داد ليه
كان قد قارب الثمانين من عمره او اكثر بقليل عندما قص علي قصة الداطلي
كان ذالك في عام ١٩٧٩ لم يكن يعمل في صناعة الداطلي اورث مهنته لاولاده واحفاده وكان ياتي بين الفينة والاخرى يجلس امام دكانه الذي كان يجاور دكان والدي فكنت انا في عمر 12 عام تقريبا كنت اقف بالقرب منه واستمع الى حكاياته التي حفظت منها الكثير كان يسرد ذكرياته بشكل هزلي ذات يوم ساله احد احفاده وهو صديقي الذي استمرت صداقتنا الى هذا اليوم قال له جدي ( ليش اسمه داطلي ) هنا بدأ بسرد قصته التي اذكر منها ما سأدونه هنا لنعرف سوية من اين جاءت تسمية الداطلي .
يقول رحمه الله الداطلي حلوى تركية دخلت للعراق عن طريق العثمانيين يقول لم تكن مشتهره كشهرتها اليوم واتساع صناعتها في العراق اليوم كانت محصورة في مدينة الموصل التي كان والدي يسكنها في ذالك الزمن عملت مع صديق والدي الذي كان يعمل في صناعة الداطلي الذي كان يسمى ذالك الوقت باسم تركي ( لم اتذكر انا او حفيده الذي اتصلت به امس لنتذاكر القصة معا لاني وعد ساذكر قصة اسم الداطلي الحقيقية كما سمعتها ) كان الاقبال عليها في فصل الشتاء لانها ذات سعرات عالية وتشعر لمن يأكلها بالدفيء وعملها حتى تنضج يأخذ بعض الوقت فكان الناس تنتظر حتى ينضج لتشتري حصتها من الداطلي وكان يقف دائما شاب يصرخ بصوت عال بعد ان تنضج في حين صانع الحلوى يهم بتقطيعها وتوزيعها لزبائنه هذا الشاب يقول داد ليه داد ليه يعني خوية اعطي لي اعطي لي كلمة داد هي مفردة مجهول مصدرها منهم من ينسبها للاتراك ونهم للانكليز وهكذا وهي في كل دولة لها معنى في العراق تعني كلمة داد اخوية او اختي يقول رحمه الله كان هذا الشاب عندما يقف يستمر بترديد كلكمة داد ليه كأنه على عجلة من امره حتى اصبحت كلمة داد ليلة كلمة يرددها ويلقيها كل من يريد شراء تلك الحلوى فيقول اعطني داد ليه ومن ذالك الحين اصبح اسمها داد ليه ومع الزمن ولسهولة اللفظ قلبت الدال الثانية واصبحت طاء فصارت داطليه
هذه قصة تسمية الداطلي كما راواها ذالك الشيخ رحمه الله وسمعتها منه قبل اكثر من اربعين سنه رحمه الله واسكنه فسيح جناته