في غرفة نومها قبالة جبال كاليفورنيا، ممددة على السرير وجهاز آيباد بين يديها، بدأت بيتسي ديفيس تكتب ببطء بخنصرها عبر لوحة المفاتيح دعوة للأهل والأصدقاء لحضور حفل وداعها.
ديفيس، "41 عاما"، أصيبت قبل ثلاث سنوات بمرض الـ ALS أو (Lou Gehrig)، وهو مرض لا يرحم، يجعل العضلات غير صالحة للاستخدام، والكلام غير مفهوم. وقد قررت أن تضع حدا لحياتها بتحدي فكرة الموت.
لم ترغب ديفيس في الخضوع لتجربة الموت في الطريقة التي يفرضها عادة هذا المرض القاسي، وفقا لعائلتها وأصدقائها.
بل أرادت أن تحتفل في حياتها، وتتناول أطعمتها المفضلة، وتستمتع بالموسيقى، وأن تعيش الذكريات مع أقاربها، ثم ترحل محاطة بالحب والدعم.
ففي دعوتها، قالت ديفيس إن لا قواعد للمجيء إلى الاحتفال.. ولكن أوردت شرطا واحدا: "ممنوع البكاء أمامي".
وبالفعل، لبى أكثر من 30 شخصا من مختلف أنحاء البلاد دعوة ديفيس، وجاؤوا للاحتفال بما وصفته بـ"ولادتها الجديدة"، يومي الـ23 والـ24 من شهر تموز/يوليو الماضي.
وخلال الاحتفال، ساعد مقدمو الرعاية ديفيس للتمدد على سريرها، وتناولت مزيجا من الأدوية مع حليب جوز الهند لتمويه الطعم. وقال ألبرت، صديق بيتسي، إن الأخيرة عاشت حياتها كفنانة ورحلت بطريقة فنية.
كانت ديفيس تستخدم كرسيا متحركا بعد أن فقدت السيطرة على عضلات ساقيها، بينما كانت تكافح من أجل استخدام يديها للكلام والأكل.
أرادت ديفيس وضع حد لحياتها قبل أن تصبح عاجزة تماما، إذ لا يعيش المصابون بهذا المرض أكثر من خمس سنوات، وفقا للجمعية الخاصة بمرض الـ ALS.