.

4- السيد امين بن علي بن احمد الحسيني العاملي.

5- الشيخ خليل الصوري.

6- الشيخ علي الصوري.

7- الشيخ علي الجمال الدمشقي.

8- الشيخ علي بن محمد عروة العاملي الحداثي.

مؤلفاته:

1- ابو تمام الطائي.

2- ابو فراس الحمداني(7).

3- ابو نواس(8).

4- احكام الاموات.

5- ارجوزة في النكاح.

6- ارشاد الجهال الى مسائل الحرام والحلال(9).

7- اساس الشريعة في الفقه الاستدلالي(10).

8- اصدق الاخبار في قصة الاخذ بالثار(11).

9- اعيان الشيعة(12).

10- اقناع اللائم على اقامة المتم(13).

11- البحر الزخار في شرح احاديث الائمة الاطهار(14).

12- البرهان على وجود صاحب الزمان(ع)(15).

13- تاريخ جبل عامل.

14- تحفة الاحباب في آداب الطعام والشراب(16).

15- التقليد آفة العقول.

16- التنزيه لاعمال التشبيه(17).

17- جناح الناهض الى تعلم الفرائض(18).

18- جوابات المسائل الدمشقية(19).

19- جوابات المسائل الصافيتية.

20- جوابات المسائل العراقية.

21- حاشية الغرر والدرر.

22- حاشية القوانين.

23- حاشية المطول.

24- حاشية مفتاح الفلاح.

25- حذف الفضول عن علم الاصول.

26- الحصون المنيعة في رد ما كتبه صاحب المنار في حق الشيعة(20).

27- حق اليقين(21).

28- حواشي امالي المرتضى.

29- حواشي العروة الوثقى.

30- حواشي المعالم.

31- الدر الثمين(22).

32- الدر المنظم في حكم تقليد الاعلم(23).

33- الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد(24).

34- درر العقود في حكم زوجة الغائب والمفقود.

35- الدرر المنتقاة لاجل المحفوظات(25).

36- الدرة البهية في تطبيق الموازين الشرعية(26).

37- دروس الحيض والاستحاضة والنفاس.

38- الدروس الدينية(27).

39- الرحلات.

40- الرحيق المختوم في المنثور والمنظوم(28).

41- رسالة الردود والنقود(29).

42- الروض الاريض في احكام تصرفات المريض(30).

43- سفينة الخائض في بحر الفرائض مختصر من كشف الغامض (31).

44- شرح الايساغوجي(32).

44- شرح التبصرة(33).

45- الصحيفة السجادية الخامسة(34).

46- صفوة الصفوة في علم النحو.

47- عجائب احكام امير المؤمنين(ع) هذا الكتاب .

48- عين اليقين في التاليف بين المسلمين.

49- قصة المولد النبوي(35).

50- القول السديد في الاجتهاد والتقليد.

51- كاشفة القناع في احكام الرضاع(36).

52- كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبدالوهاب(37).

53- كشف الغامض في احكام الفرائض(38).

54- لواعج الاشجان في مقتل الحسين (ع)(39).

55- المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية(40).

56- معادن الجواهر ونزهة الخواطر(41).

57- المفاخرات(42).

58- مفتاح الجنات.

59- مناسك الحج واعمال المدينة(43).

60- المنيف في علم التصريف(44).

61- نقض الوشيعة(45).

ولا يخفى ان للسيد (قده) كتبا ورسائل اخرى في مختلف انواع العلوم.

وفاته ومدفنه:

بعد معاناة مع المرض استمرت اكثر من عامين توفي(ره) منتصف ليلة الاحد 4 رجب سنة 1371هـ (1952م) في بيروت، ونقل جثمانه بتشييع عظيم الى دمشق حيث دفن بقرية الست من اعمالها .

ففي الليالي الاخيرة لمرضه(ره) اعلن الاطباء ان كل شيء فيه قدانتهى، وانه لم يبق حيا الا قلبه، وان هذا القلب يصمد للموت صموداعجيبا يدهش الاطباء، وبعد اربع وعشرين ساعة من الاحتضاروقبيل الليل همد القلب الجبار، ليرحل من هذه الدنيا فيستقر هناك في جنان الخلد عند مليك مقتدر بعد ان قام بتلك الخدمات العظيمة للاسلام، فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

حول الكتاب:

كتاب ثمين ضمنه المؤلف (قده) طائفة من عجائب احكام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب(ع) انتخبها من مصادر الخاصة والعامة المعتبرة ك : مناقب ابن شهراشوب، ارشاد المفيد، الكافي للكليني،السياسة الشرعية واعلام الموقعين وكلاهما لابن قيم الجوزية،الاذكياء لابن الجوزي، ورتبها حسب تسلسها الزمني، اي: قضاياه في حياة رسول اللّه(ص)، قضاياه في زمن خلافة ابي بكر، قضاياه في زمن خلافة عمر بن الخطاب، قضاياه في زمن خلافة عثمان بن عفان، قضاياه في زمن خلافته(ع)، واخيرا. المسائل التي سئل عنهاواجوبته(ع) العجيبة لها مرتبة ايضا على التسلسل الزمني المتقدم.

وكان المؤلف(قده) قد وجد كتاب «عجائب احكام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)»، او «قضايا امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)» رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي، عن ابيه، عن جده(46)، فادرجه ضمن كتابه هذا الا انه ليس في مكان واحد، وذلك لان المؤلف اعتمد الترتيب الزمني وهو ما لم يكن موجودا في كتاب القمي.

والجدير بالذكر انا قد اشرنا في المقدمة الى انه(قده) قد رد بعض اخبار كتاب القمي، وصحح وعلق على غيرها، كما هو ديدنه في سائر كتبه.

طبعاته:

لقد وقفنا على طبعتين للكتاب، هما:

1- طبعة مركز انتشارات الاعلمي في طهران سنة 1394ه.ق بالحجم الرقعي، وهي طبعة ثانية بالافست على طبعة اقدم منهاطبعت في زمن المؤلف(ره)، كتب في اسفل صفحتها الاولى: مطبعة الاتقان لصاحبها عارف الصوص دمشق سنجقدار عام 1366ه 1947م، وصدر الكتاب ضمن سلسلة احياء تراث اهل البيت عليهم السلام رقم 2 بتقديم العلامة السيد محمد حسين الحسيني الجلالي حفظه اللّه.

2 طبعة مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت لبنان، بالحجم الرقعي ايضا، ولم يذكر فيها تاريخ الطبع.

ترجماته:

ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني ان هناك ترجمة فارسية للكتاب باسم «قضاوتهاى محير العقول» للسيد محمود بن جعفر الموسوي الزرندي المعروف ب «محرمي». طبع بطهران سنة 1369 في 378 صفحة(47).



منهج التحقيق

لما كانت الطبعة المذكورة اولا للكتاب هي الاكمل في اولهاوآخرها لذا جعلناها هي الاصل، ومن ثم قابلناها مع الطبعة الاخرى فلم نر من الاختلاف الا ما ندر.

الايات القرآنية اثبتناها كما هي في القرآن.

اما الاحاديث فقد ارجعناها الى مصادرها وقابلناها، وما وجدنا من اختلاف اشرنا اليه في محله، وما اضفناه من المصادر جعلناه بين [ ].

واتماما للفائدة واعانة للباحث على البلوغ الى مرامه صنعنا عدة فهارس فنية جعلناها في آخر الكتاب.

وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين.

فارس حسون كريم قم المقدسة 21 رمضان المبارك 1419ه.ق ذكرى استشهاد امير المؤمنين (ع) الحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

وبعد:



فيقول العبد الفقير الى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيدعبدالكريم الحسيني العاملي الشهير بالامين، نزيل دمشق الشام صينت عن طوارق الايام: هذا كتاب جمعنا فيه قضايا امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) واحكامه واجوبة مسائله العجيبة، وادرجنافيه كتاب عجائب احكامه رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي، عن ابيه، عن جده، وعلى اللّه نتوكل، وبه نستعين.



الكتب المؤلفة في قضايا

اميرالمؤمنين علي (ع) واحكامه



(1) ما ذكره الشيخ البهائي في شرح الحديث 28 من اربعينه(48) ان بعض العلماء افرد كتابا ضخما في قضايا امير المؤمنين(ع) واحكامه وقال: اطلعت عليه بخراسان.

انتهى.

(2) كتاب محمد بن قيس البجلي، من اصحاب الصادق والكاظم (ع)، فان له كتاب قضايا امير المؤمنين (ع)، يرويه عنه النجاشي والشيخ الطوسي بسنديهما.

(3) كتاب المعلى بن محمد البصري، قال النجاشي(49): له كتاب قضايا امير المؤمنين(ع).

(4) كتاب الترمذي، المحدث الشهير صاحب الصحيح، في الحلقة الاولى من سيرة الحسين(ع) للفاضل الشيخ عبداللّه العلايلي المعاصر ص 142 وقد عني بها اي باقضية علي اميرالمؤمنين(ع) الامام الترمذي فجمعها، ونقل قسما كبيرا منها العلامة ابن قيم الجوزية في كتاب السياسة الشرعية.

انتهى.

(5) كتاب عجائب احكامه رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن جده، عندنا مجموعة نفيسة بخط واحد كتبت عدة من محتوياتها سنة 410 و420 هجرية، ومن محتوياتها «كتاب عجائب احكام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)» (50) لكنه لم يكتب تاريخ كتابته، الا ان كونه مع بقية المحتويات بخط واحد وورق واحد وقطع واحد وشكل واحدحتى كانها كلها كتاب واحد يفيد ان تاريخ كتابته هو تاريخ كتابتها،وكتب على ظهره ما صورته:

نسخ منه ابو النجيب الكرخي في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.ومما كتب على ظهر باقي محتوياته بذلك التاريخ علم ان ابا النجيب الكرخي هذا اسمه عبدالرحمن بن محمد بن عبدالكريم الكرخي.واستظهرنا تشيعه وكونه من اهل العلم من نسخه من هذا الكتاب،ومن كونه من اهل الكرخ المعروفين بالتشيع في ذلك العصر، فلذلك ادرجناه في بابه من كتابنا اعيان الشيعة(51) وان لم نجد له ترجمة.

والكتاب يقع في 61 صفحة، وفيه اكثر من 145 قضية وحكم لاميرالمؤمنين(ع)، لكن جامعه قد ادرج فيه اجوبة امير المؤمنين(ع) عن المسائل الغامضة فجعلها من جملة احكامه مع انها ليست من احكامه، فلذلك افردنا ما كان من هذا القبيل عن الاحكام وادرجناه في المسائل، وهو من جمع ابراهيم بن هاشم الكوفي القمي فقدذكروا ان له كتاب قضايا امير المؤمنين(ع)، ويرويه عن ابراهيم ولده علي، وعن علي ولده محمد، فجميع احاديثه هي رواية محمد، عن ابيه، عن جده ابراهيم بن هاشم.

فقد كتب في اوله ما صورته: «عجائب احكام علي بن ابي طالب صلوات اللّه عليه» رواية محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن جده، ثم ابتدا فقال: علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن محمدبن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن الاصبغ(52) بن نباتة،قال: احضر عمر بن الخطاب خمسة نفر اخذوا في زنا الخ.. ثم ذكرعدة احاديث ابتداها بقوله : وعنه وعنه، ثم قال: وحدثني ابي، عن النوفلي، عن السكوني، عن ابي عبداللّه(ع)، الخ.

ثم قال: وعنه، عن النوفلي، عن السكوني، الخ.

ثم قال: وعنه.

ثم قال: وحدثني ابي، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابي عبداللّه(ع).

ثم قال: وحدثني ابي، عن محمد بن ابي عمير، عن عبدالرحمان بن الحجاج، الخ.

ثم قال: وعنه، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، الخ.

وعنه، عن خلف النواء، عن الاصبغ.

وحدثني ابي، عن محمد بن ابي عمير، عن عمر بن يزيد، عن ابي المعلى، عن ابي عبداللّه(ع)، الخ.

وعنه، عن ابي اسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة.

وعن سعد بن طريف، عن الاصبغ.

حدثني ابي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالرحمن بن الحجاج.

وحدثني ابي، عن ابي الحسن العسكري محمد بن فضيل «فضل»،عن ابي الصباح الكناني، عن ابي عبداللّه، الخ.

حدثنا احمد بن عمر بن سلمة البجلي، عن الحسن بن اسماعيل،عن بعض مشايخ اصحابه.

وعنه، عن ابراهيم بن ابي يحيى المدني، عن ابي عبداللّه(ع).

سعد بن ابي رزين، عن ابي حازم، عن ابي جعفر(ع).

حدثنا جعفر بن شريح الحضرمي، عن مالك بن اعين الجهني، عن ابي عبداللّه(ع).

حدثنا محمد بن داود الغنوي، عن الاصبغ بن نباتة.

فضالة، عن ابي بكر الحضرمي، عن ابي عبداللّه(ع).

ابن ابي عمير، عن معاوية بن وهب، عن ابي عبداللّه(ع).

حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن ابي جعفر(ع).

وعنه، عن ابي الجارود، عن الحارث الاعور.

وحدثني ابي، عن جدي، رفعه الى عدي بن حاتم.

وحدث عبدالعزيز بن سهل، رفع الحديث.

هذا مجمل الاسانيد التي في الكتاب.

ولا يخفى ان قوله: وعنه، وعنه، في اول الاحاديث التي بعدالحديث الاول يعود الضمير فيه كله الى الاصبغ بن نباتة، المذكورفي آخر سند الحديث الاول، وتلك الاحاديث مروية بهذا السندعن الاصبغ.

والقائل: حدثني ابي، عن النوفلي، عن السكوني، هو علي بن ابراهيم، المذكور في اول سند الحديث الاول، وقد ذكر الرجاليون ان علي بن ابراهيم يروي عن النوفلي، عن السكوني، وكذا القائل:حدثني ابي، عن عثمان بن عيسى. حدثني ابي، عن محمد بن ابي عمير. حدثني ابي، عن الحسن بن محبوب.

حدثني ابي، عن ابي الحسن العسكري(ع). حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، المراد به علي بن ابراهيم.

اما القائل: حدثني ابي، عن جدي فهو محمد بن علي بن ابراهيم. وقوله: و عنه، عن النوفلي، عن السكوني، اي: عن ابيه ابراهيم، عن النوفلي. وقوله: وعنه، عن سعد بن طريف، اي: عن ابيه ابراهيم عن سعد. وقوله: وعنه، عن النوفلي، عن السكوني، اي: عن ابيه. وقوله بعده: وعنه، اي: عن ابيه. وقوله: وعنه، عن سعد بن طريف، اي: عن ابيه، عن سعد وكذا قوله: وعنه عن خلف وعنه، عن ابي اسحاق السبيعي. وعنه، عن ابي الجارود يراد به: عن ابيه، عمن ذكره.وقوله: وعنه، عن ابراهيم بن ابي يحيى، اي: عن احمد بن عمر بن سلمة، عن ابراهيم بن ابي يحيى.

وفي آخر النسخة المخطوطة التي عندنا ما صورته: تم الكتاب بحمد اللّه، وصلواته ورحمته على نبيه محمد وعترته الطاهرين،وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.

ونحن ندرج جميع احاديث هذا الكتاب هنا كما هي في الاصل كلا مع مناسبه الا ما كان من اجوبة المسائل فندرجه في اجوبة المسائل.

ثم ان قضاياه واحكامه منها ما وقع في حياة الرسول(ص)، ومنها ماوقع في خلافة ابي بكر، ومنها ما وقع في خلافة عمر، ومنها ما وقع في خلافة عثمان، ومنها ما وقع في خلافته هو(ع).


يتبع