موس والتماسيح. والثعبان مشهورٌ بحاسة الشم لديه، حيث أنها قوية جداً، وهو لا يعتمد على أنفه في هذه الحاسة، بل يكون جُلَّ اهتمامه على لسانه المشقوق للشمِّ والتذوُّق، حيث يقوم بإخراج لسانه عند خروجه للصيد، فيقوم هذا اللسان بالتقاط الروائح من المحيط حواليه ثم يقوم بتحليلها، مِمَّا يُسهِّل عليه التعرف على فريسته وتحديد مكانها.
تتكاثر الأفاعي مرة في السنة، في فصل الربيع أو فيفصل الصيف، حيث تبدأ الأنثى بإفراز هرمونات أنثوية لتجذب الذكور إليها. ليس معروفاً كيف تختار الأنثى الذكر المناسب، ولكن عندما يلتقيان؛ يكوِّنان ما يسمى بـ “كرة التزاوج" وتخرج منها الأنثى مع ذكر وحيد، حيث يقوم بالزحف أسفلها، ثم يقوم الذكر بتلقيحها داخلياً. وعندما تخصَّب الأنثى، تضع بيوضاً ما بين بيضتين ومئة بيضة، ولهذا الوضع نوعان، إما أن تضعهما في مكانٍ آمن حتى موعد فقسهم؛ أو أن تحتفظ الأنثى بالبيض داخلها حتى موعد التفقيس، فتقوم الأنثى بكسر البيضة داخلها مستخدمة العضلات وعظامها؛ ثم تخرج الصِّغار منها في منظرٍ يبدوا للرائي أنها تلدهم ولادة. ثم تثوم الأنثى بعد ذلك بلفظ القشور من داخلها.
فترة حضانة البيض تتراوح ما بين شهر إلى شهرين، سواء كانت البيوض موجودة في عش أو في جوف الأنثى، وبعد تفقيس البيض، يخرج الصِّغار إلى الدنيا وينطلقون لتدبير أمورهم، حيث أن الأفاعي لا تعتني بصاغرها، بل تتركهم وتذهب بعد وضع البيض أو الولادة – إن صحَّ التعبير – ويتبعون غريزتهم في البقاء. وعلى الرغم من ذلك هنالك بضعة أنواع من الأفاعي تعتني بصغارها بع أن يفقسوا من البيض ويهتمون بهم لفترة قبل أن يذهب الصِّغار إلى حال سبيلهم.
بالمُحصِّلة؛ فالثعابين مثلها مثل الأغلبية العظمى من فصيلة الزواحف تبيض ولا تلد، ولكن كما ذكرنا آنِفاً؛ فإن فقس البيوض في جوفها وخروج الصِّغار منها؛ وتُسمَّى هذه الحالة سرلودا؛ حيث أنه ُخيَّل للناظر أنها تلد، بينما هي حالة فقس البيوض داخل جوف الأنثى.