ما بعد سن الخامسة: كيف تتعاملين مع كذب طفلكِ حسب عمره؟


كثيرة هي الأسباب التي قد تدفع طفلكِ إلى إخفاء الحقيقة، والتفوه ببعض الكذبات "البيضاء"، ولكن رغم كون معظمها غير مؤذية، إلاّ أنّها ستثير حفيظتكِ، فتقفين محتارة بكيفية التعامل معها للحدّ من مشكلة الكذب لديه مستقبلياً...
لا تقلقي في هذا السياق، إذ جئناكِ في هذا المقال بكل ما تحتاجين الى معرفته عن كيفية التعامل مع كذب الطفل، وذلك حسب عمره، بالأخص ما بعد تخطيه سنّ الخامسة!


ما بين عمر الخامسة والثامنة:
إجمالاً ما يلجأ الأطفال في هذا العمر إلى الكذب للتهرب من المسؤوليات المطلوبة منهم. فالكذبة الأشهر في تلك الفترة هي "ليس لدي أي واجب مدرسي اليوم!". للتعامل مع الكذب في هذه المرحلة، صارحي طفلكِ واجلسي للتكلّم معه عن أهمية الصدق. بإمكانكِ الإستعانة ببعض القصص المخصّصة لعمره، والتي يكون لها خلاصة وعبرة بأنّ الكذب مضرّ ويسبب العديد من المشاكل، فاحرصي على شرائها له وقراءتها برفقته.
في المقابل، لاحظي أيضاً الشق الإيجابي من الأمور، أي عندما يكون طفلكِ صادقاً، وقومي بمدحه على القيام بالأمر الصائب.
النقطة الأهم في هذا الخصوص هي أنّ طفلكِ يتطلّع نحوكِ في هذه المرحلة العمرية ويتعلّم منكِ تلقائياً، فاحذري من "الكذبات البيضاء" في حضرته، وكوني له مثالاً أعلى للصدق مهما تطلّب الأمر.
ما بين عمر التاسعة وحتى بلوغ سنّ المراهقة:
في هذه المرحلة العمرية، بدأ طفلكِ بتكوين مفهوم الكذب، والتداعيات الناجمة عنه، كما أنّ شعور الذنب لديه عند التفوه بالكذب أصبح أقوى. لذلك، طبّقي النقاط المذكورة أعلاه ولكن بشكل مكثف أكثر. فبدلاً من التكلم بالموضوع بشكل مختصر، حان الوقت لإجراء محادثات طويلة وعميقة، والتطرق إلى حالات خاصّة.
من المهمّ أيضاً في هذه الفترة أن يعرف طفلكِ جيداً كيفية التمييز ما بين الصدق الضروري خصوصاً تجاه الأهل، وما بين التكتم عن الحقيقة لعدم جرح شعور الآخرين في بعض الحالات. كوني صريحة مع طفلكِ في هذا الخصوص، وإستمري بأنّ تكوني ووالده مثالاً أعلى في هذه الأمور.
وتذكّري أن كلّ طفل يقع في شرك الكذب، فحافظي على رباطة جأشكِ، واحذري الإنفعال واللجوء إلى التعنيف حتى ولو كان لفظياً.
أصبحتِ الآن تعرفين جيّداً كيفية التعامل مع كذب طفلكِ حسب عمره، كي يتخلّص من هذه العادة المضرّة تدريجياً!