بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
ما هي إلا أيام قلائل ويرحل عنا شهر شعبان، شهر الرسول الأعظم الذي يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم : «شعبان شهري، من صام يوم من شهري وجبت له الجنة». وما أن نودعه حتى يُقبلَ علينا ضيف شريفاً نترقبه في كل سنة، هو شهر الله الكريم شهر رمضان، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعته أفضل الساعات. »
والأدلة والأحاديث في أثبات فضل هذا الشهر كثيرة لا تعد ولا تحصى، إضافة إلى الأعمال والمستحبات التي تؤتى في هذا الشهر الكريم لنيل الثواب وغفران الذنوب، فعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فأن الشقي من حٌرمَ غفران الله في هذا الشهر»، لذا وجب علينا في هذا الشهر الكريم أن لا نخلق الفرص الثمينة للشيطان وأعوانه للنيل منا وأبعادنا عن عبادة الله.
على الرغم من أن شياطين الجن تبقى مربوطة طيلة شهر رمضان الكريم إلا أن شياطين الأنس تستمر في عملها كادحة من أول ليلة من ليالي هذا الشهر الشريف بجد واجتهاد. فهذا الشهر يُعد موسماً ناجحاً لعرض جميع البضائع الشيطانية الساقطة والمأجورة على السُفرة الرمضانية، حيث تم التخطيط والعمل عليها أياماً وليالي لإرضاء الشهوات والنزوات وإلهاء الصائمين في هذا الشهر حتى تمتزج العبادة بالمعصية ليخرج بعدها صفر اليدين.
أن المتتبع طوال السنوات الخمس الأخيرة أو أكثر بقليل وفي شهر رمضان تحديداً يجد أن أغلب المسلسلات نهجت منهج غريب وفظيع. فقد يتساءل البعض منكم لماذا المسلسلات ، أقول بل أن معظم المسلسلات العربية وللأسف الشديد حذت هذا الحذو، ولأن كُلن يغني على ليلاه وخصوصاً عندما يبدأ شهر رمضان الكريم.
فنستطيع أن نلخص المسلسلات لأخيرة بأنها قائمة على أسس رئيسية من الغرام والفساد والجريمة والتكرار في القصة في كل عا - لا أعتقد أنهم كذلك - موائد رمضانية من المسلسلات والبرامج الهابطة طيلة الشهر الكريم ليتقربون بها إلى الشيطان الرجيم واضعين جرح صوم الصائمين والفساد الأخلاقي نصب أعينهم!!.
فلقد بلغت تلك المسلسلات الأثر الكبير في النفوس الشباب بشكل سلبي، كل ذلك بحجة الطرح الجريء ومحاكاة للواقع وحل المشاكل.
أقول قد تكون تلك المسلسلات تعكس شيء من الواقع ولكن هذا النوع من الطرح يزيد من المشكلة ويطورها لمشاكل أخرى ويزيد عقد في المجتمع، ولو بحثت عن الهدف الحقيقي من المسلسل فلن تجده، ناهيك عن الطريقة التي يتخذها هذا المسلسل أو ذاك لحل مشكلة ما، فقد يلجئون إلى اجتهادات شخصية وحلول عجيبة لا يتقبلها العقل ولا الدين ولا حتى العرف. وتجدهم دائماً يركزون على قضايا محددة فقط وينسونا قضايا الأمة العربية والإسلامية الحقيقة وما تمر به من مصاعب.
فيمكننا أن نلخص محتويات ومقادير المسلسلات الرمضانية بما يلي:
• التركيز على المكياج والأزياء والفلل والقصور بشكل كبير.
• تزيين بعض الأمور المرفوضة من ديننا ومجتمعنا مثل العلاقات بين الشباب والفتيات وعدم احترام العادات والتقاليد بحجة التطور.
• الحرص الشديد على العرض في شهر رمضان المبارك سواء كان في نهاره أو ليلة فكلاهما سيان.
• تساهم في نشر بعض الأخلاقيات الساقطة وتعريف الناس بها كمن يدس السم في العسل.
• لا يكتمل نجاح المسلسل إذا كان لا يتضمن لقطة فاضحة أو تعري صريح.
ولكن اللوم كل اللوم على القنوات التي تدعي أنها عربية ولا تعي معنى العربية لعرضها لمثل هذه البرامج ولكن كل شيء أمام المصلحة والمادة يصبح عبرية