قالت سيدوري ساقية الآلهة، وهي تحاول إقناع جلجامش ملك أوروك السومري وأول الباحثين عن الخلود، بأن يستمتع بحياته ويجعل من كل يوم عيداً بدلاً من إضاعة الوقت في البحث عن الحياة الأبدية. فالموت هو قدر البشر الذي لا مفر منه.
لكن جلجامش الذي سيطرت عليه فكرة الحياة الأبدية تجاهل كلام الفتاة الحسناء، ومضى في رحلته متحدياً المخاطر للبحث عن ضالته.
إلى أين تمضي يا جلجامش؟
الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.
فالآلهة لما خلقت البشر،
جعلت الموت لهم نصيباً،
وحبست في أيديها الحياة.
أما أنت يا جلجامش، فاملأ بطنك.
افرح ليلك ونهارك.
اجعل من كل يوم عيداً.
ارقص لاهياً في الليل وفي النهار.
اخطر بثياب نظيفة زاهية.
اغسل رأسك وتحمم بالمياه.
دلل صغيرك الممسك بيدك،
واسعد زوجك بين أحضانك.
هذا نصيب البشر (في هذه الحياة).
إلا أن جلجامش عاد خائباً بعد رحلته الطويلة والشاقة، فالعشبة السحرية التي تمنح الخلود، والتي اقتلعها من أعماق بحر الدلمون، ابتلعتها أفعى ضخمة، بينما كان يستحم في النهر. وفي النهاية عاد الملك إلى أوروك حزيناً، وعندما اقتربت سفينته من أسوار المدينة الضخمة التي شيدها بنفسه، أدرك أن هذه الأسوار المتينة هي التي ستخلد اسمه وأنه لا بد أن يموت يوماً ما.
أباطرة الصين والموت بالزئبق
تشين شي هوانغ
البحث عن الخلود فكرة داعبت العقل البشري منذ القدم، ولم يكن جلجامش الملك الوحيد الذي سعى للحصول على الحياة الأبدية والشباب الدائم. فكثيرة هي القصص والأساطير التي تحدثت عن السعي الدؤوب لبني البشر للوصول إلى سر الخلود، ومن أشهرها قصة إمبراطور الصين تشين شي هوانغ الإمبراطور الأول لأسرة تشين، الذي توفي وهو في سن 39، نتيجة لتسممه بالزئبق، إذ كان يتناوله اعتقاداً منه بأنه سيجعله خالداً.لم يكن تشين شي هوانغ هو الإمبراطور الوحيد الذي توفي نتيجة تناوله حبوب الزئبق، بل هنالك الكثير من الشبان الصينيين الذين لقوا حتفهم في أعمار مبكرة، جراء تعرضهم للتسمم بالزئبق، كان منهم خمسة من أباطرة تانغ من بينهم الامبراطور جينزونغ
منقول